يقول كاتب المقال، المؤرخ والباحث في العلوم السياسية آفي شيلون، إن سيرة جديدة صدرت في كتاب مطلع هذا العام، تركّز على حكايات ومحطات المحارب الاسرائيلي مئير هار تسيون، والذي أصبح شخصية أسطورية ومثيرة للجدل الإسرائيلي طوال حياته. ومع ذلك، فإن الأجزاء المخفية أو الضمنية في الكتاب هي بالتحديد ما يمكنها أن تشير إلى تعقيدات نفسه المصابة. هذا المقال يستعرض جوانب واسعة من سيرة هذا الضابط مشددا على أنه يختزل كثيراً من قصة حياة الصهيونية ومحطاتها وتطورها.
التقرير الذي موضع دولة إسرائيل في مكانة متدنية على تدريج مؤشر حرية الصحافة العالمي للعام الحالي 2020، قوبل بتجاهل تام تقريباً في وسائل الاعلام الإسرائيلية نفسها، على اختلافها، من أقصاها إلى أقصاها. على اتساع الطيف الذي يجمع صحافة تجارية وأخرى رسمية، الليبرالي منها والمحافظ واليميني العلني وذاك المقنّع، غابت هذه المعلومة.
أظهرت جولات الانتخابات الثلاث الأخيرة في إسرائيل أن القوة السياسية للمتدينين المتزمتين الحريديم ثابتة مع اتجاه للتزايد الدائم، ولا تتأثر بأي اهتزازات في الحلبة السياسية، وقد حافظوا على تمثيل كتلتيهم بـ 16 مقعدا في الانتخابات الثلاثة مع فائض من الأصوات، ما يؤكد أن قوتهم سترتفع في كل انتخابات مقبلة. وهذا هو ما جعلهم يحصلون على كل مطالبهم دون جهد زائد. وهم يفرضون أنفسهم على أجهزة المؤسسة الحاكمة، حتى في أزمة الكورونا، حينما ظهر أن الحريديم شكلوا نسبة 40% من اجمالي المصابين، ثلاثة أضعاف نسبتهم بين السكان، بسبب تمردهم على القيود بذرائع دينية، ونجحوا في اسكات الأصوات الغاضبة على جمهورهم.
الصفحة 324 من 894