في الرابع من حزيران 1982 اطلق مسلح فلسطيني الرصاص على السفير شلومو أرغوف موفراً لوزير الدفاع، ارئيل شارون، مبرراً لشن حرب للقضاء على <<منظمة المخربين المسماة م.ت.ف.>> . وبعد مرور 21 عاما، وقف رئيس الحكومة، ارئيل شارون، الى جانب ممثل رفيع عن "م.ت.ف" معلنا تعهده بتأييد اقامة دولة فلسطينية مستقلة. ليس هذا مجرد تزامن احداث بالصدفة: الطريق نحو العقبة بدأت في حرب لبنان. هناك بدأت صحوة كلا الشعبين من حلم حل النزاع بقوة الذراع. هناك بذر شارون بذور تقسيم ارض اسرائيل (فلسطين) الكاملة. وها هو يحصدها، اليوم، ربما بفرح وربما بالدموع.
يعتبر فيلم " اصدقاء يانا" الذي يصل ذروته في مشهد لمطارحة غرامية فريدة من نوعها، واحدا من افلام السينما الاسرائيلية الاكثر شعبية ورواجا خلال السنوات العشر الماضية. حيث تظهر في الفيلم مهاجرة من روسيا تتطارح الغرام مع رجل اسرائيلي اسود البشرة، في الوقت الذي يدوي فيه صوت صفارات انذار حرب الخليج (1990) فيضطران الى ارتداء الكمامات الواقية من الغاز. اعترت جمهور المشاهدين مشاعر الانفعال والسرور ازاء هذا المقطع الرائع، نظرًا لأن الاسرائيلي العادي يحقق ذاته حتى الذروة فقط في لحظات الحرب العاصفة.
كتب محمد دراغمة
كثيرة، وغريبة، وقاسية، وأحياناً قاتلة ممارسات الجنود الاسرائيليين بحق المارة عبر الحواجز، تماماً كما هم الجنود غريبون وقساة وغالباً مستعدون للقتل.
بعد أقل من اسبوع على تشكيلها، وجدت حكومة شارون الثانية نفسها أمام وضع مشابه لما كانت عليه الحال إلى ما قبل شهرين، عندما وقعت العملية الانتحارية السابقة. في تلك الايام تصدرت العمليات الانتحارية الفلسطينية واجهة المشهد، وكانت تتطلب <رد فعل فوري>، عادة ما يجيء مشابهاً لما كان حتى الآن – اجتياح وقتل وتدمير في مناطق السيادة الوطنية الفلسطينية.
الصفحة 820 من 894