المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه واثق من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيسمح له بالوفاء بوعده الانتخابي في تطبيق السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية في غضون بضعة أشهر من الآن.

وأضاف نتنياهو، في خطاب مسجل تم بثه خلال مؤتمر نظمته جماعات أفنجيلية في الولايات المتحدة يوم الأحد في مناسبة إحياء الذكرى الـ100 لمؤتمر سان ريمو، أنه قبل 3 أشهر اعترفت خطة ترامب للسلام ("صفقة القرن") بحقوق إسرائيل في الضفة الغربية، وتعهد الرئيس ترامب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على المستوطنات الإسرائيلية هناك وفي غور الأردن. و"بعد بضعة أشهر من الآن، أنا واثق من أنه سيتم احترام هذا التعهد وسنكون قادرين على الاحتفال بلحظة تاريخية أخرى في تاريخ الصهيونية".

وأشار نتنياهو إلى أنه يخشى من أن يجلس على كرسي الرئاسة الأميركية في البيت الأبيض بعد أقل من عام المرشح الديمقراطي جو بايدن، لكنه في الوقت عينه كرّر قناعته بأن ترامب سوف يحترم تعهده بفرض السيادة الإسرائيلية خلال الفترة القليلة المقبلة.

يُذكر أنه في مؤتمر سان ريمو الذي عُقد في نيسان 1920 تمت المصادقة على قرارات اتخذت في مؤتمر باريس للسلام من طرف مجلس الدول الأوروبية في إثر الحرب العالمية الأولى، بما في ذلك المصادقة على الانتداب البريطاني في فلسطين واعتماد "وعد بلفور" من العام 1917.

يذكر أنه وفقاً لصيغة اتفاقية حكومة الطوارئ بين حزبي الليكود وأزرق أبيض، فاعتباراً من الأول من تموز 2020، سيكون بإمكان نتنياهو طرح الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة بشأن تطبيق السيادة في مناطق من الضفة الغربية لمصادقة الحكومة و/أو الكنيست. بالإضافة إلى ذلك سيتم تمرير قانون بهذا الصدد في أسرع وقت ممكن ولن تتم عرقلته أو تأجيله من طرف رئيسي لجنة الكنيست أو لجنة الخارجية والأمن. وتنص الاتفاقية على أن أي إجراء إسرائيلي ينبغي أن يحصل على دعم الولايات المتحدة وأن يأخذ في الاعتبار معاهدتي السلام مع الأردن ومصر.

وما زال احتمال قيام إسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية يثير مزيداً من الإدانات الدولية.

وأجرى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي هذا الأسبوع اتصالات مع نظرائه في عدد من البلدان بما في ذلك روسيا وألمانيا ومصر واليابان والسويد والنرويج، حذّر خلالها من أنه سيكون لأي ضم محتمل أثر مدمر مما يضع حدا لحل الدولتين وستكون له تداعيات وخيمة على الشرق الأوسط.
بالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن تعقد جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا في هذا الشأن.

وذكر بيان صادر عن الأمانة العامة للجامعة العربية، السبت، أن السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عبر في رسالة بعث بها إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن مشاركته الانزعاج حيال النوايا الإسرائيلية، مُعتبرا أن اتخاذ الحكومة الإسرائيلية خطواتٍ نحو ضم المستوطنات أو أجزاء من الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، سيمثل خرقا خطيرا للقانون الدولي.

وجاءت رسالة غوتيريش ردا على رسالة بعث بها أبو الغيط إليه قبل أيام، حذر خلالها من خطورة التوجهات الإسرائيلية نحو استغلال الانشغال العالمي بمواجهة وباء كورونا من أجل تثبيت وضع قائم جديد، وضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية وإعلان السيادة الإسرائيلية عليها، ودعا الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها والتنبه لخطورة ما تنوي الحكومة الإسرائيلية القيام به على الاستقرار الإقليمي والأمن في المنطقة.

وأكد غوتيريش أن المطلوب اليوم هو التعاون بين الحكومات لمواجهة الوباء العالمي، وليس الإجراءات الأحادية، معربا عن قلقه حيال الأوضاع الصحية في قطاع غزة والقدس الشرقية على وجه الخصوص. كما أكد أن قرارا إسرائيليا بإعلان ضم المستوطنات أو أي أجزاء من الضفة الغربية سيغلق الباب أمام المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ويقضي على أفق حل الدولتين.

وحذر مسؤولون كبار في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إسرائيل من نية ضم أجزاء من الضفة الغربية، حيث قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إن مثل هذه الخطوة ستشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي.

وقال بوريل إن الكتلة المكونة من 27 دولة عضو لا تعترف بالسيادة الإسرائيلية على المنطقة، وأنها ستواصل مراقبة الوضع عن كثب وآثاره الأوسع، وستتصرف وفقا لذلك.

وقال مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، في إحاطة عبر الفيديو لمجلس الأمن، الذي يعقد في كل شهر جلسة لمناقشة الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، إن الضم الإسرائيلي سيكون بمثابة ضربة قاضية لحل الدولتين الذي يحظى بدعم دولي، وسوف يغلق الباب أمام استئناف المفاوضات ويهدد الجهود المبذولة للدفع قدماً بالسلام الإقليمي.

في المقابل أشاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالاتفاق على تأليف حكومة الوحدة الإسرائيلية الجديدة الذي وقع بين رئيس الحكومة وحزب الليكود بنيامين نتنياهو ورئيس حزب أزرق أبيض بني غانتس، وأكد أن البيت الأبيض سيتعاون معها بشكل وثيق. وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها بومبيو إلى وسائل إعلام خلال مؤتمر صحافي عقده الأسبوع الماضي، وتطرق فيها أيضاً إلى قضية فرض السيادة الإسرائيلية على منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت فقال إن الإدارة الأميركية ستعرض أمام الحكومة الإسرائيلية موقفها بهذا الشأن في الأطر الخاصة، ولكنه في الوقت عينه شدّد على أن الضم هو قرار ينبغي على إسرائيل اتخاذه ولن تتدخل واشنطن فيه.

ورداً على تصريحات بومبيو، قالت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان إن هذه التصريحات تثبت النيات الحقيقية للطرفين الإسرائيلي والأميركي.

وأضافت "بتسيلم" في بيان صادر عنها، أن الضم على أرض الواقع وواقع الفصل العنصري في المناطق المحتلة لن ينتظرا حتى الأول من تموز فهما قائمان منذ فترة طويلة. وأكدت أن على المجتمع الدولي أن يتوقف عن التلعثم والتحرك ضد الواقع القائم بالفعل بغض النظر عن أي عمل إسرائيلي إضافي.

 

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات