يصل عدد اصحاب حق الاقتراع في اسرائيل اليوم 4،3 مليون ناخب، وهو يشمل ابناء الثامنة عشرة فما فوق والمسجلين على انهم سكان دائمون في البلاد، باستثناء العرب الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة، والدروز في هضبة الجولان السورية المحتلة، وافراد جيش لحد الموجودين في اسرائيل وعائلاتهم، ممن لا يحق لهم التصويت في الانتخابات.
أعدّ حزب السلطة الاسرائيلية الحاكم، "الليكود"، حملة انتخابية خاصة بالمترددين، تلك "الاصوات العائمة" التي يقال انها ستحسم في حجم المعسكرين الكبيرين، اليمين واليسار، بعد ان باتت نتيجة الانتخابات بين الحزبين الكبيرين، "الليكود" و "العمل"، محسومة في صالح الاول.
وتقول الاستطلاعات ان نسبة هذه المجموعات من الناخبين تصل في قطاعات معينة الى اربعين بالمائة، لكن نسبتهم العامة من مجموع الناخبين الاسرائيليين لا تقل عن عشرين بالمائة.
في السبت الماضي ليلا، أضرمت النار في المقر الانتخابي لحزب "يهدوت هتوراه" في القدس، وإلى جانب الكنيس التابع لزعيم التيار "الليطائي"، الراب يوسف شالوم إلياشيف، رُسم صليب معقوف. ويدعي نشطاء "يهدوت هتوراه" أنهم يعرفون من قام بهذه الأعمال، لكنهم يترددون بإعطاء الأسماء للشرطة. من الواضح لديهم أنهم جاءوا من جمهور "الحريديم" نفسه.
إذا لم تحدث مفاجأة مزلزِلة، فإن أسوأ حكومة في تاريخ الدولة ستفوز في انتخابات الثلاثاء المقبل (28 الجاري)، وسيتحقق لها هذا الفوز دون أن تكلف نفسها عناء طرح برنامج سياسي - أمني، أو خطة للإصلاح الإقتصادي الإجتماعي. زعماء حزب السلطة يكتفون بإطلاق الشعارات الجوفاء من قبيل "مواصلة الحرب ضد الإرهاب" و"التنازلات المؤلمة"، والأنكى أنهم يهيئون الجمهور لتوسيع التقليصات في الميزانية وتعميق المس بالضعفاء والمعوزين كما لو أن ذلك قدر من السماء.كذلك فإن المعارضة الرئيسية تنظر إلى الإرتفاع في عدد العمليات الفلسطينية وإلى الهجمة السياسية كما لو كانا نتاج قوى غيبية أو إرادة إلهية وليس نتاج سياسة فاشلة. فهي، أي المعارضة، تتعاطى مع تفاقم البطالة والهبوط الحاد في النمو كما يتم التعاطي مع كارثة طبيعية، وليس كإفرازات للسياسة المذكورة ذاتها.
الصفحة 902 من 925