المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

سيطرت "لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية" (إيباك)، طوال العقود الخمسة الماضية، على النشاط السياسي لليهود الأميركيين في الولايات المتحدة، بمواقفها المؤيدة بالكامل لإسرائيل وسياسات حكوماتها، خصوصا فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. لكن في موازاة استمرار هذا الصراع وتعميق الاحتلال والاستيطان وتفاقم القمع للفلسطينيين وانتهاك حقوقهم، في ظل ترسخ حكم اليمين في إسرائيل، بدأت صورة إسرائيل بنظر الأميركيين وخصوصا بين اليهود الأميركيين سلبية قياسا بما كانت عليه في الماضي. واستدعى هذا التغيير تأسيس لوبي يهودي – أميركي جديد باسم "جي ستريت"، يدعي بأنه يمثل معظم اليهود الأميركيين الذين يصل عددهم إلى ستة ملايين.

ويعتبر لوبي "جي ستريت" في إسرائيل منظمة يسارية، من الناحية السياسية والموقف من الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، لأنه يؤيد حل الدولتين، ويدعو إسرائيل إلى التوصل إلى اتفاقيات سلام مع الدول العربية، والانسحاب من المناطق المحتلة عام 1967. كذلك عبر هذا اللوبي عن معارضته لمواقف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حيال الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران، مثلما عبر عن استيائه من الأزمة التي أثارها نتنياهو مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، حول الصراع والاتفاق النووي.
لذلك، تلتقي مواقف "جي ستريت" مع مواقف اليسار الإسرائيلي. لكن هذا اللوبي يوجه انتقادات إلى قسم من اليسار الإسرائيلي، الذي يدعو إلى مقاطعة إسرائيل واتخاذ خطوات ضدها من أجل دفعها إلى التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين وتطبيق حل الدولتين. وقد عبرت عن هذه الانتقادات مديرة "جي ستريت" في إسرائيل، ياعيل باتير، في مقابلة معها نشرتها صحيفة "ذي ماركر" يوم الجمعة الماضي.

وقالت باتير إنه "صحيح أن هناك مجهودا يتم بذله عن وعي من جانب جهات في اليسار الإسرائيلي بالتوجه إلى قوى خارجية. وهم يشجعون ممارسات لمقاطعة إسرائيل. أنا لا أؤيد ذلك، وينبغي أن نتذكر أنه ليس جميع حركات السلام، وبالطبع ليس كل اليسار الإسرائيلي جزء من ذلك. (لكن) الأهم من ذلك هو وجود حملة منظمة ومتزامنة وممولة من أجل نزع شرعية اليسار ومن يرفع راية السلام ويدفعها إلى الأمام".

وأضافت أن هناك ادعاء بأن اليسار الإسرائيلي يذهب أبعد مما ينبغي فيما يتعلق بالسلام مع الفلسطينيين ومعارضة اليمين الإسرائيلي الحاكم، لكن "في مجتمع ديمقراطي، يسمح بحرية التعبير عن الرأي، هذا لا يبرر تشويه صورة معسكر كامل". ورأت باتير أنه "ما من شك في أن معسكر السلام (في إسرائيل) فشل، ورايات كثيرة يحاول رفعها لا ترفرف. والسبب الأول لذلك هو انعدام القدرة على طرح رؤية إسرائيلية تدمج ما بين الأمن على كافة الأصعدة، الشخصية والاقتصادية والاجتماعية والتشغيلية، وبين القيم اليهودية الصهيونية. والنقطة الثانية هي الميل للاستسلام، فعندما يهاجمونك ينبغي معرفة كيفية الدفاع عن النفس، وعدم التنازل عندما يأخذون منك الراية".

واعتبرت باتير أن حملة اليمين ضد اليسار في إسرائيل، بما في ذلك ضد المنظمات الحقوقية الإسرائيلية، "حملة عبقرية. وهذا مثال مألوف على كيفية تحديد هدف ومن ثمّ يشنون هجوما متعدد الأذرع، من خلال سن قوانين وحملة شعبية ومعاهد أبحاث، ويحققون نجاحا. بدأ هذا قبل ستة أو سبعة أعوام. وقلت حينها: كل الاحترام. فالقدرة على وصم التمويل الحكومي الأجنبي، الذي في نهايته وصل إلى وصف (المنظمات الحقوقية) بأنها ’عملاء أجانب’ و’مدسوسون’، هي خطوة ذكية من جانب اليمين".

