المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

"على الرغم من ان احتمال تعرض اسرائيل للضرب هو احتمال ضئيل الا ان من واجبي، كقائد عسكري كبير، الانطلاق من فرضية ان شيئا ما سيحدث. وهذا ما نستعد له. بين درجة الجهوزية العالية في اسرائيل وبين النجاح في منع أي عمل ضدنا لا تزال هنالك مسافة بعيدة" ـ هذه الجملة، المفتاح في ما يتعلق باحتمال تعرض اسرائيل الى ضربة عراقية، هي لقائد عمليات مركزي. على الرغم مما يبدو من تناقض في هذا القول، الا ان هذه هي الفكرة التي توجه اسرائيل في البيانات والتصريحات الى الجمهور الواسع، من جهة، وفي الاستعدادات الامنية، من جهة اخرى. ورغم ان الخطر ضئيل، الا ان التوظيفات لمنعه ـ وفق التقديرات ـ كبيرة جدا.


تجاه الخارج، ستفعل اسرائيل كل ما في وسعها لاظهار ان الحياة فيها مستمرة بشكل طبيعي كالمعتاد. ليست هنالك نية لادخال الجمهور الى الملاجىء مع بدء الهجوم الامريكي ـ البريطاني ضد العراق، وستبذل جهود كبيرة لمواصلة الدراسة في المدارس بانتظام كالمعتاد.

وسيستمر الروتين، حتى، في الهجمات العسكرية التي يشنها الجيش الاسرائيلي منذ فترة ضد حماس والجهاد الاسلامي، وخاصة في قطاع غزة. في قسم العمليات في الجيش، وفي قيادتي منطقتين عسكريتين، وفي جهاز "الشاباك" بالتأكيد، ينوون مواصلة هذه الحرب. ولذلك، على الجمهور في اسرائيل ان يتوقع ايضاً عمليات انتقامية وعمليات تفجير في اسرائيل. واذا كان بمقدور حركة حماس الاستمرار في اطلاق قذائف القسام على سديروت، فستفعل ذلك خلال الحرب في العراق ايضا. بالمقابل، ولاثبات ان الحياة مستمرة كالمعتاد، لا ينوي الجيش الاسرائيلي منع دخول العمال الفلسطينيين الى اسرائيل منعاً تاماً. الرأي الغالب الان هو رأي اولئك الذين يعتقدون بانه يجب الامتناع عن فرض اغلاق مطلق على كامل المناطق او فرض منع التجول على قرى ومدن كثيرة، كما كان في حرب الخليج سنة 1991.

اوامر التجنيد لجنود الاحتياط ستصدر بأقل عدد ممكن. وأكثر ما يقيد تجنيد الاحتياط هو العوامل المالية ـ هنالك حذر في تجنيد أي جندي من الاحتياط، خشية ان يؤثر ذلك على الميزانية وعلى برامج العمل المستقبلية. المجندون هم ، بالأساس، من قيادة الجبهة الداخلية وسلاح الجو وشعبة الاستخبارات. جل العبء سيقع على كاهل هذه العناصر، وعلى جهاز اسرائيل الاعلامي.

* سلاح الجو ـ ما يتوقع حصوله في سلاح الجو ينبغي فحصه في مجالين اثنين الدفاع والرد الهجومي المحتمل. لا ينقص سلاح الجو، عملياً، أي جهاز حيوي وهام. حتى ان وزارة المالية التي تحاول، عادة، تقليص مصروفات الجيش واملائها، تتعامل مع سلاح الجو بكرم وسخاء.

كذلك في كل ما يتعلق بالمساعدات والتنسيق من الولايات المتحدة، لا ينقص اسرائيل اليوم أي شيء جوهري. مجال الانذار المتوفر لها من الاقمار الاصطناعية الامريكية باطلاق صواريخ من غربل العراق، مشابه لما كان متوفرا لها في حرب الخليج 1991 ـ حوالي 4،5 دقائق. الامريكيون والبريطانيون يستطيعون التحليق فوق اسرائيل، اذا ما رغبوا في ذلك، كما فعلوا في السابق.

وبالمقابل، تجرى تحضيرات عديدة لاحتمال ان تختار اسرائيل الرد على هجوم عراقي. اسرائيل تطمح في ان يكون ذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبعد تفهمها له. وفي كل الاحوال، ليست ثمة نوايا للمس بمواطنين عراقيين ابرياء.

* قيادة الجبهة الداخلية ـ احد التجديدات البارزة في استعداداتها هو وضع سرب من الطائرات المروحية من طراز "سايفن" تحت تصرفها. هذه المروحيات ستستخدمها قيادة الجبهة الداخلية، حسب طلب سلاح الجو، من اجل الوصول بأقصى السرعة الممكنة الى مواقع حساسة لفحص نوعية الاصابة ومدى الضرر. * الاستخبارات ـ في حوزة اسرائيل معلومات جيدة، قياساً بقدراتها. وبشكل طبيعي، فان معلوماتها عن غرب العراق افضل بكثير منها عن المناطق الاخرى فيه. في اللحظة التي يعبر فيها صاروخ ما الحدود العراقية باتجاه اسرائيل، يستطيع جهاز الرادار "أورن يروك" اكتشافه. تغطية افضل من الاقمار الاصطناعية ـ مع اثنين، ثلاثة اخرى ـ كان من شأنها توفير معلومات استخبارية افضل بكثير.

* الاعلام ـ ثمة جهات اعلامية عديدة، كما اقيمت مراكز اعلامية مختلفة، لكن التنسيق بينها ـ كما يبدو ـ يعاني من قصور. ثمة انطباع بأن توصيات مراقب الدولة، الذي تطرق في تقريره الأخير الى التكامل بين عناصر الاعلام والتعاون الوثيق بينها، لم تؤخذ بجدية ولم تطبق. اذا لم يبذل جهد اللحظات الأخيرة، قد يؤدي المر الى بلبلة الجمهور.

(هآرتس 19/3، الترجمة العربية: "مدار")

المصطلحات المستخدمة:

مراقب الدولة, هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات