المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قال وزير الاقتصاد الإسرائيلي رئيس حزب شاس آرييه درعي إنه ارتكب خطأ كبيراً عندما لم يصر على تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة بنيامين نتنياهو بعد الانتخابات العامة الأخيرة في آذار الماضي.

وأكد درعي في تصريحات أدلى بها في نهاية الأسبوع الفائت، أن نتنياهو كان راغباً في تشكيل مثل هذه الحكومة لكنه لم يكن واثقاً من أن هذا الأمر ممكن. وأضاف أن نتنياهو يرغب جداً الآن أيضاً في إقامة حكومة وحدة وطنية لكن موقف رئيس تحالف "المعسكر الصهيوني" عضو الكنيست إسحاق هرتسوغ من هذا الموضوع ما يزال غير واضح.

وكان هرتسوغ نشر مؤخراً على صفحته الخاصة في شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بياناً في مناسبة مرور مئة يوم على إقامة حكومة نتنياهو الحالية.

وقال هرتسوغ في البيان: قبل أقل من أسبوع مرّت مئة يوم على تشكيل الحكومة. وكانت مئة يوم من السير إلى اللامكان، ومئة يوم في الحكم، لكن ما حصلنا عليه صفر أمن، وصفر مبادرة سياسية، وصفر في محاربة غلاء المعيشة وفي محاربة غلاء المساكن، وصفر في مواجهة إيران، وصفر في خطة الغاز وصفر في المحافظة على الديمقراطية.

وأضاف: عندما هاجمتُ نتنياهو كمرشح لتشكيل الحكومة قالوا لي "أعطه فرصة". والآن مع اقتراب الأيام الصعبة ويوم الغفران يجب أن نجري الحساب.

بعد مرور أكثر من مئة يوم في الحكم، لم يحقق نتنياهو الأمن. لا يوجد مخطط للغاز، وما يوجد كان من الأفضل ألا يكون موجوداً، ونحن بالتأكيد سنصوت ضده وسنبذل كل ما في وسعنا من أجل إسقاطه عندما سيطرح على التصويت (طُرح على التصويت وصودق عليه بأغلبية الأصوات- المحرّر). وهناك ميزانية عامة للدولة من دون رؤيا، ومن دون بشرى سارة، ومن دون أمل ومن دون أي أفق للتغيير بالنسبة لشباب دولة إسرائيل وللعائلات العاملة، ولمئات الآلاف من الأولاد الجائعين والمسنين الذين يعيشون في فقر مدقع. وفور تقديم الميزانية لإقرارها في الكنيست من جانب وزير المالية موشيه كحلون، اعتليت المنصة وقلت له ولرئيس الحكومة إنهما باعانا جميعاً. وسألتهما هل هذا هو الأمل الذي وعدا به مواطني إسرائيل؟ وهل هذه هي الميزانية التي من أجلها ذهبوا إلى الانتخابات؟

وحتى في المسألة الإيرانية فشل نتنياهو في مساعيه. وبالرغم من اعتقادي أن الاتفاق خطر ويمكن أن يمنح الشرعية لمملكة الإرهاب الإيرانية ويسمح لها بالتحول إلى دولة على عتبة النووي، فإن الطريقة التي اختارها نتنياهو لمحاربة الاتفاق فشلت. وحان الأوان اليوم للتخلي عن المشاجرة العلنية مع الولايات المتحدة، والذهاب إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض وإجراء نقاش عميق وجدّي مثلما يجري داخل عائلة واحدة، وأن نبني في المنطقة منظومة رادعة وكابحة في مواجهة إيران، من شأنها تحسين علاقاتنا الإستراتيجية والأمنية والسياسية والاستخباراتية مع الولايات المتحدة.

يتعين علينا أن نتحدث بصوت قوي عن المخاطر التي ينطوي عليها هذا الاتفاق على أمننا القومي. لكن من واجبنا أيضاً السعي إلى التحاور مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى الرد الأفضل على هذه المخاطر. ففي النهاية عندما ستتحقق هذه المخاطر من غير الولايات المتحدة سنطلب المساعدة منه؟ من هنا يتعين علينا السعي إلى ترسيخ التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة بدلاً من إضعافه، لأن هذا التحالف جزء من قوة الردع لدولتنا.

وبرأي هرتسوغ ثمة نجاح واحد واضح حققته حكومة نتنياهو خلال المئة يوم من عملها، هو نجاحها في قمع وسائل الإعلام الإسرائيلية؛ وتهديد حرية الصحافة في التعبير، وإساءة التعامل مع العاملين في الإذاعات. وأكد: لن نقبل بهذا الهجوم الوحشي على الديمقراطية وسنقاومه بجميع الوسائل المتوفرة لدينا.

وتطرّق رئيس "المعسكر الصهيوني" وزعيم المعارضة إلى موضوع اللاجئين من سورية، فقال: لقد أثار كلامي مؤخراً بشأن موضوع اللاجئين من سورية عاصفة كبيرة. تتواصل الحرب الأهلية السورية منذ بضع سنوات وقد تسببت بكارثة إنسانية مروّعة. لا يمكن ومن غير المسموح به أن نتجاهل هذه المعاناة الفظيعة. لا يستطيع اليهود أن يكونوا غير مبالين حيال تدفق مئات الآلاف على أبواب أوروبا بحثاً عن شاطئ أمان. ونحن نعرف أكثر من الجميع خطورة صمت شعوب العالم، وأقترح على جميع المنافقين الذين علت أصواتهم أن يتذكروا أن مناحيم بيغن سمح بدخول مئات اللاجئين الفيتناميين إلى إسرائيل؛ كما أذكّر بالعريضة التي وقعها رئيس المعارضة سنة 2007 (وكان هو بنيامين نتنياهو لمن نسي)، وجاء فيها أنه يحق للاجئين الذين أتوا إلى هنا من السودان أن ندافع عنهم، وأن تقديم ملجأ لهم واجب أخلاقي بالنسبة لتاريخ الشعب اليهودي وقيم الديمقراطية والإنسانية.

وتابع يقول: منذ نشوب الحرب الأهلية في سورية وأنا أدعو إلى بلورة موقف أخلاقي إسرائيلي فيما يتعلق بما يحدث وراء الحدود. تحدثت قبل مدة معة مع كمال لوباني وهو مناضل من أجل الحرية في المنفى، وأحد الزعماء البارزين في المعارضة السورية من الذين حافظت على علاقة معهم منذ بدء الحرب الأهلية في سورية. لقد طالب باسم المعارضة السورية بعقد مؤتمر دولي طارئ للبحث في مشكلة الأزمة الحادة في سورية. وأنا أوافقه الرأي وأعتقد أن على إسرائيل أن تكون جزءاً من هذا المؤتمر في الوقت الذي تواصل فيه القيام بخطواتها الإنسانية حيال اللاجئين، وعليها أن تدرس دخول مراقَب ومحدود لهؤلاء اللاجئين إلى أراضيها. لقد هوجمت بعنف من جانب وزراء الليكود زئيف إلكين وياريف ليفين ويسرائيل كاتس ومن جانب رئيس الحكومة أيضاً، وربما نسي هؤلاء ماذا يعني أن تكون يهودياً، لاجئاً ومضطهداً.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات