المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

استكملت اسرائيل استعداداتها للحرب في العراق. وتؤكد الاجهزة المختلفة فيها ان احتمالات تعرضها لهجوم عراقي صاروخي ضئيلة جداً. لكن مباحثات جمعت مؤخراً بين قيادييها الامنيين والسياسيين اسفرت عن اتخاذ قرار برفع مستوى الجاهزية للحرب الى اعلى مستوى. ووصل مستوى التأهب في سلاح الجو الاسرائيلي ذروته، وتفيد المصادر الاسرائيلية المختلفة ان طائرات حربية تقوم على مدار الساعة بطلعات استكشافية ثابتة على امتداد الحدود، <<على امل تقليص مدة الهجوم في حال تحديد طائرة مشبوهة في طريقها الى اسرائيل>> (معريف 19/3).


واستكملت شبكة الدفاع الارضية انتشارها في مختلف ارجاء البلاد، بما في ذلك شبكان صواريخ ارض – جو، <<لاسقاط طائرات العدو التي تنجح بالوصول الينا>> (معريف). وتفيد الصحيفة المذكورة ان التقديرات الاسرائيلية المختلفة ترى ان احتمالات نجاح الطائرات المقاتلة العراقية المتبقية بيد صدام حسين بعبور مختلف انظمة الدفاع الاسرائيلية ورش مواد كيماوية على تجمعات سكنية في اسرائيل <<تضاهي الصفر>>.

واستكملت اسرائيل كذلك نشر بطاريات صواريخ الباتريوت في مختلف ارجاء البلاد، <<وهي جاهزة للانطلاق خلال ثوان – كتعزيز لبطاريتي حيتس المنصوبتين في "عين شيمر" بالقرب من الخضيرة وفي قاعدة "بلماحيم">>.

واصدر وزير الدفاع شاؤول موفاز اوامر باستكمال تجنيد الاحتياطي العسكري المطلوب تحسباً للحرب. وتقول المصادر الاسرائيلية ان تجنيد الاحتياطي ليس شاملاً بل الغاية منه تعزيز الوحدات العسكرية الموجودة في حالة تأهب قصوى، في الجبهة الداخلية وسلاح الجو والانظمة المضادة للصواريخ وشعبة الاستخبارات. ويصل عدد افراد الاحتياطي الملتحقين بالخدمة العسكرية بموجب الامر العسكري الطارىء الى 11 الف جندي.

ووصلت اسرائيل مجموعة اضافية من الضباط الامريكيين لتنسيق التعاون العسكري بين البلين. واتصل الرئيس الامريكي جورج بوش برئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون (الثلاثاء 18/3)، وكذلك فعل وزير الخارجية كولن باول، الذي هاتف وزير خارجية اسرائيل سلفان شالوم واطلعه على الخطوات الاخيرة المتعلقة ببدء الهجوم على العراق.

وعقدت الحكومة الاسرائيلية الامنية صباح الاربعاء (19/3) جلسة خاصة لتقييم الوضع، مع اقتراب موعد انتهاء الانذار الرئاسي الامريكي للرئيس العراقي صدام حسين واولاده بمغادرة العراق (ينتهي فجر الخميس 20/3).

ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن رئيس الوزراء شارون قوله في الجلسة المذكورة ان هناك خطراً منخفضا للمس بإسرائيل مؤكدا على ان <<اسرائيل ليست طرفا في الحرب في العراق>>. ويرى شارون ان على الاسرائيليين مواصلة الحياة الاعتيادية على رغم التأهب المعلن، منوهاً الى ان <<اسرائيل جاهزة لأي تطور>>.

يشار الى ان الحكومة الامنية الاسرائيلية هي المخولة اتخاذ القرارات المتعلقة بامن الدولة العبرية.

وكانت واشنطن تعهدت بابلاغ حليفها الاسرائيلي بموعد شن الحرب على العراق لكي تتمكن اسرائيل من تامين دفاعاتها في حال تعرضها لاي رد عراقي كما جرى ابان حرب الخليج عام 1991. وقالت المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي الجنرال روث يارون ان <<استعدادات الجيش الاسرائيلي بلغت مستوى متقدما جدا واننا نتابع الوضع باهتمام>>.

واضافت ان قيادة الجهاز المسؤول عن امن المدنيين في وقت الحرب قامت بالتعاون مع التلفزيون العام الاسرائيلي، بتدريب بمحاكاة انذار مفاجىء على الهواء لايصال التعليمات الى السكان.

ودعا الجيش الاسرائيلي الاثنين السكان الى شراء المعدات الضرورية لتجهيز غرفة محكمة الاقفال، من اجل حماية انفسهم من هجوم محتمل بالصواريخ العراقية برؤوس كيميائية وجرثومية.

وقد اتخذت اسرائيل سلسلة اجراءات تحسبا للحرب، مثل نشر بطاريات صواريخ مضادة للصواريخ، وتوزيع اقنعة واقية للغاز على السكان، وتوزيع كتيب يفصل الاجراءات الواجب اتخاذها في حال حصول هجوم، الى جانب القيام بلقاحات ضد الجدري لالاف عناصر القوات المسلحة والانقاذ.

واطلق العراق خلال حرب الخليج 39 صاروخا من طراز سكود برؤوس تقليدية على اسرائيل، الامر الذي تسبب بمقتل شخصين وجرح المئات واحداث اضرار مادية كبيرة، لا سيما في قطاع تل ابيب.

المصطلحات المستخدمة:

الخضيرة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات