المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

مسؤولو الحركة يتهمون حزب لبيد بإفشال مظاهرة يوم السبت

انقسمت حركة الاحتجاج الاجتماعية، خلال الصيف الحالي، إلى قسمين على الأقل، وبرز بشكل كبير ضعف هذه الاحتجاجات وانخفاض عدد المشاركين فيها.

وشارك بضعة آلاف من الإسرائيليين في مظاهرتين منفصلتين في تل أبيب، مساء يوم السبت الماضي.

وقد شارك في المظاهرة الأولى متظاهرون دعوا إلى "المساواة في تحمل الأعباء" وإلى فرض الخدمة العسكرية والمدنية على الحريديم بشكل خاص، وبرز فيها نشطاء من حزب "يوجد مستقبل" الذي أسسه الصحافي يائير لبيد.

وبادر إلى المظاهرة الثانية نشطاء الاحتجاجات الاجتماعية، المنقسمين على بعضهم.

وكان عدد المشتركين في كل من المظاهرتين متقاربا.

وأشارت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها، أمس الاثنين، إلى أنه في السادس من آب 2011، تظاهر نحو 150 ألف شخص في تل أبيب، ونحو 30 ألفا في القدس ومواقع أخرى في أنحاء البلاد، وطالبوا بتحقيق العدالة الاجتماعية. وأضافت أن هذه المظاهرة، في العام الماضي، كانت واحدة من سلسلة مظاهرات كبيرة تم تنظيمها في إطار حركة الاحتجاج التي عمت إسرائيل، وأنه "على الرغم من أن دعوة الحشود إلى تحقيق العدالة الاجتماعية بدت عمومية وخالية من المطالب العينية، إلا أنه لم يكن بالإمكان الخطأ تجاه مظاهر الغضب الحقيقي المخزون داخل الاحتجاجات، وتجاه المحنة والإحباط اللذين كانا طافيين على سطح الواقع".

وأضافت الصحيفة أنه "في مساء السبت الماضي تجمع خمسة آلاف شخص فقط، في مظاهرتين منفصلتين، في باحة متحف تل أبيب وباحة مسرح هبيما، وكانت المواجهات الداخلية بينهما والنزاعات الشخصية والتشرذم هي الانشغال الأساسي في المظاهرتين. وكانت الذروة عندما جاء عدد من المتظاهرين من مظاهرة ’العدالة الاجتماعية’ إلى باحة المتحف وبدأت مواجهة بينهم وبين أفراد احتجاج ’المساواة في العبء’. وكان هذا بمثابة انعكاس لما بدا حتى قبل فترة قصيرة مضت كحركة احتجاج شعبية ضد الحكم، ويقظة مباركة للطبقة الوسطى الإسرائيلية المتكاسلة بشكل عام، وتفككت خلال وقت قصير بسبب الخلافات".

وقالت الصحيفة إن "مجموعتي المتظاهرين مختلفتان فيما يتعلق بغاية الاحتجاج. وفيما يشدد نشطاء ’العدالة الاجتماعية’ على الحاجة إلى تغيير جذري للسياسة الاقتصادية ويريدون دفع مصالح طبقات أضعف بين السكان، يتركز نشطاء ’المساواة في العبء’ على مطلب أن يتحمل جميع مواطني الدولة عبء الخدمة في الجيش الإسرائيلي أو الخدمة الوطنية".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "رغم الفوارق الأيديولوجية، فإنه يبدو أن الانفصال الحاصل بين المعسكرين هو نتيجة لتلك السياسة القديمة التي خرج ضدها قادة الاحتجاجات إلى الشوارع، مدعومين من مئات آلاف المؤيدين. والأسئلة التي أحدثت الانقسام هي نفسها الأسئلة المعروفة من أي جسم سياسي موجود: من سيتزعم، من سيكون رقم 2، من سيلقي الخطاب الأول، هل ينبغي دعوة سياسيين، هل يمكن الحصول على رعاية حزبية وما إلى ذلك؟. وحقيقة أن الحديث يدور على أسئلة داخلية تتعلق بالقوة والسيطرة، ترمز إلى أن النظام القديم ما زال موجودا هنا، حتى لو تم إلباسه ثيابا جديدة".

على صعيد آخر، قالت مصادر مسؤولة في هيئة تنظيم مظاهرة المساواة في العبء لصحيفة "معاريف" إن محاولة رئيس حزب "يوجد مستقبل" لبيد الظهور بمظهر المبادر إلى هذه المظاهرة هي التي تسببت بإفشالها، وبامتناع جماهير كبيرة من المشاركة فيها.

وقد أقيمت هذه المظاهرة بمبادرة من منظمة مؤيدي فرض عبء الخدمة العسكرية على الجميع، واتحاد الطلاب الجامعيين في إسرائيل، وقيادة خيم حملة الاحتجاج الاجتماعية وعدة منظمات أخرى، وذلك احتجاجًا على الخطة الاقتصادية التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية الأسبوع الفائت، وتتضمن رفع ضريبة القيمة المضافة، ورفع ضريبة الدخل، وزيادة أسعار الوقود وعدة سلع أخرى، وتقليص ميزانيات معظم الوزارات الحكومية، واحتجاجًا على عدم تمكن الحكومة الحالية من بلورة قانون جديد بشأن التجنيد يحل محل قانون التجنيد القديم، ومحل "قانون طال" (الذي ينص على إعفاء الشبان اليهود الحريديم من الخدمة العسكرية الإلزامية)، والذي انتهى سريان مفعوله وفقاً للقرار الصادر عن المحكمة الإسرائيلية العليا القاضي بإلغائه بدءاً من الأول من آب الحالي. وشارك فيها عدة ألوف، وذلك على الرغم من التوقعات بأن تستقطب عشرات الألوف.

وقال أحد هذه المصادر إن لبيد نشر في وسائل الإعلام المتعددة وفي صفحته الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعية فيسبوك أنه أحد المبادرين إلى هذه المظاهرة، كما أن عشرات النشيطين من حزبه حضروا برفقته إلى المنطقة التي كان من المقرر إجراء المظاهرة فيها في وسط مدينة تل أبيب وساروا وراءه مثل القطيع، وهذا كله يشكل دليلاً على أنه حاول أن يسيطر على مظاهرة لم يكن له أي ضلع في تنظيمها.

وأشار مصدر آخر في هيئة تنظيم المظاهرة إلى أن أشخاصًا كثيرين قرروا عدم المشاركة فيها لاعتقادهم بأنها مظاهرة تأييد لحزب "يوجد مستقبل"، لا مظاهرة احتجاج على الخطة الاقتصادية الأخيرة للحكومة، وعلى عدم توزيع عبء خدمة الدولة على الجميع بالتساوي.

وتعقيبًا على ذلك نفى لبيد، في صفحته الخاصة على شبكة فيسبوك، أن يكون حزب "يوجد مستقبل" حاول السيطرة على المظاهرة. وفي الوقت نفسه أكد أن المظاهرة كانت سياسية، كونها جاءت لتحتج على إجراءات وأوضاع ناجمة عن السياسة الخطأ التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية.

المصطلحات المستخدمة:

يائير لبيد, هآرتس, هبيما

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات