المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

 أشارت تقديرات أمنية اسرائيلية أمس الاثنين في أعقاب الاشتباكات الجوية في سورية يوم السبت الفائت، إلى أن جولة الاشتباكات الحالية انتهت لكنها في الوقت نفسه أكدت أن الجولة المقبلة مع إيران مجرد مسألة وقت.

يذكر أنه في ساعات فجر السبت دخلت طائرة مسيرة من دون طيار يشغلها عميل إيراني المجال الجوي الإسرائيلي بالقرب من الحدود الأردنية، حيث أسقطتها مروحية عسكرية إسرائيلية من طراز "أباتشي"، وفقا لما قاله بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي.

 

وذكر البيان أن طائرات إسرائيلية قامت بشنّ سلسلة غارات جوية ضد مواقع عسكرية في سورية، ويبدو أن طائرة عسكرية من طراز "إف 16" أصيبت خلالها بشظية من صاروخ سوري مضاد للطائرات، وسقطت الطائرة في شمال إسرائيل. وخرج الطياران من الطائرة. وأصيب أحدهما بجروح خطيرة، فيما أصيب الآخر بجروح طفيفة.

وردا على ذلك، قام سلاح الجو الإسرائيلي بجولة ثانية من الغارات حوالي الساعة التاسعة من صباح السبت، وواجه مرة أخرى كمية كبيرة من الصواريخ المضادة للطائرات، شملت عشرات صواريخ الدفاع الجوي الروسية، بحسب ما قال الجيش.
واستهدفت هذه الجولة أكثر من عشرة مواقع في سورية، من ضمنها عدة بطاريات دفاع جوية وأربعة مواقع إيرانية. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن الأهداف شملت موقع قيادة نقال تم تشغيل الطائرة المسيرة منه في قاعدة جوية بالقرب من مدينة تدمر السورية، والتي تسيطر عليها إيران منذ أشهر.
وقالت قوى المعارضة السورية إن الغارات الإسرائيلية تسبّبت بمقتل جنود سوريين وإيرانيين.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارات أدت إلى مقتل 6 مقاتلين موالين للنظام السوري على الأقل بينهم سوريون وأجانب.

وأكد عاموس هرئيل، المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الذي أطلق الصفارة لإنهاء المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية في سورية، وقبِل الطرفان بحكمه.

وأضاف أن هذا هو الاستنتاج الذي يصل إليه تحليل تسلسل الأحداث في نهاية الأسبوع. فبعد ظهر يوم السبت الماضي، وبعد موجة الهجمات الثانية التي قام بها سلاح الجو ضد أهداف تابعة للنظام السوري، وضد منشآت إيرانية في سورية، كان مسؤولون كبار في إسرائيل يلوحون بخط تصعيدي وبدا أنه يجري في إسرائيل البحث في مواصلة العمليات العسكرية. وانتهى النقاش في هذا الشأن بعد وقت قصير من المحادثة الهاتفية بين بوتين ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

وكتب: لقد استنكر البيان الرسمي الصادر عن الخارجية الروسية خرق إسرائيل السيادة السورية، وتجاهل العملية التي أشعلت هذه المرة المواجهات، أي تسلل طائرة الاستطلاع المسيّرة الإيرانية إلى أراضي إسرائيل. ودعا بوتين في حديث له مع نتنياهو، بعد مرور عدة ساعات، إلى الامتناع عن القيام بخطوات من شأنها أن تؤدي إلى "جولة جديدة ذات انعكاسات خطرة على المنطقة". ولقد كان الروس قلقين أيضاً من اقتراب القصف الإسرائيلي من مواقع يخدم فيها جنودهم ومستشاروهم، وبينها قاعدة تيفور بالقرب من تدمر، حيث هوجم موقع القيادة الإيرانية الذي انطلقت منه طائرة الاستطلاع المسيّرة. وهذه مسألة أثارت قلق موسكو أيضاً بعد هجوم إسرائيلي مشابه على المنطقة ذاتها في آذار الماضي، والذي صدر من بعده أيضاً احتجاج.

وبرأي هرئيل، يدل الهدوء الإسرائيلي بعد محادثة بوتين – نتنياهو مرة أخرى على مَن هو السيد الحقيقي في الشرق الأوسط. فبعد أن أصبحت الولايات المتحدة الحاضرة - الغائبة في المنطقة، لا يزال يجري البحث عن سياسة خارجية أميركية متجانسة، وصارت روسيا هي التي تفرض سير الأمور. ولقد وظفت موسكو كثيراً من الجهود والموارد لإنقاذ نظام الأسد في السنوات الأخيرة، وهي لن تسمح لإسرائيل بإفشال مشروعها الاستراتيجي. ومن المعقول أنه جرى نقل رسائل بهذا المعنى خلال المحادثة الهاتفية بين الزعيمين. هذا لا يعني أن إسرائيل لا تملك أوراق مقايضة خاصة بها، ويكفي التهديد بإدخال الساحة السورية إلى دوامة دارماتيكية إضافية. لكن ثمة شك في أن نتنياهو متحمس للاشتباك مع الروس، وتكفيه المواجهة التي دخل فيها مع الإيرانيين.

وأشار هذا المحلل إلى أن الهجمات الجوية التي جرت حتى الآن في الشمال هي جزء مما يسميه الجيش الإسرائيلي معركة بين الحروب، وأساسها ضرب المجهود الرامي إلى تعاظم القوة العسكرية لتنظيمات مثل حزب الله و"حماس". وتابع: "عندما عُرضت تقديرات الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي قبل سنة، طرح رئيس هيئة الأركان غادي أيزنكوت احتمال أن تؤدي النجاحات العملانية الكثيرة للجيش الإسرائيلي في المعركة بين الحروب إلى دفع العدو إلى محاولة الرد بطريقة يمكن أن تؤدي إلى جر المنطقة إلى حافة حرب، وهذا ما جرى فعلاً في نهاية الأسبوع".

وأكد هرئيل أنه حتى بعد هدوء الأجواء، وعندما ننظر إلى الوراء يبدو أننا كنا على بعد شعرة واحدة من تدهور شامل. والتقدير السائد في المؤسسة الأمنية بالأمس يقول إن جولة القتال الحالية قد انتهت حقاً، لكن الاشتباك المقبل مع إيران هو مسألة وقت.

المصطلحات المستخدمة:

تدمر, هآرتس, بنيامين نتنياهو

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات