خرجت الدفعة الخامسة من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس إلى حيّز التنفيذ السبت الماضي، وجرى ذلك في إطار المرحلة الأولى من هذه الصفقة، وبحسب معطيات هيئة شؤون الأسرى والمحررين فقد أفرجت حركة حماس عن ثلاثة أسرى محتجزين لديها مقابل مئة وثلاثة وثمانين من الأسرى الفلسطينيين.
يمكن النظر إلى هذه الدفعة من الصفقة كما لو أنها معركة لكسر الإرادة، وحرباً إعلامية لا تقل ضراوة عن تلك التي دارت في الدفعات الأربع السابقة، ولعلها حرب على الوعي أدواتها الصور الثابتة، والمقاطع المصورة التي تحبس الأنفاس، والتي يراد لها أن تُخلّد في ذاكرة الجمهور من الطرفين، من دلالات الترتيب والتنظيم الآخذة في الدقة والحرفية دفعةً بعد دفعة، وصولاً إلى المنصة والشعارات وأدوات الحكم والسلطة من وثائق وأسلحة وتغطية إعلامية وعمليات تسليم وتواقيع، تعيد إلى الأذهان ذلك السؤال الذي تكرر عن اليوم التالي لوقف إطلاق النار.
تواصل استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي عرض نتائج مرحلية، تشير بشبه اجماع، إلى أن حزبا قد يقيمه رئيس الحكومة الأسبق، نفتالي بينيت، سيحتل صدارة نتائج الانتخابات البرلمانية، فيما لو جرت في هذه الأيام، إلا أن نجم اليمين الاستيطاني، بينيت، لم يصدر عنه أي تصريح واضح، أو أنباء تدل على وجهته في تشكيل حزب جديد، أو تحالف قد يبادر له، يكون هو في مقدمته؛ وإن دلّ هذا على شيء، فإنه يدل على عدم رضا المستطلعين عن الوضع القائم، خاصة في المعارضة الصهيونية، وحتى في الفريق الحاكم، لذا هذا يجعلنا نستنتج بأننا سنكون أمام سيناريو متكرر في كل انتخابات برلمانية إسرائيلية، تحصل فيه قائمة جديدة على قوة زائدة في أولى الاستطلاعات، لكن قد تكون بعيدة عن النتائج الفعلية في يوم الانتخابات. في المقابل، فإن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ودعوته لتهجير أهالي قطاع غزة، قد يساهمان في رأب الصدع في حكومة بنيامين نتنياهو.
تُعَدّ العلاقات الصينية- الإسرائيلية من بين العلاقات الدولية التي شهدت تحوّلات ديناميكية خلال العقود الثلاثة الماضية، متأثرة بالتطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والتنافس بين القوى العظمى. فعلى الرغم من حرص الصين على توطيد علاقاتها الاقتصادية والتكنولوجية مع إسرائيل، فإنها لا تزال تتبنّى نهجاً دبلوماسياً متوازناً، ما بين التمسك بموقفها كـ "صديقة للجميع" وبين التفاعل الحذر مع النزاعات وخاصة الحروب الإسرائيلية على الفلسطينيين.
سجّل مستوى رضى الجمهور الإسرائيلي عن أداء حكومته في مجال العلاقات الخارجية في العام الأخير، 2024، انخفاضاً أوصله إلى حدّه الأدنى منذ العام 2013، أي قبل 11 سنة، بواقع (3,84 نقاط) يعكس هبوطاً حاداً جداً مقارنة بالمستوى الأدنى الذي سبقه، في العام 2023 ـ 4,82 نقطة. كما حصل تراجع حاد، أيضاً، في مستوى تقييم الجمهور الإسرائيلي لوضع دولة إسرائيل ومكانتها في العالم، من 5,03 نقطة في أواخر العام قبل الماضي (2023) إلى 4,31 نقطة في أواخر العام الماضي (2024)، وهو المستوى الثاني من حيث تدنّيه خلال العقد الماضي كلّه، إذ اعتبر أكثر من 70 بالمائة من هذا الجمهور أن الوصف الأنسب لوضع دولة إسرائيل الدولي اليوم هو "غير جيد" أو "غير جيد بتاتاً"، بينما تبدي أغلبية من هذا الجمهور (57 بالمائة) قلقاً عميقاً من تحوّل دولة إسرائيل إلى "دولة منبوذة" حيال استمرار الحرب في قطاع غزة وجرّاء السياسات الحكومية الرسمية، وذلك في مقابل 43 بالمائة فقط الذين يُبدون قلقاً ضئيلاً أو لا يشعرون بأي قلق، على الإطلاق.
في أول تصريحات أدلى بها الرئيس الجديد لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، الذي من المُقرّر أن يتسلم مهمات منصبه في شهر آذار المقبل خلفاً لرئيس هيئة الأركان العامة الحالي المستقيل هرتسي هليفي، قال إن الحرب (التي تشنها إسرائيل وبدأت في غزة وانتقلت إلى جبهات أخرى) لم تضع أوزارها بعد، وإن العام 2025 سيكون عام حرب مليئاً بالقتال والتحديات العسكرية، كون الأزمة لم تنته حتى الآن، ولأن التحديات الأساسية ما زالت ماثلة أمام الجيش. وشدّد على أن الحرب على غزة أثبتت أنه ينبغي على إسرائيل الاعتماد على نفسها، وخصوصاً في كل ما هو متعلق بالذخيرة والتسليح. كذلك شدّد على أن الغاية المُثلى للجيش الإسرائيلي تحت قيادته هو أن يثبت لـ "أعداء إسرائيل أنهم يواجهون قبضة قوية". وفي تهديد جليّ استشهد زامير بنص من سفر المزامير في التناخ جاء فيه: "أَتْبَعُ أَعْدَائِي فَأُدْرِكُهُمْ، وَلاَ أَرْجعُ حَتَّى أُفْنِيَهُمْ".
الصفحة 30 من 610