المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

المسار البديل للجدار الفاصل الذي قدمه رؤساء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة أقرب الى مناطق A و B من المسار الذي أقرته الحكومة الاسرائيلية. وبموجب "هآرتس" التي اوردت النبأ (4 شباط) يـُبقي المسار المقترح عشرات المستوطنات في جانبه الغربي، لكنه يُبقي العشرات ايضا منها في جانبه الشرقي.
وينظر زعماء الاستيطان الاراضي المحتلة الى مسار الجدار الفاصل – المقدم لوزير الدفاع شاؤول موفاز وقائد المنطقة الوسطى موشيه كابلينسكي – باعتباره "خطاً أمنياً" لا سياسيا.

ومن الناحية العملية، تـُلحق خطة الجدار الى الجانب الغربي من الخط الفاصل قرابة 110 الاف فلسطيني (علاوة على الالاف المعدودة للسكان الفلسطينيين المتواجدين في الجانب الغربي لمسار جدار الفصل الذي اقرته حكومة شارون، من منطقة جنين في الشمال حتى منطقة مستوطنة "شعاري تكفاه"، قرب قلقيلية.

وتقول "هارتس" ان مسار الفصل الذي قدمه رؤساء المستوطنين يتجاهل تماماً المسار الجزئي الشمالي الذي اقرته الحكومة الاسرائيلية، "وعمليا، فهو يسلّم به كحقيقة منتهية". وذلك على رغم ان قسما فقط مختصرا من الاسيجة المخطط اقامتها على طوله اقيمت بالفعل. بالمقابل، هناك خط ملتو وطويل يشمل في داخله (من جهته الغربية) الكتل الاستيطانية المركزية في غربي الضفة الغربية (السامرة) ويعيش فيه حوالي 38 الف مستوطن في مستوطنات شفي شومرون، كدوميم، كرني شومرون، معليه شومرون، عمانويل، يكير، نوفيم، ريفافاه، كريات نطافيم، ارئيل، عيلي زهاف، بيؤودال وبيت اريه.

وفي المنطقة الواقعة غربي مستوطنات "بنيامين" يختلف المسار الذي يعرضه المستوطنون بصورة جوهرية عن "البديل الغربي" الذي لم تصدق عليه الحكومة الاسرائيلية الى الان. وكتبت "هارتس" ان المستوطنين في مخطهم البديل شددوا على اضافة مساحات واسعة من الارض اكثر من تشديدهم على اضافة المزيد من المستوطنين. ويمر المسار الحكومي "البديل" الذي لم يصدق بعد الى الشمال من مستوطنة "غفعات زئيف" وشارع 45، وفي تتمته يمر الى الشرق من مستوطنات حشمونئيم، موديعين عيليت، نيلي، نعلاه، عوفريم وبيت ارييه. ويرسم البديل الذي يعرضه رؤساء المستوطنين مسار جدار الفصل الى الشرق من مستوطنات "غرب بنيامين"، التي يقطنها حوالي ستة الاف مستوطن اضافي. وهذه المستوطنات هي: دوليف، طلمون، نيريه، حورشاه، نحليئيل، نفيه تسوف وعطيريت.

وفي المنطقة الواقعة بين هذين المسارين البديلين تقع 13 قرية فلسطينية يعيش فيها حوالي عشرين الف مواطن فلسطيني. ويكتب رؤساء المستوطنين في "كتلة مستوطنات غرب بنيامين" في الملحق المرفق بالخريطة المقدمة الى وزير الدفاع الاسرائيلي موفاز ان <<اهمية ادخال كتلة مستوطنات غرب بنيامين "الى داخل الجدار" تسوى "الثمن"..>>.

وهم يقولون ان سكان القرى الفلسطينية الثلاث عشرة هم <<اضافة بسيطة لا تذكر بالقياس بالمائتي الف فلسطيني المشمولين داخل منطقة "غلاف القدس".>> (بدون سكان القرس الشرقية البالغ عددهم مائة الف انسان).

ويشير رؤساء المستوطنين ايضا الى ان طول الجدار البديل الشرقي في هذه المنطقة اقصر بكثير. وتقول مذكرتهم الى موفاز ان <<مستوطنات غرب بنيامين اعلى وتسيطر على محيطها جيدا. اهميتها كبيرة لتوسيع ممر القدس من جهة وللدفاع عن الجبهة الخلفية لمنطقة غوش دان، للحفاظ على المجال الجوي لمطار بن غوريون ولمنع ضخ المياه الجوفية من مستودع اليركون – تنينيم>>.

ويطوق المسار الجنوبي في البديل الذي يعرضه المستوطنون مدينة بيت لحم من الشمال ويتجه الى الجنوب الشرقي، بحيث يشمل معظم مستوطنات "غوش عصيون"، ويحيط من الشرق والجنوب بمناطق B و A، جنوبي جبل الخليل. ويبقي هذا المسار الى الغرب من الجدار معظم مستوطنالت منطقة جنوب جبل الخليل، مثل تيلم، ادوره، نهوغوت، عوتنيئيل، سوسيه، ماعون وكرميل. بالمقابل، تبقى الى الشرق من الجدار الفاصل في هذا المسار جميع المستوطنات في شرق "غوش عصيون"، وبضمنها كفار الداد، تقواع، نوقديم ومعليه عاموس.

وتبقي خطط جدار الفصل التي قدمها المستوطنون الى الشرق من الجدار "مستوطنات ظهر الجبل" في منطقة نابلس مثل الون موريه، ايتمار، براخاه ويتسهار، وكذلك المستوطنات الموجودة عميقا داخل "منطقة بنيامين" (وسط الضفة – غرب) مثل شيلو، شفوت راحيل، معليه لافونا، ريحاليم وعوفره. كذلك فان قسما من مستوطنات شمال السامرة تبقى شرقي المسار المقترح للجدار مثل عيناف، سانور، حومش، حرميش ومابو دوتان. مقابل ذلك، يخلق مسار الجدار الفاصل الاستيطاني ممرا صغيرا في شمال الضفة الغربية يدخل الى داخل الجدار مستوطنتي غنيم وكديم (غربي جنين).

وكتب نداف شرغاي مراسل "هارتس" لشؤون الاستيطان ان تقديم خريطة الفصل البديلة لوزير الدفاع موفاز كان مقرونا بخلافات شديدة في اوساط المستوطنين ومجلس "ييشع". وتتزعم مجموعة المعارضين رئيسة مجلس مستوطنة كدوميم دانئيلا فايس التي ترفض مبدئيا اقامة جدران فاصلة وترى فيها "جيتوات" وعلامة على الضعف.

لكن غالبية رؤساء "ييشع" تؤيد ترسيم المسار البديل وتؤكد على انه "خط امني وليس سياسيا". ويقولون: "الفلسطينيون والولايات المتحدة واليسار لن يوافقوا ابدا على هذا المسار. قهو مريح لهم ولنا لغياب موافقة حوله بالذات. هم ونحن لا نصفه كخط سياسي بل امني يخضع لمتغيرات مستقبلية".

ويقول رئيس مجلس بنيامين الاستيطاني بنحاس فلرشتاين ان المسار الجديد يعرض "اكبر قدر من السكان اليهود واقل قدر من السكان العرب واقصى قدر من الارض".

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, موديعين, نيلي, راحيل

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات