قال د. آساف دافيد، المدير الأكاديمي لـ"منتدى التفكير الإقليمي" في إسرائيل، إن إسرائيل، وعلى رأسها مؤسسات الحكومة والأكاديميا والاعلام الممأسس، تحلّل ما يحدث في الجانب الفلسطيني من خلال المنظور الأمني.
وأضاف أن هذا ليس بالأمر الجديد، لكن هذا المنظور يقع في حقل أوسع، مؤسساتي- سياسي. ومن المهم إضاءة هذا الجانب "لأن الخطاب المؤسساتي- السياسي يتضمن عملياً معلومات من نوع معين تصقل وعينا وتقصي- وتخفي عملياً- معلومات من نوع آخر".
تشكل "مكانة العرب في إسرائيل" إحدى القضايا الأكثر خلافية بين مكونات "مجموعة الأغلبية القومية اليهودية". ويتضح أن "المعسكر الذي يشكك في فكرة الدمج المتساوي للعرب في إسرائيل، بل المعادي لها، هو المعسكر الأكبر بصورة واضحة، بالمقارنة مع المعسكر الذي يبدي استعدادا للتنازل عن مكانته التفضيلية لصالح دمج الجمهور العربي في شؤون الدولة والمجتمع على قاعدة المساواة، مع عدم التنازل ـ في معظم الحالات ـ عن تعريف إسرائيل بأنها الدولة القومية للشعب اليهودي"!
خلص البحث حول العلاقات بين اليهود والعرب في إسرائيل الذي أجراه طاقم من "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" إلى جملة من النتائج والخلاصات، أبرزها:
1. منظومة العلاقات بين اليهود والعرب في دولة إسرائيل تمتاز بالتعقيد وهي تسير في ثلاثة مستويات، غير متداخلة بالضرورة: مستوى الدولة، مستوى المجتمع ومستوى العلاقات الفردية ـ الشخصية. وتبين نتائج البحث أنه "في مستوى الدولة"، يمكن ملاحظة انعدام الاتفاق على قضايا جوهرية، بصورة واضحة، بينما يُلاحظ أن العلاقات أقل توترا بكثير "في مستوى المجتمع"، وأقل أكثر "في المستوى الشخصي"، بل هي إيجابية حقا في مجالات معينة.
تطالعون في الصفحة الثانية من هذا العدد عرضاً تحليلياً مُسهباً لبحث إسرائيليّ جديد أعدّه طاقم من "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" ونُشر في كتاب يقع في 184 صفحة صدر عن المعهد في أوائل تشرين الثاني الجاري تحت عنوان "شراكة محدودة الضمان ـ العرب واليهود في إسرائيل 2017".
الصفحة 476 من 894