المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

سجل سعر صرف الدولار أمام الشيكل ارتفاعا بنسبة 7ر3% منذ مطلع شهر شباط الجاري. فبعد أن وصل في نهاية كانون الثاني إلى 39ر3 شيكل للدولار، عاد في اليومين الماضيين وقفز عن حاجز 5ر3 شيكل للدولار. وهذا كما يبدو انعكاس لسلسلة إجراءات أقدم عليها بنك إسرائيل المركزي في الأيام الأخيرة. وقد وعد مسؤولون في البنك اللجنة المالية البرلمانية، بأن سعر الدولار سيشهد تغيرا أكبر حتى نهاية الشهر الجاري.

 

وقد تحول سعر صرف الدولار في العام الأخير إلى قضية قلق في الاقتصاد الإسرائيلي، نظرا لانعكاس هبوط سعره أمام الشيكل على المردود المالي للصادرات. وقد سجل سعر صرف الدولار منذ مطلع العام 2017، وحتى نهاية الشهر الأول من العام الجاري، هبوطا بنسبة 13%، وهبوطا بنسبة 5ر16% مقارنة عما كان في مطلع العام 2016.

وكان بنك إسرائيل قد أعلن في الشهر الماضي عن استئناف تدخله في سعر صرف الدولار أمام الشيكل. وقالت محافظة بنك إسرائيل المركزي كارنيت فلوغ، إن من عوامل ارتفاع قيمة الشيكل أمام الدولار، الوضع الجيد للاقتصاد، حسب وصفها. وأشارت إلى أن تراجع سعر صرف الدولار أمام العملات العالمية، هو أيضا مساهم في تراجع قيمته أمام الشيكل.

وقالت فلوغ إن سياسة شراء الدولارات في بنك إسرائيل ستستمر في العام الجاري، كما كان في السنوات الماضية. وكانت فلوغ قد قالت في وقت سابق إن سياسة شراء العملات الأجنبية، هي جزء من سياسة الفائدة لدى البنك المركزي، وجزء من نهج البنك، لتطبيق أهداف السياسة الاقتصادية، والتي هي: الحفاظ على استقرار الأسعار، ودعم السياسة الاقتصادية الحكومية، التي تهدف إلى ضمان النمو الاقتصادي، وفتح أماكن عمل، وتقليص الفجوات بين الشرائح المختلفة، وضمان استقرار مالي.

وكان اتحاد الصناعيين قد مارس في الأشهر الأخيرة ضغوطا كبيرة على بنك إسرائيل ووزارة المالية من أجل صد تراجع سعر صرف الدولار، الذي تسبب بتراجع في أرباح المصدّرين، ومنهم من هدد بتقليص خطوط الانتاج، ما يعني فصل آلاف العاملين.
كما أن لجنة المالية البرلمانية عقدت في مطلع الشهر الجاري بحثا خاصا في مسألة سعر صرف الدولار. وطلب مسؤولو البنك المركزي الذين شاركوا في الاجتماع، النواب إمهال البنك شهرا واحدا ليروا نتائج سلسلة الاجراءات التي اتخذها البنك، ما من شأنه أن يرفع سعر صرف الدولار. وقال المسؤولون إن سلسلة عوامل تلعب دورا في تراجع سعر صرف الدولار، وليس فقط بسبب تجار العملات في البورصات، الذين يبرمون صفقات قصيرة المدى، لغرض تحقيق ارباح كثيرة. كما أن وضعية الدولار في الأسواق العالمية لها حصة بارزة في تحديد سعر الصرف، أمام باقي العملات في العالم.

وقالت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية التابعة لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن بنك إسرائيل بدأ في الآونة الأخيرة في استخدام برنامج قادر على مراقبة وتتبع جهات عالمية، تسعى إلى تحقيق ارباح كبيرة في وقت قصير في الاقتصاد والأسواق المالية الإسرائيلية، بمن فيهم تجار العملات في البورصات. وحسب ما نشر، فإن البنك يتخذ وسائل عدة، لم يتم الكشف عنها، لصد مثل هذه التحركات الاقتصادية، والتقليل من جدواها المالية.

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات