المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

شارون، معقبا: "غالبية سكان اسرائيل ترقبنا وتتوقع منا الوحدة.. وانا لا اعقب على امور غير جدية"! * "ميرتس": القرار بلا مضمون! * لبيد: "مسرحية ستنتهي بعد الانتخابات" * ايتام: الخطوة تتعارض مع رغبة الناس..

عرض عمرام متسناع، مرشح "العمل" لرئاسة الحكومة الاسرائيلية القادمة، في مؤتمر صحفي في تل ابيب، قرار حزبه القاضي بعدم الانضمام الى أي حكومة وحدة وطنية برئاسة ارئيل شارون. وأوضح متسناع ان حزب العمل يرفض مفاهيم "الليكود" ورئيسه شارون، وقال: لن نكون في حكومة بقيادة شارون. نقطة! إما نحن، وإما هو". واضاف متسناع انه سيتمسك بقراره حتى لو اظهرت الاستطلاعات مزيدا من التراجع في شعبية "العمل"، وقال: "هذا قرار مبدئي".
واتهم رئيس حزب "العمل" مرشح "الليكود" شارون بأنه ضلل حزب "العمل" الذي قال انه انضم الى حكومته "بدافع من الشعور بالمسؤولية القومية"، واضاف: "الان يجب اعادة امكانية اتخاذ القرار للناخب، ولن يكون هناك تشويش في المواقف بعد الآن، بل حسم حاد وواضح. إما حكومة عمل برئاستي، وإما حكومة برئاسة شارون، تواصل السير في نفس الطريق".

واشترك المرشح الثاني في قائمة "العمل" الانتخابية، وزير الدفاع السابق بنيامين بن اليعيزر، في المؤتمر الصحفي، وقال: "العمل لا يستطيع الانضمام الى حكومة برئاسة شارون، الى ان يتقرر اقامة الجدار الفاصل. واعرب بن اليعيزر – الذي تحفظ اولا من قرار متسناع – عن دعمه له، واتهم شارون بأنه يستخدم الوحدة كشعار انتخابي، وعمليا – هو ليس مستعدا لأي نوع من الشراكة الحقيقية". وقدم بن اليعيزر موضوع الميزانية مثلا على اقواله، حيث "تمس الميزانية بالضعفاء دون ان تمس بالمستوطنين".

وكان متسناع وشارون قد اشتركا قبل المؤتمر الصحفي في تدشين دوار التشيك بوست في حيفا، الاول باعتباره رئيس بلدية حيفا والثاني كرئيس حكومة. والقى شارون كلمة اكد فيها على اهمية تشكيل حكومة وحدة في اسرائيل، وقال: "حكومة الوحدة اليوم اهم من أي وقت مضى. غالبية سكان اسرائيل ترقبنا وتتوقع منا الوحدة". وعندما طُلب منه الرد بشكل مباشر على قرار "العمل" عدم الانضمام الى حكومة وحدة برئاسته اضاف قائلا: "انا لا اعقب على امور غير جدية"!

في هذه الاثناء نقلت "هارتس" عن اوساط في "العمل" قولها انه على رغم اتفاق متسناع وبن اليعيزر عدم الانضمام الى حكومة وحدة، فان مركز الحزب الذي سيلتئم بعد الانتخابات هو الذي سيبت في الامر.

ويأمل "العمل" ان تؤدي خطوة متسناع بالاعلان عن مقاطعة "الوحدة" برئاسة شارون الى تحسين فرصه واسترجاع قسم من ناخبيه الذين فقدهم في الاستطلاعات الاخيرة. ومن المتوقع ان تأتي هذه الاصوات على حساب "ميرنتس" و "شينوي" والاحزاب العربية.

ونشرت "نيويورك تايمز" (الثلاثاء 14 كانون الثاني) مقابلة مع ارئيل شارون اجراها الصحفي وليام سابير، قال فيها انه لا يعتزم ان يكون متعلقا بأحزاب متطرفة، من اليسار او اليمين. واوضح شارون انه لا ينوي ان يضم الى حكومته "ليس من يريد اعطاء كل شيء ولا من لا يريد اعطاء شيء. انا بحاجة الى المركز لأننا نقف امام خطوات مؤلمة.". واشار سباير في مقابلته الى ان شارون لم يتنازل الى الان عن فكرة ضم "العمل" الى حكومته، على رغم اعلان متسناع معارضته لذلك.

* "سلاح يوم الحساب"

ووصف كبار المسؤولين في "العمل" التزام الحزب بعدم الذهاب في حكومة واحدة مع شارون بأنه "سلاح يوم الحساب"، الذي يرمي الى تحسين وضع "العمل" في الاستطلاعات. لكن البعض يرى ان اعلانا كهذا من شأنه ان يعطي "العمل" عدا اقل من مقاعد "شينوي"، التي هي اقل مما يتوقعه الحزب بطبيعة الحال.

اما حزب "ميرتس" فقد عقب على مؤتمر متسناع الصحفي بالقول ان اعلانه "بلا مضمون". وقال بيان "ميرتس": "متسناع لديه نوايا حسنة. لكن زملاءه في الحزب وبرأسهم فؤاد وبيريس وافرايم سنيه ومتان فلنائي وداليا ايتسيك مستميتون في دخول حكومة وحدة مع شارون".

وتوقع رئيس حزب "شينوي" عضو الكنيست يوسف لبيد استقالة متسناع مضطرا بعد الانتخابات اذا لم ينضم الى حكومة وحدة. وقال معقبا على تصريحات متسناع: "بعد الانتخابات سيتعرض متسناع الى الضغوط لينضم الى حكومة وحدة برئاسة شارون، واذا لم يفعل ذلك فسيضطر الى الاستقالة". وقال لبيد ان ما يقوم به حزب العمل في هذه الايام "مسرحية هزلية لن تطول".

وعقب رئيس قائمة "المفدال"، المتطرف ايفي ايتام، على تصريحات متسناع بالقول "انها خطوة ناجمة عن حاجة سياسية داخلية تتعارض مع رغبة مواطني اسرائيل.. حزب العمل يواصل حملة تدمير ذاته التي بدأها عندما قام بتفكيك حكومة الوحدة".

المصطلحات المستخدمة:

ايتام, الليكود, مركز, شينوي, الكنيست

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات