المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مع وزير الدفاع في حكومته، موشيه يعلون، أمس الاثنين، في ما وُصف بأنه "محادثة استيضاح"، في أعقاب توتر العلاقات بينهما عقب خلافات في مواقف، كان آخرها أقوال يعلون أول من أمس، الأحد، لضباط في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، حضهم فيها على عدم الخوف من التعبير عن مواقفهم حتى لو كانت مناقضة لمواقف الحكومة.

وفي ختام اللقاء أصدره نتنياهو ويعلون بيانا أكدا فيه أنه "ليس هناك اعتراض ولم يكن هناك شيء من هذا القبيل، على أن الجيش يخضع لأوامر القيادة السياسية وأن الضباط يتمتعون بحرية التعبير عن آرائهم في الاجتماعات ذات الصلة".

وفيما ترددت أنباء وتكهنات عن احتمال قيام نتنياهو بإقالة يعلون، إلا أن وسائل إعلام إسرائيلية أكدت في أعقاب اللقاء أن نتنياهو لن يقيل يعلون من منصبه.

وجاءت "محادثة الاستيضاح"، التي استمرت 50 دقيقة، بعد أسابيع برزت خلالها اختلافات كبيرة في المواقف التي عبر عنها نتنياهو ويعلون إزاء عدة قضايا.

فبينما استنكر يعلون سلوك الجندي الإسرائيلي إليئور أزاريا، الذي أعدم الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف، هاتف نتنياهو والد الجندي وعبر عن دعمه له. وفي أعقاب أقوال نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال يائير غولان، وتشبيهه الأجواء في اليمين الإسرائيلي في ظل الهبة الفلسطينية الحالية بالأجواء التي سادت ألمانيا إبان الحكم النازي عشية الحرب العالمية الثانية، عبر يعلون عن دعمه لغولان الذي تعرض لانتقادات من جانب وزراء وأعضاء كنيست في اليمين، وانضم إليهم نتنياهو الذي هاجم غولان بشدة.

وكان نتنياهو قد شارك في لقاء مع هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي بمناسبة عيد الفصح اليهودي، قبل أسبوعين، وصافح غولان واعتبر أن قضية تصريحاته الأخير انتهت وأنها "أصبحت وراءنا". لكن يعلون قال أول من أمس خلال لقائه مع ضباط إن عليهم ألا يخشوا من التعبير عن مواقفهم حتى لو تعارضت مع مواقف الحكومة، وقد تم تفسير ذلك بأنه حتى لو تعارضت مواقف الضباط مع موقف نتنياهو شخصيا.

وطالب يعلون الضباط بأن يعبروا عن مواقفهم حتى لو كانت تتعارض مع "التيار المركزي، وحتى إن خالفت الأفكار والمواقف التي تبنتها القيادة العليا أو المستوى السياسي". وشدد على أن "لا تخافوا، لا تترددوا، لا تهابوا. استمروا في شجاعتكم، ليس فقط في ميدان الحرب، وإنما حول طاولة المباحثات أيضا".

وتشكل أقوال يعلون ذروة في الخلاف في المواقف بين المؤسسة الأمنية، وفي مقدمتهم رئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، الذي طالب جنوده بعدم إفراغ ذخيرة بندقية بجسد صبية فلسطينية تحمل مقصا، وبين نتنياهو ووزراء دعوا إلى إطلاق النار على أي فلسطيني يشتبه بأنه سيطعن إسرائيليا وطالبوا المواطنين بحمل السلاح.

ورغم عدم صدور بيان في أعقاب "محادثة الاستيضاح"، إلا أن تقارير إعلامية إسرائيلية رجحت أن نتنياهو لن يقيل يعلون، وأنه لن يصعّد "أزمة الثقة" بينهما لدرجة الإقالة. وتحدثت التقارير نفسها عن أن توجه نتنياهو في الفترة المقبلة سيكون متعلقا بشكل كبير بنتائج المفاوضات التي يجريها من أجل توسيع ائتلافه وما إذا كان سيسلم حقيبة وزارة الدفاع لكتلة قد تنضم إلى الحكومة.

وفي هذه الأثناء، يجري نتنياهو اتصالات حول توسيع ائتلاف مع رئيس حزب العمل وكتلة "المعسكر الصهيوني"، إسحق هيرتسوغ. كذلك يحاول نتنياهو إقناع رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان، بالانضمام لحكومته.

ويصور هيرتسوغ والمقربون منه الوضع بأنه ينبغي إقناع قياديين مركزيين في كتلته بالانضمام للحكومة، من دون توضيح مضمون التفاهمات بينه وبين نتنياهو.

وقال مقربون من هيرتسوغ إن الأخير معني بالانضمام لحكومة نتنياهو على الرغم من المعارضة الواسعة داخل حزبه لخطوة كهذه. وقالوا إنه "ما زال بالإمكان حدوث خطوة كهذه" لكنهم تحفظوا في الوقت نفسه بالقول إن "احتمالية ذلك ليست مرتفعة".

وفي إطار المحاولات لتوسيع التأييد لخطوته، يعتزم هيرتسوغ اقتراح منصبين وزاريين ومنصب نائب وزير رفيع على ممثلي حزب "هتنوعا" (الحركة) برئاسة عضو الكنيست تسيبي ليفني داخل "المعسكر الصهيوني"، رغم أن ليفني وأربعة أعضاء كنيست من حزبها أوضحوا لهيرتسوغ، الأسبوع الماضي، أنهم يعارضون بشدة الانضمام إلى الحكومة.

رغم ذلك، اعتبرت مصادر مطلعة على التفاهمات بين هيرتسوغ ونتنياهو، أن "الاقتراح السخي" بتعيينات في مناصب وزارية، يمكن أن تليّن معارضتهم. لكن مقربين من ليفني قالوا إن "موقف حزب هتنوعا مبدئي وليس مرتبطا بمناصب".

ويرى هيرتسوغ أن تأييد أعضاء كنيست من حزب العمل للانضمام إلى الحكومة سيتزايد بعد مصادقة مؤتمر الحزب على اتفاق الانضمام للائتلاف الحكومي، وأن التقديرات تشير إلى وجود أغلبية في المؤتمر تؤيد الانضمام. وأوضح هيرتسوغ نفسه، أمس، أنه يتوقع من أعضاء الكنيست المعارضين أن يقبلوا قرار الحزب في حال حظي الاتفاق الائتلافي بتأييد مؤسسات حزب العمل. وقال إن "قرارات المؤسسات الديمقراطية للحزب ستلزم الجميع".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات