المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

عمان – وكالات الأنباء - عقدت شخصيتان قياديتان في "معسكر السلام" الاسرائيلي سلسلة محادثات سياسية في العاصمة الاردنية عمان. وقال مسؤولون اردنيون ان وزير الخارجية مروان المعشر التقى مع عضوين من حزب "ميرتس الاسرائيلى" اليسارى، هما رئيس الحزب يوسي سريد والساسي البارز الدكتور يوسي بيلين، ضمن سلسة لقاءات سيعقدها مع احزاب اسرائيلية قبيل الانتخابات الاسرائيلية التي تجري فى 28 كانون الثاني الجارى.
وصرح المعشر في اعقاب اللقاء انه محاولة لتجديد محادثات السلام في الشرق الاوسط، معربا عن امله في ان تشهد مرحلة ما بعد الانتخابات الاسرائيلية دفعا نحو التوصل الى تسوية سياسية للصراع. وقال: سنلتقي مع شخصيات من مختلف فئات الطيف السياسي الاسرائيلي، ونحن نؤمن انه مع تشكيل حكومة جديدة في اسرائيل، سيكون مهما المبادرة الى مرحلة جديدة تؤدي الى حل الدولتين".

وقال المعشر ان الاردن يطلب من أي حكومة تنتخب في اسرائيل الالتزان ببرنامج السلام الذي تبنته الاسرة الدولية، وبرأسها "الرباعية"، مؤكدا ان بلاده لا تحاول التدخل في الانتخابات في اسرائيل: "نحن لا نؤيد فوز حزب معين في الانتخابات، وما سيقرر في علاقاتنا مع أي حكومة اسرائيلية منتخبة هو استعدادها للعمل من اجل السلام وتجديد عملية السلام".

واعرب الدكتور يوسي بيلين عن تفاؤله بتحسين الاجواء السياسية بعد الانتخابات في اسرائيل، وقال: "توصلنا هنا مع اصدقائنا الاردنيين الى ان الحل موجود في الزاوية، وكل ما علينا عمله هو ايجاد طريقنا الى العقل... وتغيير الوضع في الشرق الاوسط من اقصاه الى اقصاه".

وكان بيلين وسريد قد اجريا الاسبوع الماضي محادثات مماثلة في القاهرة مع عدد من كبار المسؤولين المصريين.

وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الاردنية قد ابلغ وكالة الانباء الاردنية ان المعشر سيعقد خلال الاسبوع الحالي سلسلة لقاءات في عمان مع ممثلي ثلاثة احزاب اسرائلية قبل موعد الانتخابات. وقال المصدر "اننا في الاردن وبالرغم من اختلاف وجهات النظر مع الجانب الاسرائيلي حول عدد من القضايا نجد من الضروري اجراء حوار سياسي مع جميع الفعاليات السياسية في اسرائيل على اختلاف اطيافها خاصة قبيل الانتخابات الاسرائيلية."

ويأمل الاردن في فوز حزب العمل الاسرائيلي والذى يتوقع ان يعمل على تنشيط عملية السلام المتوقفة على خلاف حزب ليكود الذى يتزعمه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون.

ويلتقي المعشر الاسبوع المقبل احد قادة حزب العمل فيما يلتقي في المستقبل القريب مسؤولا بارزا في حزب الليكود.

والاردن هو ثاني دولة عربية بعد مصر وقعت اتفاقية سلام مع اسرائيل عام 1994 الا ان مشاعر العداء لاسرائيل تنامت بين الاردنيين خلال الانتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ اكثر من عامين للتخلص من الاحتلال الاسرائيلي.

* دعوة مشتركة لتأييد "خريطة الطرق"

ودعا وزير الخارجية الأردني مروان المعشر وقادة حزب ميريتس الى تطبيق "خريطة الطريق" التي اعدتها اللجنة الرباعية وتنص على اقامة دولة فلسطينية منقوصة على مراحل حتى 2005 .

وقال المعشر في ختام لقاء عمان: "نأمل بعد الانتخابات (التشريعية) الاسرائيلية ان يقبل الفائز، اي حزب كان، بخريطة الطريق التي ستؤدي الى حل (اقامة) دولتين ويقدم الامن لاسرائيل والفلسطينيين".

واضاف "رغم العنف كانت هناك مبادرات مهمة للسلام العام الماضي -- واحدة عربية في قمة بيروت (آذار 2002) والثانية صدرت عن الرئيس الاميركي جورج بوش -- ادت الى +خريطة الطريق+ للجنة الرباعية وحل (اقامة) الدولتين خلال ثلاثة اعوام".

وتابع المعشر "اكدنا ايضا خلال اللقاء رفضنا للعمليات الانتحارية ولمواصلة الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية لان هذين العاملين يشكلان عقبة امام تسوية للنزاع".

وقال وزير الخارجية الاردني ان "علاقاتنا مع اسرائيل ستتأثر الى حد كبير بمدى استعداد الحكومة المقبلة للالتزام بتطبيق +خريطة الطرق+".

واكد ساريد من جهته ان "دوامة العنف اثرت على العلاقات الاسرائيلية الاردنية لكن الحل في متناول اليد اذا اعتمدت +خريطة الطريق+ على مراحل وسنستعيد العلاقات التي كنا قد اقمناها مع الاردن ومصر في التسعينات".

وتأتي هذه التصريحات بينما اعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الثلاثاء ان اجتماعا لمجموعة العمل في اللجنة الرباعية سيعقد في لندن "في اسبوع العاشر من شباط ".

وكانت اللجنة الرباعية التي اجتمعت في كانون الاول الماضي ارجأت تبني +خريطة الطريق+ بطلب من واشنطن بانتظار الانتخابات التشريعية التي ستجرى في اسرائيل في 28 كانون الثاني الجاري.

من جهته، رأى بيلين انه "سيكون من المستحيل تطبيق +خريطة الطريق+ ما لم تجمد الحكومة الاسرائيلية بشكل كامل الاستيطان في الاراضي الفلسطينية".

واضاف "نشاطر الاردن وجهة نظره بان الارهاب والاحتلال (الاسرائيلي) غير مقبولين على الاطلاق. الارهاب لا يبرر الاحتلال والاحتلال لا يبرر الارهاب".

وتابع بيلين ان زعيم حزب العمل عمرام متسناع "فعل امرا جيدا باعلانه رفض مشاركته في حكومة وحدة وطنية يقودها ارييل شارون لانه كان واضحا في السنتين الاخيرتين ان حكومة الوحدة الوطنية في اسرائيل لا تعمل من اجل السلام".

وعبر عن امله في ان "يبقى حزب العمل على موقفه هذا لكن بصفتي عضوا سابقا في الحزب اعتقد ان غالبية زملاء متسناع سيؤيدون فكرة الانضمام الى حكومة شارون" في حال فوز الليكود في الانتخابات.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات