موسوعة المصطلحات

مدار - بيديا موسوعة مصطلحات تحوي أكثر من 5000 مصطلح اسرائيلي

عبارة عن كُرّاسة من تأليف/الطبيب اليهودي يهودا ليف بينسكر. صدرت العام 1882 في برلين بتوقيعه المستعار (يهودي روسي).

وتمت ترجمة هذه الكراسة إلى عدة لغات أوروبية، وترجمها إلى العبرية آحاد هاعام، ثم ظهرت بترجمات عبرية متعددة.

وعبّر بينسكر في كراسته هذه عن قلق وخوف اليهود في اوروبا بعد فشل حركة التحرر والمساواة (امنسيباتسيا)، وبروز ظواهر لاسامية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

وشدّد بينسكر على ضرورة ايجاد حل للقضية اليهودية.

الجديد في هذه الكراسة، أنها تطرح أن اللاسامية في نهاية القرن التاسع عشر لها جذور وخلفيات ناجمة عن عيش اليهود في حالة التشتُت، وأن الكراهية لليهود تعود إلى مكانة اليهود والتناقض بين اليهود وغيرهم من الشعوب التي تعيش في أوروبا وأماكن أُخرى من العالم. واليهود هم، تاريخياً، جسم غريب بين الشعوب، شعب تنقُصه القيم الموجودة لدى أُمم وشعوب تعيش بشكل طبيعي، هذا الشعب- اليهودي- موجود ولكن بدون دولة، وبدون لغة مشتركة، وبدون حياة مستقلة، وكالشبح الذي يسير بين الأحياء. لهذا فإن الشعوب الاخرى تخافه وترتاب منه. وترى الشعوب الاخرى في اليهودي روحاً شريرة، ومن هنا حصل مرض الخوف من اليهود (يودوفوبيا)، وهو عبارة عن ظاهرة الخوف من الارواح اليهودية الشريرة، وتُضاف على هذا الخوف عوامل اجتماعية واقتصادية ونفسية.

ويُضيف بينسكر أن الشعوب الأخرى تنظر بعين الشر إلى اليهود الغرباء، والمنافسين الأشدّاء لهم في كسب قوتهم ومعيشتهم واستقرار حياتهم. تجذر هذا المرض وتعمق في أوساط الشعوب المختلفة وتحول إلى مرض وراثي- على حدّ وصفه- منذ ألفي العام. لهذا- بحسب رأيه- لا يمكن مواجهة اللاسامية في تعليلات وإثباتات وحقائق عقلية كما جرت الامور في عصر التحرر والمساواة. والسبب في ذلك أن هذه الظاهرة- مرض الخوف من اليهود (يودوفوبيا) هي عبارة عن ظاهرة مرض نفسي في الأساس.

ويقترح بينسكر حلاً واحداً ووحيداً لمعالجة هذه الحالة المرضية النفسية، وهي عن طريق حل مشكلة أو قضية اليهود بواسطة إخراجهم (ترحيلهم) من وسط الشعوب التي يُقيمون فيها، وتركيزهم في منطقة خاصة بهم. وبعبارة أخرى وأكثر صراحة يوضحها بينسكر وهي منح جسم جديد معافى لشعب بدون جسم. ولم يقصد بالتحديد (أرض اسرائيل) بقوله: "إنه ليست الارض المقدسة هي التي تجيب عن طموحاتنا الآن وفي هذه الساعة". ولتحقيق منح أرض جديدة لليهود تتوجب عملية الحصول على موافقة دولية، والأهم من كل هذا تحقيق يقظة قومية يهودية بواسطة التحرر الذاتي.