سجلت مناورات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الأيام الأخيرة، ذروة جديدة، بهدف الحفاظ على حكومته ذات الائتلاف الهش، لأطول فترة ممكنة، على ضوء الهزات التي بدأت تضرب بالائتلاف في مواجهته للهيئة العامة للكنيست، كما برز الأمر في سعيه للحصول على قرار من الكنيست يسحب بموجبه صلاحيات المسؤول عن قيود الاحتكارات في وزارة المالية، فيما يتعلق بحقول الغاز، لايداعها بيد نتنياهو وحكومته. وجديد نتنياهو الآن سعيه لتغيير قانون إعداد واقرار الموازنة السنوية العامة، بشكل يضمن له اقرار ميزانية لثلاث سنوات، رغم موقف المستوى المهني الكبير في وزارة المالية، الرافض للعودة إلى نهج ميزانية العامين، والابقاء على الميزانية السنوية.
منذ أن غنّت ثلاثية "جسر اليركون" لعمال البناء الذين يصفّرون من أعلى السُلّم، لم يعد هناك تصفير، ولا عمال بناء يهود. فاليوم، كل مقاول بناء في إسرائيل يؤكد أنه يرغب في تشغيل إسرائيليين لديه، تقريبا بأي ثمن، ولكن الإسرائيليين ببساطة ليسوا على استعداد لتوسيخ أيديهم في عمل صعب، ولذا حُكم على المقاولين بأن يشغلوا عمالا صينيين فقط.
أكدت دولة إسرائيل، في ورقة رسمية، أنها تنظر إلى مظاهرات المواطنين العرب فيها وأنشطتهم الاحتجاجية بمنظور أمني خالص وتعتبرها تهديدا أمنيا، لأنها تعتبر هذه المظاهرات والاحتجاجات "نشاطاً قومويا متطرفا ذا طابع تآمري"، وليس حقا أساسيا مكفولا، بالقوانين، لأي مواطن من مواطني الدولة!!!
كشفت أربع محطات سياسية صدامية شهدها الكنيست في الأسابيع القليلة الماضية عن اتساع الفجوة بين حزب "العمل"، المنخرط ضمن كتلة "المعسكر الصهيوني"، وبين كتلة "ميرتس"، إذ أن الأول عاد ليغيّب الفوارق المفترضة إسرائيليا بينه وبين حزب "الليكود" اليميني المتشدد، في حين أن كتلة "يوجد مستقبل" المحسوبة إسرائيليا على خانة ما يسمى بـ "الوسط"، أسقطها صنّاع الرأي الإسرائيليون من خانة "الاعتدال"، وكل هذا خلق جدلا واسعا في وسائل الإعلام الإسرائيلية خاصة المكتوبة منها.
أكد باحثان من "معهد دراسات الأمن القومي" في جامعة تل أبيب أنه في ضوء آخر المستجدات التي طرأت على الأوضاع الإقليمية، بات المطلوب من إسرائيل تفكير جريء يحدد أن ظاهرة "داعش" تشكل تهديدا أخطر حتى من التهديد الإيراني، حيث أن سيناريو نجاح هذا التنظيم في الاستيلاء على أراض في هضبة الجولان والتمركز فيها، سيضع إسرائيل في مواجهة طرف لا يخضع لـ"قواعد لعبة" كتلك القائمة بين الدول، على عكس إيران وسورية وحزب الله التي يخضع الصراع معها إلى "قواعد لعبة" منطقية ومنظمة.
قال المحلل العسكري الإسرائيلي البارز رون بن يشاي إن القدرة القتالية لتنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش") في سيناء تشكل تحدّياً جديداً للجيش الإسرائيلي.
وجاءت أقواله في سياق تحليل نشره في نهاية الأسبوع الفائت في الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، استهله بالقول: "إن الهدف من الهجوم الإرهابي الذي شنه تنظيم داعش في سيناء مؤخراً هو زعزعة الحكم المصري العلماني للرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر. لكن يبدو من التقارير الأولية وغير الواضحة الآتية من سيناء أن ليس السيسي وحده من يجب أن يقلق بل إسرائيل أيضاً".
الصفحة 465 من 613