تقدير موقف

تقرأ وتحلل قضايا مستجدة وتستشرف آثارها وتداعياتها سواء على المشهد الإسرائيلي او على القضية الفلسطينية.
  • تقدير موقف
  • 34
  • وليد حباس
  • تصفح الملف

في 26/12/2025، أصبحت إسرائيل أول دولة تعترف بـ "صوماليلاند" (أو، "أرض الصومال")، وهي جمهورية قائمة منذ 1991 بحكم الأمر الواقع دون أن تحظى باعتراف من جامعة الدولة العربية (كونها تنفصل عن دولة عربية)، أو من الاتحاد الإفريقي (كونها تقع في القارة الإفريقية)، أو من الأمم المتحدة. اعتراف إسرائيل يعني منح "صوماليلاند" مظلة "حماية" إقليمية، انطلاقًا من موقع إسرائيل بوصفها قوة عسكرية واقتصادية وتكنولوجية، ومظلة حماية دولية باعتبار إسرائيل بمثابة الطريق الأقرب لحصول "صوماليلاند" على اعتراف الولايات المتحدة بها. 

منذ اندلاع الحرب على عزة، تواترت التقارير عن فرص إسرائيلية لتحقيق "اختراقات" سياسية في الشرق الأوسط، وعن مساعٍ لضم "دول" عربية أخرى إلى الاتفاقيات الإبراهيمية؛ لكن على ما يبدو فإن المساعي تشمل دولًا عربية جديدة. الى جانب "صوماليلاند"، تظهر في العالم العربي كيانات سياسية انفصالية أخرى، في اليمن وسورية وليبيا والجزائر، وتشترك جميعها في مسألتين: 1) كلها تطالب باعتراف دولي لتأسيس كيانات سياسية جديدة، و 2) كلها تفتح قنوات اتصال، مباشرة وغير مباشرة، مع إسرائيل باعتبارها "جواز مرور" إلى البيت الأبيض.

تقرأ ورقة تقدير الموقف هذه اعتراف إسرائيل بـ "صوماليلاند" كحلقة ضمن سياق أوسع، يُفهم على نحوٍ أدق عند مقارنته بسلوك كيانات انفصالية أخرى "تتودد" لإسرائيل. في القسم الأول، تُؤطِّر الورقة مبدأ "التطبيع مقابل الاعتراف" بوصفه مبدًا آخذًا في التبلور في الشرق الأوسط رغم حرب الإبادة. ويستعرض القسم الثاني ثلاث حالات مرشحة (بناء على تقارير إسرائيلية) للحذو حذو "صوماليلاند": 1) منطقة القبائل في الجزائر؛ 2) الإقليم الذي يسيطر عليه حفتر في ليبيا؛ 3) اليمن الجنوبي تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي. أما القسم الثالث والأخير، فيقدم قراءةً في تداعيات هذه التحولات على علاقة إسرائيل مع الشرق الأوسط.