واعترفت باتير أن "الرد على ادعاء ’العملاء الأجانب’ هو أمر معقد. ولا توجد إجابة بسيطة عليه. يحب البدء بشرح مبادئ الديمقراطية، والقول إن إسرائيل ليست دولة طبيعية، وإنها تخوض صراعا وتسيطر عسكريا على مناطق ليست سيادية... والتحدي هو بناء اليسار من جديد، ليكون جذابا أكثر بنظر الجمهور".

وشددت على أن الحملة ضد المنظمات الحقوقية ليست مبررة. "لقد قامت الدولة بتمويل جهات خارجية. وهناك عدد لا نهائي من المشاريع التربوية والبنى التحتية والانتخابات والمستوطنات، وكلها ممولة من الخارج أيضا. وهذا أمر شرعي أن وزارات خارجية دول ديمقراطية في العالم كله مهتمة بدفع قيم الديمقراطية وأمور مرتبطة بالصراع. وهذا جزء من أجندتهم، ولا غضاضة في ذلك".

180 ألف عضو في "جي ستريت"

بعد أن عيّن نتنياهو، بصفته وزيرا للخارجية أيضا، رئيس مجلس المستوطنات السابق، داني دايان، قنصلا لإسرائيل في نيويورك، في أعقاب رفض البرازيل استقباله سفيرا لديها، عقّب "جي ستريت" بأن "حكومة إسرائيل تقوم مرة أخرى بتعيين سياسي لشخص مرتبط بالمشروع الاستيطاني في وظيفة دبلوماسية رفيعة، وتبعث بذلك برسالة إشكالية إلى يهود الولايات المتحدة، الذين لا يتماثلون مع هذه الرسالة". ورد اللوبي بذلك على أقوال أدلى بها دايان لقناة تلفزيونية إسرائيلية بأن "جي ستريت منظمة معادية لإسرائيل وليست يهودية". ورغم أن دايان اعتذر عن تصريحه هذا إلا أنه لم يتراجع عن قوله إن "دعم مندوبين في الكونغرس أو مجلس الشيوخ للذين يوجهون اتهامات لإسرائيل هو أمر لا يعبر عن تأييد لإسرائيل".

واعتبرت باتير أن وصف من سيتولى منصب قنصل إسرائيل في نيويورك أعضاء الكونغرس هؤلاء بأنهم ليسوا مؤيدين لإسرائيل قول بائس.
وأضافت أنه "لمصلحة إسرائيل يجب أن يفهم اليمين الإسرائيلي أنه يوجد فرق بين محبة إسرائيل وبين توجيه الانتقاد إلى حكومة إسرائيل. والمشكلة هي أنه ليس مستعدا لتقبل هذا الفرق، وهذا يلحق ضررا. كما أن هذا يبعد عنا أصدقاء ويسهم في تحويل إسرائيل إلى دولة منبوذة أكثر. ويهود الولايات المتحدة يدركون هذا الأمر بشكل متزايد. وعلى سبيل المثال، فإنه في السنوات الأخيرة تتم دعوة فلسطينيين أيضا وكذلك منظمات سلام إلى مؤتمرات إيباك. وهذا مؤشر على أنهم يدركون وجود أهمية لمنح منبر لهذه الأصوات والتحدث معها".

وقالت باتير إن السلطات الإسرائيلية لا تغلق الأبواب في وجه "جي ستريت"، فـ"الجميع يدرك أننا أكبر منظمة طلابية يهودية في الولايات المتحدة، ولا يمكن ألا يعملوا معنا أو يكونوا مرتبطين بنا. فلدينا عشرة آلاف طالب ينشطون في أكثر من سبعين حرما جامعيا". وأشارت إلى أن ميزانية اللوبي هي "ثمانية ملايين دولار في السنة. هذه ميزانية صغيرة، ولدينا ستون موظفا. مقرنا في واشنطن العاصمة، وهناك سبعة فروع في مناطق توجد فيها تجمعات يهودية كبيرة".

وأضافت أن "جي ستريت" ليست منظمة يتم فيها دفع بدل عضوية "ولذلك فإن الطريقة التي نحدد بواسطتها عدد الأعضاء هي وفقا لعدد المتبرعين وعدد الموقعين على العرائض وعدد الذين يشاركون في النشاطات. ونقدر حاليا أن عدد الأعضاء هو 180 ألف شخص. وزيادة حجمنا خلال الأعوام الثمانية منذ تأسيس المنظمة يدل على نجاح. وفي الفترة الحالية ندخل إلى دورة انتخابية (للرئاسة الأميركية) وسوف نزيد قوتنا في الكونغرس بشكل ملموس".

وتوقعت باتير أنه في أعقاب الانتخابات سيكون هناك أكثر من 100 عضو كونغرس تلقوا دعما من "جي ستريت"، وهذا يشمل دعما ماليا لحملاتهم الانتخابية، وجميعهم من الحزب الديمقراطي، "أي أننا سنزيد قوتنا السياسية كثيرا داخل الحزب الديمقراطي. وجاء سياسيون قدماء كثيرون إلينا بمبادرتهم وطلبوا دعمنا". وأوضحت أن دعم "جي ستريت" المالي يتراوح بين آلاف الدولارات ومئات آلاف الدولارات. و"المرشح لمجلس الشيوخ يتلقى مبالغ أكبر من المرشح لمجلس النواب. كذلك توجد أهمية للمنطقة التي تجري المنافسة فيها ومدى قوة المنافسة".

وأشارت باتير إلى الفرق بين "إيباك" و"جي ستريت"، وقالت "نحن نمثل أفكارا مختلفة. إيباك يمثل حكومة إسرائيل، ونحن نمثل ما نعتقد أنه أفضل لإسرائيل والأفكار التي يحملها معظم يهود الولايات المتحدة، ويمكن أن تكون هناك حالات تكون فيها هذه الأفكار غير متوافقة مع سياسة حكومة إسرائيل".

قطيعة بين اليهود الأميركيين ويهود إسرائيل

الخلافات الكبرى بين الجمهور اليهودي الأميركي وحكومة إسرائيل، وفقا لباتير، "تدور حول إنهاء الصراع، دفع فكرة الدولتين والميل إلى تفضيل الحل الدبلوماسي دائما. فاليهود الأميركيون هم مجتمع تسود فيه الأفكار الليبرالية – الديمقراطية، النابعة من عالم قيم يهودية تتحدث عن تصحيح العالم والعدالة الاجتماعية والمساواة، هذه هي روحهم".

وتحدثت باتير عن "قطيعة" بين يهود أميركا واليهود في إسرائيل، لأن الجمهور اليهودي في إسرائيل يتجه نحو اليمين، وخاصة خلال الهبة الشعبية الفلسطينية الحالية. "صحيح أنه توجد هنا توجهات معاكسة تماما، لكن إسرائيل ما زالت تحظى بتأييد كبير في الولايات المتحدة بسبب قصة شعور بالتشابه. فكلتا الدولتين هما دولتا مهاجرين، وكلتاهما ديمقراطيتان، وهناك أيضا العلاقة اليهودية – المسيحية ذات العلاقة بأجزاء كبيرة بين السكان الأميركيين، وشكلت دائما ارتباطا بالأرض المقدسة والتوراة وشعب الكتاب. وهذه الأمور صانت هذا النسيج دائما. وتوجد مصالح مشتركة طبعا، بأن يسود الاستقرار في الشرق الأوسط. العلاقة متينة من هذه الناحية، لكن الأمور تتغير. فالولايات المتحدة باتت أقل اهتماما بالشرق الأوسط، وتراجعت حاجتها إلى النفط، والطبيعة السكانية تتغير، فالأقليات تصبح أغلبية، وهذه مجموعات تتعاطف مع النضال الفلسطيني، أي مع من يعتبر ضحية".

ولفتت باتير إلى تراجع العلاقة بين اليهود الأميركيين وإسرائيل: "يعيش في الولايات المتحدة ستة ملايين يهودي. ولم تعد إسرائيل عنصرا هاما في حياة قسم منهم، والفجوة آخذة بالاتساع، خاصة لدى الشبان. لكن لا تزال إسرائيل مهمة لدى معظمهم وخصوصا الكبار في السن. فهي بيتهم القومي وهي الدولة الملجأ. وهناك الفنتازيا بأن إسرائيل تجسد مشروع السيادة اليهودية".

وشددت باتير على أنه تجري تحولات بين اليهود الأميركيين، "إسرائيل تحولت إلى شيء أقل راحة، وديمقراطيتها لم تعد قوية كثيرا وهناك علامات استفهام حيال الدين والدولة ومن هو اليهودي، أي بمن تعترف إسرائيل بيهوديته وتوافق على تقبل حاخاماته وطقوسه وطريقة إجراء ممارساته اليهودية. وبالطبع هناك موضوع الاحتلال. وكلما أصبح هذا الأمر مريحا أقل، يسألون أنفسهم ما إذا كانت إسرائيل بحاجة إلى أن تكون عاملا مركزيا في التربية اليهودية الأميركية. وتوجد فجوة بين الأجيال ويتحدثون كثيرا عنها ويدركونها أكثر هنا أيضا، ويتزايد انعدام الارتياح تجاه إسرائيل لدى الشبان. ولأسفي، فإن هذا مندمج مع انعدام الارتياح حيال الصهيونية. ومعظم الشبان يعزلون أنفسهم عن هذا الأمر ويفضلون ألا يتعاملوا معه، بينما القسم الذي ما زال يريد أن يكون ملتزما يجد في جي ستريت بيتا لأن هذا يسمح له بأن يكون جزءا من التغيير، ويسهم بأن تكون إسرائيل مكانا يعتزون به. وهذا الوضع يعني عمليا كسر ديناميكية سادت سنوات طويلة ومفادها أن دور الأميركيين أن يدعموننا من دون طرح أسئلة ومن دون صدامات، ودورنا هو تلقي شيكاتهم والدفاع عن إسرائيل. لم يعد هذا قائما".

وأضافت أن شبانا يهودا أميركيين في سن 19 عاما "يقولون لي إن لديهم مشكلة مع الصهيونية"، وذلك في الوقت الذي تدعي فيه إسرائيل أنها "الدولة القومية لليهود". وتابعت باتير أنه "عندما تحدث نتنياهو عن الدولتين، وعندما ذهب إلى مفاوضات سياسية، وعندما أيد تسوية حول حائط المبكى، أيدناه في هذه الأمور. (لكن) يوجد عدم توافق حول الاتفاق مع إيران والمستوطنات. وعلينا أن نتذكر أن قسما من الإسرائيليين انتخب يائير لبيد وموشيه كحلون والمعسكر الصهيوني، كما أنه ليس الجميع في الليكود يفكرون بشكل متطابق. على سبيل المثال، سمعنا من جهاز الأمن أن ثمة أفضليات في الاتفاق مع إيران. وجي ستريت مرتبط بالإجماع الأمني والشعبي في إسرائيل. وهذا لا ينعكس في حكومة إسرائيل بسبب طريقة الحكم الائتلافية".

وتطرقت باتير إلى الانتقادات التي تعرض لها رئيس حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف ووزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في أعقاب لقائه مع يهود من التيار الإصلاحي خلال زيارة للولايات المتحدة. وقالت إن بينيت يدرك أهمية لقاء كهذا لأنه جاء من خلفية أميركية، "لكنه لا يدرك أهمية موضوع الدولتين بالنسبة لهم. وعلى إسرائيل أن تقرر مصيرها. وجي ستريت منظمة أميركية تنشط داخل المؤسسة السياسية الأميركية. ولا توجد هنا مسألة فرض رأيهم أو المناورة في السياسة الإسرائيلية، لكن اليهود الأميركيين يقولون لأنفسهم "نحن نهتم بإسرائيل ونحبها، ومن أجل أن تكون إسرائيل آمنة يتعين عليها التوصل إلى تسوية مع جيرانها. ودورنا هو مساعدتها في ذلك، بواسطة دور الولايات المتحدة كوسيطة ومانحة".

وحول الأزمة في العلاقات بين نتنياهو وأوباما، لفتت باتير إلى أنه "أفترض أن هيلاري كلينتون تفكر بداخلها بأنه إذا كان نتنياهو قد تآمر على أوباما (في موضوع الاتفاق النووي الإيراني وخاصة الخطاب في الكونغرس من دون التنسيق مع الإدارة الأميركية) فإنه لا سبب يمنعه من التآمر عليها كرئيسة أميركية. ورغم أن الأزمة مع أوباما لم تمنع مرشحين أميركيين من الإعلان عن دعمهم لإسرائيل وأمنها، لكن الأمور (ضد إسرائيل) تتراكم وهذا يشمل عدم الموافقة على رزمة المساعدات السخية التي تقترحها الولايات المتحدة. وهذا مرتبط بأن الولايات المتحدة تتجه نحو التقوقع. فالأميركيون يريدون أن يروا الولايات المتحدة ضالعة أقل في الحروب وفي التبرع بأموال طائلة للتحالفات العسكرية، وهذا ما يتحدث عنه أيضا دونالد ترامب".

يشار إلى أن باتير كانت تعمل في "مركز بيريس للسلام" قبل أن تعمل في "جي ستريت". وفي ردها على سؤال حول المنصب الجديد الذي تطمح له، قالت "سأكون مسرورة بالعمل في وزارة الخارجية في أحد الأيام. وحلمي هو أن أكون سفيرة إسرائيل في فلسطين".
كما يشار إلى أن باتير سبق أن كتبت ورقة بعنوان "المفهوم الإسرائيلي لعدم وجود شريك في عملية السلام (نظرة في العقلية السياسية الإسرائيلية)"، صدرت ترجمة عربية لها عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار ضمن سلسلة "أوراق إسرائيلية" (العدد رقم 57).

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات