المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

تعيد الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة إلى الصدارة قضية "معاقي الجيش الإسرائيلي"، والامتيازات الممنوحة لهم، ودور الدولة في رعايتهم مدى الحياة، والقوانين المتعلقة بهذه القضية. قبل اندلاع الحرب بأشهر، كانت الحكومة الإسرائيلية قد رصدت ميزانية قيمتها حوالى 150 مليون شيكل لتغطية الامتيازات التي يحصل عليها معاقو الجيش، وهي امتيازات مفضلة على من تم تصنيفهم كمعاقين لأسباب مدنية أخرى. ونجم عن الحرب الحالية (التي لم تنته بعد)، وصول إصابات عديدة إلى المستشفيات الإسرائيلية، وبالتالي ستشهد إسرائيل في السنوات القادمة صراعات قانونية واقتصادية، ستحدد من يحق له الحصول على تصنيف "جندي معاق" وبالتالي الحصول على هذه الامتيازات.

 

من هم معاقو الجيش الإسرائيلي؟

يختلف وضع جنود الجيش الإسرائيلي المعاقين عن وضع الأشخاص المعاقين الآخرين، لسببين: الأول اجتماعي بحيث أن المجتمع الإسرائيلي ينظر إليهم على أنهم فئة مختلفة لأنهم أصيبوا في أثناء "دفاعهم عن الشعب اليهودي". والثاني قانوني، بحيث أن القانون الإسرائيلي يضمن لهم حقوقاً وامتيازات خاصة تجعلهم في مكانة أفضل من حيث التزامات الدولة تجاههم. هذا الأمر أدى إلى محاولة العديد من المصابين لدى الجيش الإسرائيلي (لكن أيضا لدى أجهزة أمنية أخرى) تصنيف أنفسهم باعتبارهم "معاقي" الجيش. 

ما هي الامتيازات التي يحصل عليها معاقو الجيش؟

 

يحصل الجندي الإسرائيلي المعاق على ما يلي: 

  1. كل من تثبت إعاقته بنسبة تفوق 30%، يحصل على منحة نقاهة سنوية تدفع له في شهر حزيران من كل عام. 
  2. كل من تثبت إعاقته بنسبة تفوق 20% يحصل أيضاً على منحة سنوية لشراء معدات وفرش منزلي تدفع له في شهر آذار من كل عام. 
  3. كل من تثبت إعاقته بنسبة تتراوح بين 10-19% فما فوق، فإن الدولة تساهم معه أو مع أفراد أسرته في دفع ثمن 4 أجهزة كهربائية. 
  4. مشاركة الدولة مع المعاق في تكاليف سفر شهري، مصاريف جارية مثل الهاتف، أو التدفئة وغيرها.
  5. يحق له الحصول على خدمات مراكز التأهيل بشكل مستمر.
  6. يحصل أيضا المعاق على مزايا خاصة مثل الحصول على إجازات وعطل أكثر من غيره، بالإضافة إلى منح دراسية ومواصلات وتخفيضات خاصة في مرافق الدولة العامة. 

هل بإمكان أي جندي مصاب أن يدخل فئة معاقي الجيش؟

بالطبع لا. إن التكاليف التي ستتكبدها الدولة عند تصنيف أي جندي مصاب على أنه معاق استوجبت تطوير سلسلة من القوانين والإجراءات ولجان الفحص لتقرير ما إذا كان كل مصاب هو معاق. وفي حال ثبت أنه معاق، على اللجان المختصة أن تحدد أيضا نسبة إعاقة. حتى العام 2020 كان عدد المعاقين المسجلين رسميا حوالى 111 ألفاً، 90% منهم من الجيش الإسرائيلي والباقي من أجهزة أخرى مثل الشرطة أو مصلحة السجون أو غيرها. 

ما هي الميزانية التي ترصدها الدولة لمعاقي الجيش سنويا؟

في صيف 2023، قررت الحكومة رصد مبلغ 150 مليون شيكل لمعاقي الجيش. ويدور جدل داخلي في إسرائيل بين القائمين على ميزانيات الحكومة والأجهزة الأمنية (وأصحاب التوجه بتقنين الصرف) ومعاقي الجيش والمؤسسات أو النوادي التي ترعاهم وتمثلهم (الذين يطالبون باستمرار برفع حجم الامتيازات، والصرف الحكومي عليهم). في العام 2023، كان هناك حوالى 25 ألف طلب من بين المعاقين يطالبون بمنح من أجل شراء منازل، أو قروض ذات تسهيلات خاصة لوضعهم لشراء منازل. بالإضافة كان هناك حوالى 12 ألف طلب لشراء سيارات معاقين (بدون جمرك أو تحتوي على تجهيزات خاصة بوضعهم).

المعاقون في ظل الحرب على قطاع غزة؟

الحرب على قطاع غزة رفعت أعداد المعاقين بشكل كبير وفجائي. حتى تاريخ 10 كانون الأول، أعلن الجيش أن عدد المصابين من قوات الجيش (أي بدون احتساب المصابين المدنيين) هو 1539 جندياً وجندية من بينهم هناك 446 مصاباً بجروح متوسطة وحوالى 255 مصاباً بجروح خطرة. من بين هذا العدد، هناك 559 مصاباً فقط منذ بداية العملية البرية من بينهم 213 مصاباً بجروح متوسطة وحوالى 127 مصاباً بجروح خطرة. ولا بد من الإشارة إلى أن هناك جدلاً كبيراً حول هذه الأرقام. فهي تعبر عن 1) ما تم الإعلان عنه من قبل الجيش الإسرائيلي، 2) هي تعبر فقط عن المصابين من العمليات العسكرية بشكل مباشر. لكن تعريف المعاق في إسرائيل لا يقتصر على من أصيب بشكل مباشر في العمليات العسكرية. في العام 2009 مثلا، كان 11% من معاقي الجيش ينتمون إلى فئة المصابين في العمليات العسكرية أو إصابات جسمانية نتيجة التدريب. في المقابل كان هناك حوالى 38% ممن ينتمون إلى فئة المعاقين بسبب "أمراض" حلت بهم نتيجة خدمتهم في الجيش، مثل الصرع، الانفصام، أو أمراض نفسية أخرى تدخل في فئة الإعاقة الذهنية أو النفسية. هذه الفئات غير واردة بعد في إحصائيات الجيش حول مصابي الحرب على غزة. بل إنه من المتوقع أن يحاول العديد من الجنود المشاركين في الحرب الاستفادة من امتيازات الإعاقة لكي يقوموا بتسجيل أنفسهم كمعاقين ذهنياً أو نفسياً. وهذا سياق يطول وينطوي على صراعات مصالح ومحاولات قانونية مختلفة في سبيل نيل هذا الامتياز. 

المصطلحات المستخدمة:

مصلحة السجون

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات