من المؤكد ان عملية السلام بيننا وبين الفلسطينيين تمر حاليا بمأزق، ليس بسبب الافتقار لخطط السلام، بل لانعدام الثقة بين شركاء السلام. فاسرائيل ـ وليست فقط اسرائيل ـ لم تعد تثق بياسر عرفات ، وربما ان الفلسطينيين أيضا باتوا غير واثقين من تصريحات أرييل شارون المتعلقة بتقديم "تنازلات مؤلمة" من أجل السلام. كما ان العديد من الاسرائيليين باتوا يشككون في قدرة الفلسطينيين على التصرف كشركاء سلام.هل هذا هو واقع الحال؟
سجَّل رئيس الحكومة الإسرائيية أرئيل شارون، ووزير الخارجية المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، نقطة فارقة اخرى في العلاقات المتعرجة والمثقلة بسوء الظن التي تسود بينهما في السنوات الأخيرة. وبعد ثلاثة اشهر من تصريح شارون بأن نتنياهو هو وزير خارجية ممتاز وسيكون سعيدًا جدًا ان استمر في منصبه، اكتشف نتنياهو ان هذا لن يحدث. وأنه قد يكون وزير ممتازاً للمالية، على سبيل الحصر!
لم تكن هناك حاجة للانتظار حتي اندلاع عملية التهجم الكلامية بين ولي العهد السعودي والقذافي السبت في شرم الشيخ، حتي ندرك عمق الشرخ القائم بين الدول العربية في قضية العراق. كما ان الجرأة الكبيرة التي أبداها حاكم احدي الامارات الخليجية عندما طرح مبادرة تطالب صدام حسين وأتباعه بمغادرة العراق كانت مجرد تعبير علني عن التصورات والمواقف السائدة منذ مدة بعيدة قبل القمة الحالية.
أخط هذه الرسالة في رأسي منذ أشهر طويلة، لأصدقائي في "ميرتس"، منذ أن قلت ما قلتُ أمامكم وتركت "ميرتس" بحزن. اليوم، والفشل الانتخابي لليسار من ورائنا، قد يكون فيما سأقوله إقتراح لقاعدة أمل جديد للمستقبل.يتحدثون عن حساب النفس في اليسار، وقد سمعت أصواتًا تقول وكأن الخطأ كان في إنعدام التصميم المطلوب، ضد الاحتلال وضد حكومة شارون، وكأنه من الواضح أن اليسار صادق، والآن ما تبقى هو طرح مواقف أكثر راديكالية وبمثابرة أكبر، وفي النهاية سيفهم الجميع. هذا هو الخطأ الأكبر على الاطلاق. الحرب لم تنشب لأن شارون أصبح رئيس حكومة، بل على العكس، شارون أنتخب بسبب الحرب.
الصفحة 845 من 894