تشتد حالة الترقّب في أوساط الحكم الإسرائيلي، والأوساط والمؤسسات الاقتصادية والمالية، لمستقبل موجة كورونا الحاليّة، والتي تسجّل معدّلات غير مسبوقة في عدد الإصابات اليومية، في حين أن التقديرات تشير إلى احتمال أن تصل الحالات النشطة إلى ما بين 800 ألف وحتى مليوني شخص في غضون أسبوعين، وما سيرافق هذا من انعكاسات على الجهاز الصحي، وبشكل خاص على الاقتصاد من كل جوانبه، بعد أن سجّل الاقتصاد في العام الماضي 2021، وفق التقارير الأولية، معطيات فاجأت إسرائيل بكونها إيجابية نسبيا، مقارنة مع التوقعات الأولى وحتى المعدّلة لاحقا.
لا يجوز التعاطي مع تبعات القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية خلال جلسة خاصة عقدتها في هضبة الجولان السورية المحتلة يوم 26 كانون الأول 2021 وصادقت فيه على "خطة تطوير" استيطانية في هذه الهضبة وفي مستوطنة "كَتْسرين"، تنصّ على استثمار مئات الملايين من الشواكل من أجل مضاعفة عدد السكان في المنطقة خلال الأعوام المقبلة عبر إقامة وحدات سكنية جديدة وإنشاء مستوطنتين جديدتين، وتحسين نوعية الحياة، وتطوير الاقتصاد المحلي في منطقة الجولان، من دون التطرّق على نحو خاصّ إلى أداء "الطيف اليساري الصهيوني" في الحكومة والمتمثّل بالأساس في حزب ميرتس، نظراً إلى أن هذا الحزب كان حتى فترة قليلة يعتبر هضبة الجولان منطقة سورية محتلة بشكل لا لبس فيه، ويتبنى موقفاً فحواه أنه يتعيّن على إسرائيل، في نطاق اتفاقية سلام مع سورية، أن تنسحب منها إلى خطوط 1967.
صدر عن مركز أبحاث الكنيست، أواخر العام المنصرم، تقرير بعنوان: مسح لبيانات الأمان في العمل والصحة المهنية، والذي تم إعداده بطلب من رئيس اللجنة البرلمانية للأمان في العمل النائب أسامة السعدي (القائمة المشتركة)، مع التركيز على بيانات مديرية الأمان والسلامة والصحة المهنية. ويشير معدو التقرير في مقدمته إلى أنه لهذه الغاية تقدموا بطلب للحصول على معلومات إلى مديرية الأمان في العمل، ولكن "نظراً لضيق الوقت لإعداد هذا المستند، لم نتلقّ إجابات". وعليه فقد عُرضت معطيات تقارير صدرت في العام 2020، بالإضافة إلى معطيات إضافية متاحة.
كان لا بدّ لكلّ من يتابع منشورات "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" وإصداراته المختلفة عبر سنواته العديدة أن يلاحظ حجم الأصداء التي أثارتها في العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية نتائج استطلاع "مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية للعام 2021"، على غير عادة المنشورات والإصدارات المذكورة رغم كثرتها، لما في هذه النتائج، تحديداً، من تشخيصات لتدهور خطير ومتفاقم في مقومات ما يُسمى "الديمقراطية الإسرائيلية" عموماً، أو في أبرز وأهمّ هذه المقوّمات خصوصاً، من جهة أولى، والأهمّ ـ لما فيها (النتائج) من مؤشرات تؤكد "السبب المركزي" لهذا التدهور وتفاقمه المستمر، وفق ما يعتقده معدّو الاستطلاع ورؤساء المعهد المذكور، من جهة ثانية.
الصفحة 216 من 914