المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولت، في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن فرنسا تعتزم مواصلة دفع مبادرتها للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين رغم معارضة إسرائيل للمبادرة.

وأفادت صحيفة "هآرتس" أمس، الاثنين، بأن أيرولت اتصل هاتفيا بنتنياهو في ختام اجتماع وزراء خارجية 23 دولة في باريس، في 3 حزيران الجاري، للتباحث في عقد مؤتمر سلام دولي، وقال خلال هذه المحادثة إنه "أعرف أنني لم أقنعك، لكن هذا القطار خرج من المحطة". وجاءت تفاصيل حول هذه المحادثة في برقية دبلوماسية بعثت بها السفارة الإسرائيلية في باريس إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية.

وقالت الصحيفة إن نتنياهو وجه انتقادات شديدة للمبادرة الفرنسية وعبر عن معارضته لكافة بنودها، لكن أيرولت لم يتأثر بانتقادات نتنياهو، بحسب موظف إسرائيلي رفيع المستوى (طالع تقريرا مفصلا ص 7).

وقال هذا الموظف الإسرائيلي إن موظفين في وزارة الخارجية الفرنسية أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين بأنهم سيعملون في الأسابيع القريبة المقبلة على تشكيل فرق عمل تواصل العملية التي جرى تحريكها في مؤتمر باريس قبل عشرة أيام.

وتهدف فرنسا من وراء تشكيل فرق العمل إلى أن تشارك الدول التي شارك وزراء خارجيتها في اجتماع باريس في بلورة رزمة خطوات لبناء الثقة وبإمكان الإسرائيليين والفلسطينيين تنفيذها، ورزمة محفزات اقتصادية يكون بإمكان المجتمع الدولي منحها للجانبين ووضع ترتيبات أمنية إقليمية. ووفقا للموظف الإسرائيلي فإن "الفرنسيين قالوا لنا إنهم يريدون تشكيل فرق العمل حتى نهاية الشهر الحالي".

وتلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية تقارير من عواصم أوروبية بشأن تشكيل فرق العمل، وفوجئ الموظفون في وزارة الخارجية الإسرائيلية بأن ألمانيا والتشيك سارعتا إلى التطوع للمشاركة في تشكيل فرق عمل، علما أن هاتين الدولتين تعتبران أكثر دولتين صديقتين لإسرائيل في أوروبا. وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أوعزت لسفرائها بأن يوضحوا أمام وزارات الخارجية في الدول التي يخدمون فيها بأن إسرائيل تعارض تشكيل فرق العمل.

وقال الموظف الإسرائيلي إن فرنسا تريد استغلال رئاستها لمجلس الأمن الدولي خلال حزيران الجاري من أجل إجراء نقاش حول مبادرة السلام الفرنسية والموضوع الإسرائيلي - الفلسطيني في مجلس الأمن. ورجح عقد اجتماع كهذا الأسبوع المقبل وسيحاول الفرنسيون إصدار بيان عن مجلس الأمن يدعم المبادرة الفرنسية.

وفي موازاة ذلك، يتوقع أن يصدر في نهاية حزيران الجاري تقرير الرباعية الدولية حول موضوع الجمود في العملية السياسية، ويتوقع أن يتطرق التقرير إلى العقبات التي تضعها إسرائيل أمام استئناف "عملية السلام" وحل الدولتين.

وفي هذه الأثناء، وجه وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، عضو الكنيست عمير بيرتس، من كتلة "المعسكر الصهيوني"، الذي يرأسه إسحاق هيرتسوغ، انتقادات شديدة لنتنياهو وسياسته، وحمله مسؤولية عملية إطلاق النار التي وقعت في مركز "سارونا" التجاري في وسط تل أبيب، يوم الأربعاء الماضي. وقال بيرتس، خلال ندوة "سبت الثقافة" في مدينة غفعتايم، يوم السبت الماضي، إنه "بعد حوال 10 سنوات يتولى خلالها نتنياهو رئاسة الحكومة، بالإمكان توجيه إصبع الاتهام له كمسؤول مركزي عن عمليات إرهابية تقع في وسط تل أبيب".

وأضاف بيرتس أن "رد فعل بيبي (أي نتنياهو) على العملية في سارونا كان أشبه برد فعل موظف وليس رد فعل زعيم لديه رؤيا. والحكومة برئاسته تفعل الشيء نفسه مرة تلو الأخرى وتتوقع نتائج مختلفة، بدلا من إظهار شجاعة وكسر الجمود السياسي" مع الفلسطينيين.

ورفض بيرتس إمكانية الانضمام إلى الحكومة، وقال في هذا السياق إنه "ليس ثمة ما نبحث عنه في حكومة كهذه، وهناك هوة سحيقة بيننا وبينه في المجالات السياسية والاجتماعية – الاقتصادية. وقد أبلغت هيرتسوغ بأنه لن أنضم لحكومة يرأسها بيبي في أي سيناريو".

وتابع بيرتس أن "بيبي لا يتظاهر بأنه يميني متطرف، فهو كذلك فعلا، ولا توجد لديه أية نية للتغير والتوصل إلى تسوية حول قضايا الحل الدائم للصراع. وحقيقة أنه أجرى في أحد الأيام مفاوضات مع هيرتسوغ، ووقع في الغداة على اتفاق (ائتلافي) مع ليبرمان تثبت أن الأمر الوحيد الذي يوجهه هو بقاؤه السياسي".

ورد حزب الليكود الحاكم على انتقادات بيرتس بالقول إن "اليسار فقد صوابه وفقد أية علاقة مع الواقع من حولنا، واختار أن يتبنى رسائل منظمات BDS (حركة مقاطعة إسرائيل). وعندما يتحدث المخربون عن الاحتلال، فإنهم يقصدون تل أبيب".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات