موسوعة المصطلحات

مدار - بيديا موسوعة مصطلحات تحوي أكثر من 5000 مصطلح اسرائيلي

هي التسمية العامة للمؤسسات الحديثة لتأهيل رجال دين يهود (ربانيم/حاخامات). وتاريخيا تم تبني هذه التسمية للمرة الأولى في القرن

التاسع عشر للتمييز بين هذه المؤسسات وبين المعاهد الدينية التوراتية التقليدية. وانطلقت مؤسسات تأهيل رجال الدين اليهود من خلال مبادرة حركة "حكمة اسرائيل" التي تأسست على يد ليوبولد تسونتس وابراهام جييجر وزخريا فرنكل. وتمسك هؤلاء بالتوجه العلمي ـ النقدي في دراسة المواضيع المرتبطة باليهودية، وطالبوا باستخدام الأدوات العلمية الحديثة والمتقدمة في دراسة تراث اسرائيل.

وكان الدافع المركزي والأساسي لدى هؤلاء من منطلق عرض "اليهودية" بصورة مستنيرة ومنفتحة أمام عالم مسيحي اعتبروه معاديا ومناهضا لليهود واليهودية. وكان حلم جييجر أن تتم عملية تأهيل رجال الدين اليهود ضمن كليات اللاهوت في الجامعات الاوروبية (غير اليهودية) القائمة والناشطة في المدن المركزية في اوروبا. وطبيعي ألا يتحقق هذا الحلم، ما دفع إلى إقامة معاهد للتأهيل في المدن التي تقيم فيها جاليات يهودية كبيرة. فكان المعهد الأول في برسلاف (1854) ثم في برلين (1873) وتلاه " الكلية العبرية المتحدة" في سنسيناتي في الولايات المتحدة الأميركية، ثم في فيينا (1893). والهدف المعلن والمُصرّح به من وراء هذه المعاهد تأهيل رجال دين يهود ذوي توجهات نقدية معاصرة، يملكون قدرة على التعبير باللغة المحلية بصورة طليقة وحرة، وكذلك قدرة على النقاش والحوار مع الآخرين، خاصة مع المسيحيين في الغرب.

ويُطلب من رجل الدين اليهودي المعاصر أن يعرف جيدا أُسس فن الخطابة، وكيفية تنظيم برامج ونشاطات تعليمية للشباب والكبار، وأن يكون المتحدث أو الناطق الرسمي باسم الجالية التي يخدمها وذلك أمام المؤسسات الحكومية والشعبية على مختلف أنواعها.

بمعنى آخر، تبنٍّ مشابه للمهام ذاتها التي يقوم بها الكاهن المسيحي في اوروبا وذلك ضمن مجموعة من الأدوار الدينية والتعليمية والتثقيفية والاجتماعية العامة في البلدة التي يخدم فيها.

وتوقف عمل ونشاط عدد كبير من هذه المعاهد جراء ما حل بالجاليات اليهودية في اوروبا من كارثة في الحرب العالمية الثانية، إلاّ أن عددًا منها ما زال يعمل في الولايات المتحدة وفي بودابست في هنغاريا في اوروبا وفق المنهج التعليمي والتأهيلي ذاته.

وأنشئت وزارة الأديان الاسرائيلية بعد العام 1948 معاهد رسمية تحت إشرافها لتأهيل رجال دين، وكذلك أتاحت لهيئات وجمعيات مستقلة للقيام بمهام مشابهة ولكن تبقى عملية منح ترخيص بالعمل لرجال الدين اليهود في اسرائيل شأن حكومي، لكون رجال الدين اليهود موظفي دولة.