موسوعة المصطلحات

مدار - بيديا موسوعة مصطلحات تحوي أكثر من 5000 مصطلح اسرائيلي

"المنظمة العسكرية القومية في أرض إسرائيل" هو الاسم الرسمي الكامل للمنظمة المعروفة باسم "إيتسِل"، التي أنشئت في العام 1931. وهي إحدى العصابات العسكرية اليهودية التي أنشئت قبل قيام دولة إسرائيل واعتُبرت منظمات إرهابية، ثم استمر بعض نشاطها لاحقا أيضا، حتى تم تفكيك الجزء الأساسي والأكبر منها لدى تشكيل "جيش الدفاع الإسرائيلي" بعد أسبوعين على قيام دولة إسرائيل.

أقيمت "إيتسل" بمبادرة من بعض القادة العسكريين الذين انشقوا عن منظمة "الهاغناه" الصهيونية العسكرية احتجاجا على ما أسموه"القيود البريطانية المفروضة على الهاغناه في تعاملها مع الثوار الفلسطينيين".

كان أعضاء "إيتسل"، في غالبيتهم الساحقة، من أعضاء حركة "بيتار" و"الحركة التنقيحية" في الحركة الصهيونية. وقد تولى زئيف جابوتنسكي، مؤسس الحركة التنقيحية، منصب القائد الأعلى لمنظمة "إيتسل"، حتى وفاته في الرابع من آب 1940. وخلفه في المنصب مناحيم بيغن.

وشعار هذه العصابة الإرهابية رسم ليد تمسك بندقية فوق خارطة "أرض اسرائيل" على ضفتي نهر الأردن، وكتب عليها بحروف كبيرة "راك كاخ" (هكذا فقط).

رفضت قيادة "الإيتسيل" قبول مبدأ ضبط النفس والمهادنة مع الانكليز والعرب، ورفضت قبول زعامة الييشوف ومؤسسات المنظمة الصهيونية.

وانطلقت أعمال هذه العصابة الارهابية في 14 تشرين الثاني 1937 عندما نفذ عدد من أعضائها سلسلة من العمليات ضد العرب في عدة مناطق من فلسطين. وقامت القوات البريطانية على الفور بالرد على هذه الأعمال بتنفيذ سلسلة من الاعتقالات والملاحقات، إلاّ أنها لم تكن مجدية لعدم تمكن الانكليز من قطع دابر هذه العصابة بشكل حاسم ونهائي، ما أفسح المجال أمامها لمتابعة أعمالها الإرهابية والتخريبية. وكثفت عصابة "الإيتسيل" من عملياتها الإرهابية في أيار 1939 في اعقاب صدور "الكتاب الأبيض" الذي حدّ من هجرة اليهود إلى فلسطين.

وأعلنت "الإيتسيل" عن تجميد عملياتها إثر دخول بريطانيا الحرب العالمية الثانية. وأظهرت هذه العصابة استعدادها لتقديم المساعدة لقوات الحلفاء، بما فيها بريطانيا، لمواجهة العدو المشترك - العدو النازي. وقامت بريطانيا برد جميل "الإيتسيل" هذا بإطلاق سراح قائدها ديفيد رزيئيل وأرسلته إلى العراق لتنفيذ بعض المهام التجسسية لصالح بريطانيا، إلاّ أنه لقي مصرعه هناك، وعُيّن بدله مناحيم بيغن.

نشبت خلافات داخل "الإيتسيل"، وخاصة حول آلية العمل والرد على الانكليز، فقام جناح بالانشقاق بزعامة ابراهام (يئير) شطيرن فأسس منظمة عسكرية أخرى أطلق عليها اسم "لوحَمي حيروت يسرائيل" (محاربو حرية اسرائيل)، والمعروفة اختصارا باسم "ليحي".

وصعّدت عصابة "الإيتسيل" من عملياتها الارهابية ضد الانكليز عندما لم تُغيّر بريطانيا من سياستها بالحدّ من شراء الاراضي في فلسطين وإقامة المستوطنات عليها، والحدّ من أعداد المهاجرين اليهود إلى فلسطين. وازدادت حدّة العمليات الارهابية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، إذ توصلت "الإيتسيل" إلى اتفاق مع "الهاغاناه" و"الليحي" حول تنسيق العمليات العسكرية ضد أهداف بريطانية وعربية فقامت هذه العصابة بتفجير فندق الملك داود في القدس في 22 تموز 1946 في أعقاب إعلان وزير خارجية بريطانيا ارنست بوين عن السياسة البريطانية الهادفة إلى الحدّ من هجرة اليهود إلى فلسطين والحدّ من تملك الأراضي والاستيطان. ولكن قيادة "الهاغاناه" قررت وقف التنسيق مع المنظمتين الأخريين بعد عملية فندق الملك داود، بينما استمرت "الإيتسيل" و"الليحي" في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد بريطانيا والعرب. وقامت السلطات البريطانية بإلقاء القبض على عدد من قياديي "الليحي" و"الايتسيل" وأصدرت عدداً من أحكام الإعدام التي نفذت العام 1947 في سجن عكا.

ونفذت عصابة "الإيتسيل" مذبحة دير ياسين في 9-4-1948 والتي ذهب ضحيتها أكثر من مئتين من أهالي القرية العُزّل.

وشاركت العصابة في معارك 1948 واندمج جنودها مع قوات "الهاغاناه" الذين كوّنوا معاً "جيش الدفاع الإسرائيلي"، بموجب اتفاق تم مع دافيد بن غوريون الذي أصبح رئيساً للحكومة ووزيراً لدفاعها. ولكن قياديي "الإيتسيل" حاولوا الانفراد في بعض المواقع وقاموا بتنفيذ محاولة لتهريب الأسلحة عن طريق استخدام سفينة التلينا التي أمر بن غوريون بإغراقها في نهاية حزيران 1948. وصدر قرار نهائي بحل "الإيتسيل" في أعقاب تنفيذ عدد من اعضائه عملية اغتيال وسيط الأمم المتحدة الكونت برنادوت في 22 ايلول 1948. وفي السنة نفسها أعلن بيغن عن تأسيس حزب "حيروت" بدلاً من "الإيتسيل"، ونقل إلى حزبه هذا المبادئ التي آمن بها خلال وجوده في قيادة "الإيتسيل". ونال مقاتلو "الإيتسيل" نفس مكانة مقاتلي "الهاغاناه" وكذلك نفس الحقوق التي تمنحهم إياها الدولة وجرى تكريمهم على دورهم وممارساتهم.