كشفت صحيفة "هآرتس" اليوم، الجمعة، عن الدور الذي لعبته إسرائيل في تأسيس الجيش السنغافوري، والعلاقات الذي توطدت في أعقاب ذلك بين الدولتين.
وذكر أمنون برزيلاي في "هآرتس" ان اسرائيل أسست جيش سنغافورة، الذي يعتبر اليوم "الجيش الاقوى في جنوب شرقي آسيا". واضاف أن بناء الجيش، بكل أذرعه، والذي احيط بالغموض، بدأ في كانون الاول 1965 مع وصول وفد عسكري اسرائيلي برئاسة العميد يعقوب العزري الى سنغافورة. ومنذ ذلك الحين، تعمقت العلاقات الدولية بين الدولتين، وباتت سنغافورة تُعتبر احد الزبائن الكبار لمنظومات السلاح ووسائل القتال من انتاج إسرائيل.
ووفق ما أورده برزيلاي، فإن الاب المؤسس ورئيس الوزراء الاول لسنغافورة، لي كوان يو، توجه الى حكومة اسرائيل بطلب للمساعدة في بناء جيشها بعد الاعلان عن استقلالها في 9 آب 1965، بعد وقت قصير من انفصالها عن ماليزيا. في البداية توجه لي كوان يو الى الهند ومصر لمساعدته في اقامة الجيش ولكن قادة الدولتين تجاهلوا طلبه وعندها قرر زعيم سنغافورة بالتشاور مع وزير الدفاع الاول، جو كينج سفوي، طلب المساعدة من اسرائيل.
ولهذه الغاية، توجه وفد عسكري إسرائيلي إلى سنغافورة. وقد ضم الوفد العسكري الاول ستة ضباط برتبة نقيب ورائد وزعوا في فريقين. الفريق الاول بقيادة العزري اقام وزارة الدفاع والامن الداخلي. اما الفريق الثاني بقيادة العميد احتياط يهودا غولان فقد تولى بناء البنية التحتية العسكرية. وقام الضباط الاسرائيليون ببناء جيش سنغافورة حسب نموذج الخدمة الالزامية للجيش الاسرائيلي. كما اقام الفريق الإسرائيلي أيضا منظومة الاحتياط للجيش السنغافوري حسب النموذج الاسرائيلي.
وقد وقف على رأس الفريق الذي أهلّ الوفد العسكري الاسرائيلي الى سنغافورة، مساعد رئيس قسم العمليات اللواء احتياط رحبعام زئيفي (غاندي)، مؤسس حزب "موليدت" الترانسفيري الذي شغل لاحقا مناصب وزارية واغتيل ردا على اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية، ابو علي مصطفى. وحسب حزاي كرميل، الذي شارك في جلسات الاعداد في هيئة الاركان، فإن الخط الذي وجه زئيفي هو "بناء جيش مثالي في سنغافورة لم تتمكن اسرائيل من بنائه".
