أوراق إسرائيلية

سلسلة أوراق تتناول ملفات راهنة في المشهد الإسرائيلي وتغطيها من زوايا مختلفة.
هل إسرائيل ناضجة لسياسة خضراء
  • أوراق إسرائيلية
  • انطوان شلحت
  • انطوان شلحت
  • 68
  • تصفح الملف

تضم هذه الورقة تقارير ومقالات عن سياسة الحفاظ على البيئة في إسرائيل، اضطلع بكتابتها باحثون من "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية"، وذلك في نطاق عدد خاص من مجلة "برلمانت" (برلمان) الإلكترونية الصادرة عن المعهد بعنوان "ديمقراطية خضراء".

كما يضم ورقة في موضوع "التغيرات المناخية في إسرائيل- ظواهر شائعة وانعكاسات محتملة على الأمن القومي" قدمت في إطار "مؤتمر هرتسليا السنوي الثامن" حول "ميزان المناعة والأمن القومي الإسرائيلي"، الذي عقد في كانون الثاني 2008، ومقالة حول "الوضع البيئي في البلدات العربية" بقلم عضو الكنيست دوف حنين، وهو رئيس مشارك للوبي البيئي- الاجتماعي في الكنيست.

ويعتبر الاهتمام بالبيئة في إسرائيل جديدًا، كما توضح هذه التقارير. غير أنه لا يزال أدنى بكثير من الحدّ المطلوب، بالمقارنة مع الاهتمام الذي تبديه "دول متطورة" تدعي إسرائيل الانتماء لها.

وبموجب الاستنتاجات، التي تخلص التقارير إليها، فإن السياسة الإسرائيلية العامة تقع في الوسط بين "السياسة القديمة"، التي يشكل الأمن المسألة الرئيسة فيها، وبين "السياسة الجديدة"، التي يعتبر موضوع جودة وسلامة البيئة من مسائلها المهمة. كما تنوّه الاستنتاجات نفسها أنه في البداية، وبسبب المتطلبات الأمنية وتحديات الساعة (الهجرة والاستيعاب)، كانت اعتبارات جودة وسلامة البيئة تعتبر ترفًا. لكن في العقدين الأخيرين، وفي أعقاب تعاظم النشاطات المدنية في مجال سلامة البيئة وتنامي الوعي بأهمية الموضوع في صفوف المواطنين وصانعي القرارات، لم تعد السياسة الخضراء تعتبر سياسة ساذجة، وإنما أضحت سياسة فاعلة في دفع موضوعات مهمة لوجود وحياة مواطني الدولة حاضراً ومستقبلاً، مع ضرورة الانتباه إلى التمييز في هذا الشأن، الذي لا يزال المواطنون العرب هم الضحايا الرئيسيون له، كما تشف عن ذلك الأوضاع البيئية في البلدات العربية. أما ساحات العمل المهمة والمؤثرة في دفع قضايا السياسة البيئية فهي منظمات المجتمع المدني والأحزاب العاملة في إطار السلطات المحلية. وبناء عليه يمكن القول إن السياسة الخضراء في إسرائيل تنمو من أسفل إلى أعلى.

قدّم لهذه "الورقة"، باسم مركز مدار، محرّر السلسلة أنطوان شلحت، الذي أشار إلى أن الخوض في موضوع حماية البيئة، من زاوية عقد المقارنة أو زاوية الصراع بين "السياسة القديمة" و"السياسة الجديدة"، كما سلفت الإشارة، لا بُدّ أن يثير تداعيات بشأن مسائل أخرى في داخل إسرائيل. من ذلك، مثلاً، أن النقد الذي بالإمكان استشفافه من التقارير بشأن تهميش الموضوعات المتعلقة بجودة البيئة ينطلق من اعتبار أن هناك موضوعات أخرى تُعدّ أكثر جوهرية في نظر المواطن الإسرائيلي، ومنها الأوضاع الاقتصادية- الاجتماعية. ومن شأن قراءة تبسيطية لهذا التحليل أن تجعل المرء يتوهم وجود حملات احتجاج جماهيرية واسعة النطاق ترفع راية النضال الاجتماعي في إسرائيل، في حين أن واقع الحال يدحض هذا الوهم. وفي هذا الصدد يتعين أن نعيد إلى الأذهان مقولة رسخها وزير الدفاع الإسرائيلي في حرب 1967 وفي الأعوام الأولى التي أعقبتها، موشيه ديان، منذ أن أطلقها في أثناء حرب الاستنزاف مع مصر، وفحواها أن إسرائيل لا تستطيع أن ترفع في الوقت نفسه رايتين- راية الأمن وراية الأوضاع الاجتماعية. وقد أشير مؤخرًا إلى أنه على الرغم من أنّ إسرائيل في العام 2008 هي مجتمع مختلف عن مجتمع العام 1967، إلاّ أن مفعول مقولة ديان هذه لا يزال ساريًا. ولكم أن تتخيلوا كم أن هذه المقولة، التي تنطبق على الموضوعات الأكثر جوهرية، تنسحب أيضًا بل وأكثر على موضوعات البيئة.

المصطلحات المستخدمة:

هرتسليا, الكنيست, دوف حنين, مركز

أوراق اسرائيلية

أحدث الأعداد