تحيي منظمة "بتسيلم" (مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة) هذا الشهر ذكرى مرور 30 عاماً على تأسيسها.
وقالت المنظمة في بيان صادر عنها إن هناك أمور عدّة يتعلّمها الإنسان خلال ثلاثين سنة من العمل.
وأضافت: لقد تعلّمنا المبادئ النبيلة والسّامية التي تشكّل أساس عملنا: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ينصّ على ما يلي: "يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في القيمة والحقوق. جميعهم قد وُهبوا فطنة العقل والضّمير ومن هنا عليهم أن يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء" وكذلك الآية التوراتيّة التي هي مصدر اسم منظّمتنا "فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ".
عائشة أبو لبن والدة رفيدة بلغت الـ70 من عمرها. ثلاثون عاماً طواها الزّمن منذ عام 1989 حين قتل جنديّ ابنتها البالغة من العمر 13 عاماً ولكنّها لن تنسى ذلك اليوم إلى الأبد. (الناطق بلسان جيش إسرائيل: "لم تكن هناك علاقة بين موت الطفلة ونشاط الجيش في المنطقة"). قُتلت رفيدة التي تقيم في مخيّم الدّهيشة للّاجئين وهي عائدة إلى منزلها بعد أن شاركت في جنازة فتًى آخر من المخيّم أرداه الجنود قتيلاً في اليوم السّابق ويُدعى ناصر القصّاص (16 عاماً). ثلاثون عاماً وحكمة واحدة تلخّصها الأمّ الثّاكلة بالقول: "إن كان حاكمك ظالمك تشكي أمرك لمين؟".
خلال الأشهر الأخيرة، ومن وراء ظهر وسائل الإعلام المستَلَبة عند قدميّ بنيامين نتنياهو، تتراكم وتتكدس سُحُب العنصرية الظلامية، تخرج من مخابئها وترسل ألسنة من النيران العنيفة في أنحاء مختلفة من البلاد، على جانبي الخط الأخضر. ولا تحظى هذه الأحداث سوى بتغطية موجزة فقط، إن كانت تحظى بها أصلاً، لكنها تبقى على الدوام كأنها مجرد نقاط متفرقة على مسطح ضبابي، منزوعة عن أي سياق تماماً.
شكل قرار المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، فاتو بنسودا، كما نشرته يوم الجمعة الأخير، تطوراً غير مسبوق وعلى درجة عالية من الأهمية والخطورة في تاريخ الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، من حيث أنه يطلق الطلقة الأولى في مسار من المرجح أن يؤدي، في نهاية المطاف، إلى التحقيق في ارتكاب دولة إسرائيل جرائم حرب ضد أبناء الشعب الفلسطيني في المناطق الفلسطينية المحتلة منذ حزيران 1967 ـ الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة.
تجري بعد غد الخميس، 26 كانون الأول الجاري، الانتخابات لرئاسة حزب الليكود. وعلى الرغم من أن نتيجة الانتخابات شبه محسومة لصالح بنيامين نتنياهو ضد منافسه غدعون ساعر، إلا أنها تعد الانتخابات الجديّة الأولى، إن صح التعبير، منذ العام 2005، ولربما بالإمكان القول إنها الانتخابات الأكثر سخونة منذ العام 1993.
إلا أن نتنياهو لا يكتفي بالفوز المضمون، لأنه يطمح لأغلبية حاسمة، لا تقل عن الثلثين، في حين أن ساعر يريد من هذه الانتخابات كسر احتكار نتنياهو لحزب الليكود. وفي كل الأحوال، فإن هذه الانتخابات ستكون بدء عهد جديد في الليكود، تعود فيه الصراعات لتكون علانية، منها ما هي في مواجهة رئيس الحزب نتنياهو.
يبدو أن تحالف الليكود مع أحزاب اليمين الاستيطاني متماسك للغاية، بسبب التقاء مصالح متشعب، إن كان على المستوى السياسي، أو على مستوى علاقة الدين بالدولة. ولا توجد أي مؤشرات لتفكك هذا التحالف، الذي يهدف إلى حصد 61 مقعدا برلمانيا، من دون الحزب "العاق" في هذا المعسكر، "يسرائيل بيتينو"، بزعامة أفيغدور ليبرمان. ولكنه هدف يبدو شبه مستحيل، وفق الظروف القائمة حتى اليوم. وهذا ما تؤكده المعطيات على أرض الواقع، والتي يسعى الليكود لتغييرها لصالحه.
الصفحة 183 من 338