المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

رحب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتعيين مايك بومبيو في منصب وزير الخارجية الأميركي.

وقال نتنياهو في بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة إنه خلال لقاءاته مع بومبيو أعجب كثيرا بقدراته وبخبرته، وأكد أنه سيعمل جيدا جدا معه أيضا في منصبه الجديد.

 

وكانت عدة تحليلات إسرائيلية أشارت إلى أن قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخراً بإقالة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون واستبداله برئيس الـ"سي آي. إي" مايك بومبيو، أبهج حكومة إسرائيل ومؤيديها، نظراً إلى أن تيلرسون يُعتبر غير متعاطف مع إسرائيل بينما يُعد بومبيو نصيراً متحمساً لها. وقد سعى تيلرسون للمحافظة على الاتفاق النووي مع إيران، بينما يشاطر بومبيو نتنياهو وترامب مطالبتهما بتعديل الاتفاق أو القضاء عليه. كما أن تعيين جينا هاسبل مكان بومبيو يمكن أن يبدو مفيداً، فهي كانت مسؤولة خلال سنوات طويلة عن الحرب السرية والسوداء ضد الإرهاب، واتُهمت أيضاً بالسماح بتعذيب المخربين من الإسلاميين المتطرفين.

وجاء في أحد هذه التحليلات: منذ البداية شكل تيلرسون وترامب ثنائيين غير ناجحين. لكن خطيئة تيلرسون الكبرى أنه لم ينجح في تملق ترامب كما يجب، ولقد تعرض بسبب ذلك إلى سلسلة لا نهاية لها من الإهانات من البيت الأبيض. مع ذلك ليس ترامب فقط له ملاحظات ضد تيلرسون. فقد افتقد وزير الخارجية إلى الكاريزما التي تدفع الناس إلى الاستماع له. وبسرعة فهم سياسيون أجانب أن وزير الخارجية لا يتحدث دائماً باسم رئيسه. ومثل وزراء خارجية إسرائيليين عديدين استخف تيلرسون بالوزارة التي تولاها، ووافق على تقليصات كبيرة في ميزانية وزارة الخارجية، وامتنع عن إجراء تعيينات في مناصب رئيسية وتسبب بمغادرة مسؤولين كبار آخرين. والدبلوماسيون الأميركيون في اتفاق نادر مع مؤيدي إسرائيل، وبينهم الثريّ شلدون أدلسون، لن يذرفوا دمعه على ذهابه.

وأضاف كاتب التحليل: في المقابل يبدو بومبيو على نفس الموجة مع الرئيس على الصعيد الشخصي وإن لم يكن ذلك دائماً على الصعيد الدولي. وبخلاف تيلرسون الذي كان غريباً في واشنطن ولا يعرف أسلوب تصرفها، شغل بومبيو منصب عضو في مجلس النواب عن ولاية كنساس خلال السنوات الست التي سبقت تعيينه، وهو محبوب ومقبول في الكونغرس، وخصوصاً في كتلة الجمهوريين. من ناحية ثانية، تشير إقالة تيلرسون إلى تخلي ترامب المستمر عن الأشخاص الذين فضّلوا الولاء لمنصبهم على انصياعهم لأهواء الرئيس.

وختم الكاتب: من المحتمل أن تشكل هذه التبديلات منعطفاً معيناً في توجه ترامب، ولا سيما نحو روسيا. لكن يبقى الأمر الأكيد أن ترامب عزز الشكوك في أن زعيم "العالم الحر" هو رجل غير متوقع وأهوج، وبخلاف المديح الذي يكيله لنفسه وبمعرفته بعالم الأعمال، يدير ترامب إدارته مثل دكان بقالة مع باب دوار. وزعماء العالم يخافون من عدم استقرار ترامب ومن استعداده لغرز سكين في ظهر حلفائه، وخصوصاً أصدقائه في الداخل، باستثناء نتنياهو طبعاً، لأنه مقتنع بأن هذا لن يحدث معه.

 

 

المصطلحات المستخدمة:

رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات