المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

دلّ تفصيل جديد لتقرير مكتب الاحصاء المركزي الإسرائيلي حول التوزيع الجغرافي للسكان ومعدل الأعمار، على التركيز الكبير لليهود في بقعة جغرافية تُعد صغيرة نسبيا في وسط البلاد، وعلى أن مناطق معينة بقيت ذات أقلية يهودية. فقد تبين أن نحو 41% من السكان اليهود كانوا حتى نهاية العام الماضي 2014، يسكنون في مدن كبرى وبلدات تقع من مدينة نتانيا، شمالي منطقة تل أبيب الكبرى، وحتى مدينة رحوفوت، جنوبي منطقة تل أبيب، ببعد 56 كيلومترا. كما تدل المعطيات الجديدة على أن نسبة الفلسطينيين في إسرائيل، من دون فلسطينيي القدس وسوريي الجولان، هي ذات النسبة التي كانت في العام 1948، 9ر17%.

وكان مكتب الاحصاء المركزي الإسرائيلي قد أعلن في منتصف الشهر الماضي، أيلول، بمناسبة رأس السنة العبرية، أن عدد سكان إسرائيل حاليا، هو 412ر8 مليون نسمة، إلا أن من بين هؤلاء حوالي 300 ألف من فلسطينيي القدس المحتلة، وسوريي مرتفعات الجولان السوري المحتل، الذين تضمهم إسرائيل لإحصائياتها بفعل قانوني الضم الاحتلاليين، وبذلك يكون عدد سكان إسرائيل، من دون هاتين المنطقتين المحتلتين، 12ر8 مليون نسمة. وبلغت نسبة فلسطينيي 48 من اجمالي السكان 9ر17%.

وقال التقرير إن عدد السكان ارتفع بنسبة 9ر1%، كما هي النسبة في العامين الأخيرين، بينما كانت نسبة التكاثر في السنوات الخمس التي سبقت في حدود 8ر1%، ويعود هذا الارتفاع الطفيف إلى ارتفاع معدلات الولادة لدى المتدينين اليهود من التيار الديني الصهيوني، والتيار المتزمت "الحريديم".

وبلغ عدد فلسطينيي 48 حوالي 455ر1 مليون نسمة، وهم يشكلون 9ر17%، وهذه نسبة مجمّدة في السنوات الثلاث الأخيرة، وكما يبدو بفعل ارتفاع في ولادات اليهود المتدينين، وتراجعها بين العرب، اضافة إلى ارتفاع طفيف في الهجرة إلى إسرائيل، بفعل الأزمات الاقتصادية في عدد من الدول المتطورة.

ويبلغ عدد سكان القدس المحتلة أكثر من 315 ألف نسمة، ولكن من بينهم أكثر من 32 ألفا من حاملي الجنسية الإسرائيلية وجواز سفرها. وغالبيتهم من المدينة المحتلة منذ العام 1967 وطلبوا وحصلوا على الجنسية الإسرائيلية، والباقي هم من فلسطينيي 48، بعضهم ضمن قرية بيت صفافا شطر 48، التي باتت جزءا من القدس، والباقي جاؤوا إلى المدينة في اطار الهجرة الداخلية.
ويسكن في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، ما يزيد عن 22 ألف نسمة، ولكن أكثر بقليل من ألفين منهم قبلوا بالجنسية الإسرائيلية، بينما ترفضها الأغلبية الساحقة من السوريين.

ونرى في تقرير مكتب الإحصاء، أن نسبة الفلسطينيين في إسرائيل فور الإعلان عن قيامها كانت مماثلة لما هي عليه اليوم- 9ر179%، وكانت هذه النسبة قد ارتفعت أكثر حتى نهاية سنوات الثمانين من القرن الماضي، إلا أن موجات الهجرة الضخمة التي استمرت منذ العام 1989 وحتى سنوات الالفين الأولى، أدت إلى تراجع نسبة فلسطينيي 48 إلى ما دون 16%، ثم استقرت النسبة لعامين، وعادت لترتفع ابتداء من العام 2006، ولكنها كما ذكر استقرت في السنوات الثلاث الأخيرة عند النسبة الحالية.

ويقول التقرير إنه حتى نهاية العام الماضي 2014، كان ما يقارب 41% من اليهود يسكنون بين مدينة نتانيا، شمالي منطقة تل أبيب الكبرى، وحتى مدينة رحوفوت، جنوبي منطقة تل أبيب، بمعنى 5ر2 مليون نسمة، في حين أن 11% من اليهود يسكنون في شطري مدينة القدس، والمدن والبلدات الواقعة غربي مدينة القدس، ومعهم المستوطنون في أطراف الضفة الغربية الملاصقة لتلك المنطقة، وبذا يكون أكثر من 67% من اليهود، حوالي 1ر4 مليون نسمة، يسكنون ويستوطنون في بقعة جغرافية يمتد طولها على 70 كيلومترا، وبعرض يمتد ما بين 20 كيلومترا وحتى 60 كيلومترا.

وهذا يُعد من ناحية إسرائيل تركيزا سكانيا، يؤكد فشل مشروع نشر اليهود في كافة أرجاء البلاد، وخاصة الشمال (الجليل)، وأيضا في صحراء النقب كالمنطقة المركزية المأهولة في منطقة الجنوب، التي تمتد حتى مدينة ايلات على خليج العقبة. ويقول مكتب الإحصاء إن نسبة اليهود في شمال البلاد، من مدينة الناصرة وحتى الحدود مع لبنان، باستثناء منطقة حيفا على البحر المتوسط، بالكاد تتجاوز 43% من اجمالي سكان تلك المنطقة، بينما تصل نسبة اليهود في منطقة حيفا، حتى مدينة ام الفحم شرقا حوالي 69%. في حين أن نسبة اليهود في منطقة الوسط 6ر87%، وهي المنطقة التي تشمل منطقة المثلث العربية، الملاصقة للضفة الغربية، بينما نسبة اليهود في منطقة تل أبيب وحدها، 2ر93%.

الأعمار والجنسان

ويظهر من التقرير أن نسبة النساء من بين إجمالي السكان حتى نهاية العام 2014، ما يقارب 5ر50% مقابل 5ر49% من الرجال، إلا أن هذا الفارق ناجم عن ارتفاع معدلات الحياة لدى النساء مقابل الرجال، فحتى عمر 29 عاما كما يظهر من الجدول، هناك تقدم لعدد الأطفال والشبان الذكور، ويتساوى العدد بين الجنسين عند عمر 34 عاما، ومن هناك يبدأ الفارق لصالح النساء، فمن عمر 70 عاما وما فوق، فإن نسبة النساء تتجاوز 54% من أبناء هذه الشريحة العمرية.

كما يشير التقرير إلى الارتفاع المستمر في معدل عمر السكان، بمعنى جمع أعمار كل السكان وتقسيمها على عددهم، فعند اليهود قفز المعدل من 7ر24 عام في العام 1970 إلى 6ر31 عام في نهاية العام 2014، وهذا يعود إلى عاملين: تراجع معدل الولادات، والارتفاع في معدلات الحياة، فإسرائيل من بين أكثر 10 دول في العالم من حيث معدلات الحياة، 84 عاما للنساء و81 عاما للرجال، وعند اليهود المعدل يزيد بقليل، بسبب تراجعه عند العرب، الذين هم أيضا يشهدون ارتفاعا في معدل العمر من 8ر13 عام في العام 1970 إلى ما يقارب 23 عاما في نهاية العام 2014، وهذا بعد دمج كل شرائح العرب، الذين يتعامل معهم تقرير المكتب الإسرائيلي كمجموعات دينية.

المصطلحات المستخدمة:

نتانيا, ايلات, المثلث

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات