المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

"صدام على المهداف، والحرب تبتعد"، بهذه الكلمات اجملت صحيفة "يديعوت احرونوت" (14 كانون الثاني) الموقف الراهن الان بخصوص الاستعدادات الامريكية المتلاحقة لشن هجوم على العراق، والتأثيرات المحتملة لذلك على الساحة الاسرائيلية.
ومع حلول منتصف الشهر الجاري، وهو الموعد المحتمل الذي تكررت الاشارة اليه في اسرائيل للهجوم على العراق، تتواصل الاستعدادات الاسرائيلية والمشتركة مع الولايات المتحدة الامريكية، لمواجهة كل الاحتمالات. ومن المنتظر ان يصل اسرائيل هذا الاسبوع الجنرال الامريكي سيمسون ضابط سلاح الجو الامريكي، الذي يشغل مهمة ضابط ارتباط وتنسيق بين القوات المختلفة في حال وقوع الحرب. ويعتزم سيمسون التباحث مع رؤساء اجهزة الامن الاسرائيلية حول طرق التنسيق بين القوات الامريكية والاسرائيلية وطرق الوقاية والاستعدادات الاسرائيلية تحسبا لاي هجوم محتمل على العراق.

وقال ضابط اسرائيلي كبير انه تقرر تشكيل قيادة مشتركة مع الامريكان تعمل خلال الحرب وتتلقى صورة مباشرة حول سير القتال في ارض المعركة.

ومع حلول منتصف الشهر الجاري تدخل اسرائيل في نظام "البَرَد الاحمر"، الذي يرتفع فيه مستوى التأهب والاستعداد تحسبا لامكانية شن الهجوم الامريكي الشامل. وسوى الاجهزة الامنية الاسرائيلية، التي تقف وراء مختلف الاجراءات الاحتياطية الامنية، لا يبدو ان سكان اسرائيل مطالبون بالانتقال الى جاهزية خاصة، ما يعني ان "البرد الاحمر" لا تحمل دلالات خاصة بالنسبة للمواطن العادي، اكثر مما تم الاستعداد له حتى الان.

و "البرد الاحمر" هي الكود الذي اطلقه جهاز الامن الاسرائيلي على خطط الهجوم الامريكي على العراق، التي تراجعت هذه الايام في ضوء التحركات الدبلوماسية المختلفة على الساحتين العربية والعالمية، وهي خطط تتطلب على ما يبدو انتقال انظمة الدفاع الجوي والجبهة الداخلية الاسرائيلية الى مستوى اعلى من التأهب.

وتجري اجهزة الامن هذه "استعدادات اخيرة" عشية موعد الهجوم المحتمل – 15 كانون الثاني – وسيكون احد اوجه هذه الاستعدادات تكثيف التعاون بين مختلف القيادات العسكرية الاسرائيلية والامريكية، التي تم تشكيلها تحسبا لتطورات محتملة في حال بدء العدوان الامريكي.

وقالت المصادر الاسرائيلية ان الاجهزة الدفاعية في سلاح الجو الاسرائيلي والاسلحة المضادة للصواريخ تستكمل استعداداتها تمهيدا للمناورات العسكرية الواسعة التي تحمل الاسم "جنيفر كوبرا" والمقرر ان تبدأ يوم الاحد القادم في منطقة النقب، بمشاركة مئات الجنود الامريكيين. وتهدف هذه المناورات الى فحص جاهزية القوات والاجهزة الدفاعية الاسرائيلية واجهزة الانذار في سلاح الجو الاسرائيلي. وتشمل المناورات تفعيل بطاريات صواريخ "باتريوت" محسن من نوع "باك غام" علاوة على بطاريتي صواريخ "باتريوت" من صنع الماني.

وتجري في الجبهة الداخلية الاسرائيلية ايضا استعدادات مكثفة بجانب توسيع دائرة الارشاد والتوعية العامة في جهاز التعليم وتفتتح المزيد من نقاط استبدال الكمامات الواقية الموجودة بأيدي المواطنين. اضافة الى ذلك ستوزع في الايام القادمة ثلاثة ملايين نسخة من كراسة ارشاد بعنوان "طرق الوقاية" وتشمل ما يتوجب على الاسرائيليين استكماله عشية الحرب المحتملة.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات