المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

تتميز الملامح الكلاسيكية العامة للمبادر الإسرائيلي إلى الستارت-أب، أي المشروع الريادي أو الشركة الناشئة في مجال التكنولوجيا الرفيعة (هاي-تك)، بأنه شاب، ومُسرّح من وحدة التصنت 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية، ويسكن في وسط تل أبيب. لكن هذه الملامح

الكلاسيكية تغيرت في السنوات الأخيرة، بعدما بدأ يدخل إلى فرع الهاي-تك مبادرون لديهم مميزات مختلفة. ففي معارض ومؤتمرات تتعلق بالهاي-تك أصبح يشاهد عدد متزايد من اليهود المتزمتين (الحريديم)، وبرامج تنطوي على حداثة، وإلى جانب ذلك خروج مراكز شركات الهاي-تك من تل أبيب ووسط إسرائيل.

وجرى إطلاق أحد البرامج الجديدة في هذا الفرع في مدينة الناصرة، يوم الخميس الماضي، بمبادرة وزارة الاقتصاد والصناعة، وبالتعاون مع سلطة التطوير الاقتصادي للمجتمع العربي، التي تعمل من أجل تقدم تقدم مبادرات ستارت-أب في المجتمع العربي. ويهدف هذا البرنامج الجديد، الذي أطلق عليه اسم "هايبريد"، إلى زيادة عدد المبادرين العرب في فرع الستارت-أب ومساعدتهم على الانخراط في مبادرات الستارت-أب الإسرائيلية.

وتشرف على هذا البرنامج دائرة "ماعوف"، وهي دائرة خدمات المساعدة التابعة لوكالة الأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة في وزارة الاقتصاد، وتكلفتها السنوية 5ر1مليون شيكل. ويأتي هذا البرنامج بعد دعوات من مبادرين كبار وخبراء في مجال الهاي-تك لدمج العرب في هذه الصناعة، بهدف تنويع برامجه ومنتجاته. وتعتبر إسرائيل من الدول الرائدة في مجال الهاي-تك، لكنها استبعدت دائما المهندسين والخبراء العرب، لأن قسما كبيرا من هذه الصناعة هو صناعة أمنية. لكن بسبب تقديرات نُشرت في السنوات القليلة الماضية، مع اتساع هذا الفرع وعدم انحصاره في المجال الأمني، تعالت الأصوات التي دعت إلى دمج العرب، وأن خطوة كهذه من شأنها أن تزيد دخل هذه الصناعة بمليارات الشواكل.

وقالت صحيفة "ذي ماركر" أول من أمس، الأحد، إن من سيفعّل برنامج "هايبريد" المخصص للمجتمع العربي، جمعية مسرّحي الوحدة 8200، التي فازت بعطاء لمدة عام، مع إمكانية تمديد المدة لعام آخر. وتُفعّل هذه الجمعية منذ سنوات برنامج المبادرات EISP 8200، المفتوحة لجمهور المبادرين الواسع، والآن ستشرك مبادرين عرب في إطار برنامج "هايبريد" في تجربتها وخبرتها وعلاقاتها.

ومؤسسا هذا البرنامج المخصص للعرب هما مدير البرنامج من قبل جمعية مسرحي الوحدة 8200، إيتان سيلع، ومدير دفيئة الأعمال التجارية في الناصرة، فادي سويدان. وتشمل قائمة المشاركين المقرضين لبرنامج "هايبريد" بنك العمال وشركات EMC وكوكا كولا وsap وشركة البرمجة Galil Software.

ويهدف برنامج "هايبريد"، بحسب المشرفين عليه، إلى تشجيع وتنمية مبادرين عرب ومساعدتهم على مواجهة حواجز، بحيث يحولون أفكارهم إلى مبادرة ستارت-أب حقيقية يكون بإمكانها تجنيد رأسمال. وسيكون البرنامج متاحا أمام مبادرين من المجتمع العربي توجد بحوزتهم فكرة تكنولوجية تجارية يرغبون بتطويرها، ويحملون لقبا جامعيا في مجال التكنولوجيا من مؤسسة تعليم عال معترف بها ونفذوا مشاريع تطبيقية. ويطالب المشاركون العرب بأن تكون لديهم خبرة عمل في مجال الهاي-تك لسنة واحدة على الأقل. وستبدأ الدفعة الأولى من هذا البرنامج في نيسان المقبل.

وقال سيلع إنه "نأمل بإحداث تعاون مهني مع الجهات الرائدة في هذا المجال في البلاد. وهذه بشرى كبيرة للصناعة المنغلقة على نفسها بشكل كبير، ونأمل أن نستخدم علاقاتنا وقدراتنا من أجل مساعدة مبادري ستارت-أب في بداية طريقهم من أجل الوصول بعيدا".

ووفقا لمعطيات "تسوفين"، التي تعمل من أجل دمج العرب في صناعة الهاي-تك، فإن نسبة العرب في هذه الصناعة هي 5ر2% فقط، وهذه نسبة أقل بكثير من نسبة العرب بين السكان ومن نسبة مشاركتهم في سوق العمل في إسرائيل، وهي 13%. ويبلغ عدد الشبان العرب الذين يعملون في الهاي-تك اليوم حوالي 2800، بينما كان عددهم 350 في العام 2008. لكن "تسوفين" تشير إلى أن معطيات مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي تفيد بأن 2ر10% من طلاب الجامعات الجدد في مجال العلوم والتكنولوجيا هم عرب.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات