المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

أقدم بنك إسرائيل المركزي في تقريره الدوري الشهري على تخفيض توقعاته للنمو الاقتصادي للعام الجاري 2015، من 3% حسب التوقعات السابقة، إلى 6ر2% حاليا، وهي النسبة التي توقعتها وزارة المالية الإسرائيلية أيضا. كما خفض البنك توقعاته للنمو في العام المقبل 2016 من 7ر3% حسب التوقعات السابقة، إلى 3ر3% حاليا. وجاء هذا التخفيض على ضوء معدلات النمو المنخفضة كليا في الربعين الأول والثاني من العام الجاري، والتوقعات بأن ينخفض النمو إلى نسبة 5ر2%.

ويتوقع البنك أن يسجل التضخم المالي في العام الجاري انخفاضا بنسبة 6ر0%، بدلا من ارتفاع التضخم بنسبة 6ر1% حسب توقعات مطلع العام الجاري، وهذا أيضا نابع من وتيرة التضخم "السلبية" في العامين الأخيرين. وبسبب المعطيات الاقتصادية الحالية، فقد ابقى البنك على نسبة الفائدة البنكية المتدنية 1ر0% لهذا الشهر أيضا.

وكانت وزارة المالية قد خفضت في الشهر الماضي توقعاتها للنمو الاقتصادي للعام الجاري من 1ر3%، حسب التوقعات السابقة، إلى 6ر2% حسب التوقعات الجديدة، في حين تتوقع الوزارة أن يكون النمو في العام المقبل 2016 في حدود 1ر3%، بدلا من نسبة 3ر3% حسب توقعات سابقة. وقالت الوزارة إن تقديرات النمو للعام المقبل قد تتغير إلى الأحسن، في حال ثبتت مؤشرات اقتصادية مستقبلية ايجابية.

وقال تقرير الوزارة إن تقديراتها للنمو تعتمد على مساهمة قطاع الغاز، الذي بدأ يؤثر على نسب النمو ابتداء من النصف الثاني من العام الماضي 2014.

كما أشار التقرير إلى أن تعديل توقعات النمو لن ينعكس على سوق العمل، فالبطالة ستستمر بنسب منخفضة، في حدود 1ر5% في العامين الجاري والمقبل، وهذه تعد حسب تعريفات سوق العمل النسبة الأدنى التي من الممكن أن تهبط اليها البطالة، إذ أنها تشمل عاطلين عن عمل مؤقتين، في مرحلة انتقالية من عمل إلى آخر، ونسبة جدية من عاطلين آخرين عن العمل، هم ممن باتوا أقرب إلى جيل التقاعد، ويصعب عليهم ايجاد مكان عمل يستوعبهم.

المواطنون لم يلمسوا أثر تخفيض ضريبة المشتريات

أكدت سلسلة من التقارير الاقتصادية الإسرائيلية أن تخفيض ضريبة المشتريات من 18% إلى 17% ابتداء من مطلع الشهر الجاري تشرين الأول، لم يلمسه المواطنون في الأسواق، إذ أن شبكات التسوق والمحال التجارية ترى صعوبة في اجراء تعديل على كم هائل جدا من المنتوجات المعروضة بنسبة 1%، خاصة في السلع الصغيرة، ولهذا برأي المحللين والمراقبين فإن تخفيض الضريبة سيعود بالأساس إلى جيوب أصحاب شبكات التسوق.

كذلك هناك من بادر إلى رفع أسعار السلع بنسبة 1% في نفس يوم تخفيض ضريبة المشتريات، كما جرى في السجائر، كي لا تكون شركات الانتاج والتسويق مضطرة لتخفيض الأسعار. وفي أسعار الوقود كان الفارق بسيطا، إذ كان من المفروض أن يرتفع سعر لتر البنزين بأربعة قروش (أغورات)، إلا أن تخفيض الضريبة بستة قروش، ساهم في المحصلة بتخفيض لتر البنزين بقرشين. كما سيلمس المواطنون الفرق البسيط في الفواتير، مثل تكاليف الماء والكهرباء والهواتف وغيرها.

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير ماليته موشيه كحلون أعلنا، في الشهر الماضي، عن تخفيض ضريبة المشتريات ابتداء من مطلع الشهر الجاري، بعد مرور عامين وثلاثة أشهر على رفعها إلى 18%، كما أعلنا عن تخفيض ضريبة الشركات من 5ر26% إلى 25%، ابتداء من مطلع العام المقبل 2016، وبعد عامين على رفعها الأخير، رغم أن هذه الضريبة الأخيرة كانت حتى نهاية سنوات التسعين من القرن الماضي في حدود 34%.

وحسب تقديرات وزارة المالية، فإن هذا التخفيض سيقلص مداخيل خزينة الدولة من الضرائب بنحو 5ر6 مليار شيكل، وهو ما يعادل 65ر1 مليار دولار بسعر الصرف في هذه الأيام.

نتنياهو يسعى مجددا لإقامة كازينو في إيلات

أكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الأخير توجه فعلا لوزير السياحة في حكومته ياريف ليفين، ولوزير المواصلات يسرائيل كاتس، طالبا منهما أن يفحصا مجددا امكانية اقامة كازينو في إيلات، وكان نتنياهو قد أقدم على محاولة كهذه إلا أنه واجه عقبات كثيرة من عدة جهات، من بينها المتدينون المتزمتون، وجهات اقتصادية أخرى، وحسب المصادر الإسرائيلية فإن عقبات الماضي ما تزال قائمة في وجه محاولة كهذه.
وتسعى إسرائيل إلى انعاش السياحة في مدينة إيلات على خليج العقبة، المحاصرة بين منطقتين سياحيتين، أقل منها تكلفة، هما طابا المصرية التي تواجه تراجعا بفعل الأوضاع الأمنية في صحراء سيناء، ومدينة العقبة الأردنية ومنطقتها، التي من المتوقع ان تشهد تطورا سياحيا كبيرا في السنوات القادمة.

وترى أوساط في إسرائيل، أن فتح كازينو قد يشجع أيضا السياحة الداخلية نحو إيلات، وفي الماضي حاول مجلس المراهنات، التابع لاتحاد المجالس البلدية والقروية، أن يكون هو صاحب كازينو كهذا بمواصفات ملائمة، إلا أن كل هذه المشاريع اصطدمت بسلسلة من الاعتراضات.

ويرفض المتدينون المتزمتون (الحريديم) فتح كازينو في إسرائيل رغم محاولات كثيرة، ويطالب المتدينون أن تبقى المراهنات تحت إشراف ومراقبة المؤسسة الرسمية.

وفي كل مرّة يطرح فيها نتنياهو مسألة اقامة كازينو، تتجه الأنظار إلى صديقه الشخصي الثري العالمي الأميركي اليهودي العنصري شلدون إدلسون، صاحب أكبر شبكة كازينوهات قمار في العالم.

المصطلحات المستخدمة:

بنيامين نتنياهو, يسرائيل كاتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات