تطوران رئيسيان اثنان حصلا خلال اليومين الأخيرين في المساعي المحمومة التي يقوم بها حزب "الليكود" الحاكم ورئيسه، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لسن القانون الجديد المعروف باسم "قانون التوصيات" الي يمنع الشرطة من تقديم توصيات في ختام تحقيقاتها الجنائية ونشرها على الجمهور بشأن تقديم، أو عدم تقديم، لائحة اتهام ضد المشتبه به (اقرأ تغطية مفصلة عن مشروع القانون، ص 6). فمن الجهة الأولى، أعلن رئيس "لجنة الداخلية" البرلمانية وصاحب المبادرة لسن هذا القانون، عضو الكنيست دافيد أمسالِم، تأجيل جلسة اللجنة التي كان مقررا عقدها أمس الاثنين لمواصلة النظر في تحفظات المعارضة على القانون، في إطار إعداده للقراءتين الثانية والثالثة. ومن الجهة الثانية، أعلن أمسالم نفسه أنه سيجري تعديل نص "مشروع قانون التوصيات" بحيث لا يسري على التحقيقات الجارية الآن مع رئيس الحكومة، نتنياهو.
لم يعد ثمة ما يمكن تسميته بـ "الصهيونية الدينية". فقد كانت هذه وتلاشت كليا. وعلى أنقاضها، تشكلت مجموعات اجتماعية مختلفة ما يفرّق بينها هو أكثر بكثير مما يوحّدها بكثير! ـ هذه هي النتيجة التي يقررها أحد أبرز الباحثين الإسرائيليين في شؤون "الصهيونية الدينية" وأحد المنتمين إليها، البروفسور كيمي كابلان، أستاذ "التاريخ اليهودي الحديث" في جامعة بار إيلان (المؤسسة الأكاديمية التي تشكل مركزا لتيار "الصهيونية الدينية").
تعريف:
نُشرت هذه المقاربة النقدية في كراسة "دليل العالم العربي" التي صدرت في مناسبة إقامة معرض خاص للفنان تامير تسادوك في متحف تل أبيب للفنون محوره "النظرة الإسرائيلية إلى العالم العربي". وترجمت المقاربة إلى العربية كما ظهرت في الكراسة ربى سمعان من "غلوكال للترجمة والحلول اللغوية". ويقدّم كاتب المقاربة، وهو الباحث الأكاديمي والمترجم من اللغة العربية يونتان مندل، قراءة معمقة في وقائع تجذّر مفهوم "الاستعراب" داخل المجتمع الإسرائيلي في شتى المستويات، وفي مقدمها المستوى الثقافي المؤدلج بالصهيونية، والمستوى الأمني الذي ما يزال يسعى لعسكرة كل مجالات الحياة المدنية في إسرائيل. ومندل هو عضو ناشط في "منتدى التفكير الاقليمي" وظهرت مقاربته هذه باللغة العبرية في موقع المنتدى على الشبكة (المُحرّر).
تواصل استطلاعات الرأي التنبؤ بضربة قاصمة جديدة لحركة "شاس" الدينية المتزمتة (الحريدية) لليهود الشرقيين (السفاراديم)، بحصولها على 4 أو 5 مقاعد على الأكثر، في ما لو جرت الانتخابات البرلمانية في هذه المرحلة، بدلا من 7 مقاعد حاليا. إلا أن الاستطلاعات لا تفسر وجهة الأصوات التي ستخسرها "شاس" افتراضيا، ما يضع علامات سؤال على دقة هذه الاستطلاعات بالنسبة لحركة أظهرت ثباتا في الساحة السياسية، برغم الانشقاق الذي واجهته قبل ثلاث سنوات.
خمسون عاماً مرت على الحرب العدوانية الإسرائيلية في العام 1967، التي أعادت ترسيم حدود دولة إسرائيل وأعادت، أيضا، تشكيل المجتمع الإسرائيلي. خلال ستة أيام، ازدادت المساحة الجغرافية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية بخمسة أضعاف فبدا وكأن الخطر الذي تهدد وجود دولة إسرائيل قد زال وتبدد. رأى قطاع واسع من الإسرائيليين أن الإنجازات العسكرية التي تحققت في تلك الحرب قد تشكل فرصة مواتية لإحلال السلام بين إسرائيل والدول العربية المجاورة، فيما رأى آخرون أنها إشارة إلهيّة لخلاص إسرائيل ورسالة تأمر بالتشبث بأية قطعة من الأرض، مهما كانت النتيجة، فانطلق مشروع بناء المستوطنات وتكريسها سعياً إلى "تثبيت السيطرة الإسرائيلية"!
لم يعد ثمة ما يمكن تسميته بـ "الصهيونية الدينية". فقد كانت هذه وتلاشت كليا. وعلى أنقاضها، تشكلت مجموعات اجتماعية مختلفة ما يفرّق بينها هو أكثر بكثير مما يوحّدها بكثير! ـ هذه هي النتيجة التي يقررها أحد أبرز الباحثين الإسرائيليين في شؤون "الصهيونية الدينية" وأحد المنتمين إليها، البروفسور كيمي كابلان، أستاذ "التاريخ اليهودي الحديث" في جامعة بار إيلان (المؤسسة الأكاديمية التي تشكل مركزا لتيار "الصهيونية الدينية").
الصفحة 244 من 339