المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

شكلت الاستعدادات الأمريكية للحرب ضد العراق أرضية صلبة لإسرائيل لكي تعزز من استعداداتها الميدانية من أجل توجيه ضربة عسكرية لـ "حزب الله". وتتحدث المصادر العسكرية والصحفية الاسرائيلية عن أن الخطة العسكرية تشمل "الاحتفاظ بنقاط تمركز محددة" داخل الأراضي اللبنانية. وأوضح المعلق الأمني في صحيفة "هآرتس"، أمير أورن، تقاسم العمل الجديد بين الإدارة الأميركية وإسرائيل بخصوص العراق ولبنان.


وقالت المصادر الاسرائيلية أن الخطة العسكرية ضد لبنان تتصل بالحرب الأميركية ضد العراق، وهي "تشير الى أن خطوة أميركية ضد العراق، خاصة إذا لم تكن ناجحة في مراحلها الأولية، أي في الأسبوع الأول، سوف تدفع الى ظهور أحداث أخرى. الإرهاب الفلسطيني هنا سيحاول الانضمام بشكل ما، كما أن هناك تقديراً بأن منظمة القاعدة في أرجاء العالم ستحاول فعل شيء ما، ومن هنا يأتي التقدير بأن حزب الله، في ظروف كهذه، من المحتمل جدا أن يقوم بتنفيذ سلسلة من العمليات".

وقال المراسل العسكري في القناة الثانية للتلفزيزن الاسرائيلي أن "حزب الله اليوم مؤهل، بالصواريخ التي يمتلكها، لتغطية كل شمالي البلاد تقريبا. وهذا يعني أنه يشكل أكثر من تهديد، ولكن حتى لو كان هذا الاحتمال ضعيفا فإن على الجيش الإسرائيلي الاستعداد له. وهذا الاستعداد يعني تدريب وحدات عسكرية، وقد تم هذا الإنجاز. وهناك خطط كاملة. وفي الجيش الإسرائيلي يفضلون بالمطلق عملية جوية. ولكن إذا لم تحقق العملية غايتها، فسوف يدخل الجيش الى داخل الأراضي اللبنانية. وبالمناسبة، عندما تنتهي هذه العملية فإن الجيش الإسرائيلي لن يعود الى خط الحدود الدولية، حيث يتواجد اليوم، وإنما سيبقى في العديد من النقاط داخل الأراضي اللبنانية على مقربة من السياج الحدودي لإبعاد حزب الله عن هناك".

ولكن ما تحدث عنه المراسل العسكري للتلفزيون كاحتمال ضعيف، أشار إليه المعلق الأمني في صحيفة "هآرتس"، أمير أورن، كاحتمال "شبه مؤكد". ومعروف أن أورن يعتبر من أقرب المعلقين الإسرائيليين الى المؤسسة العسكرية، وهو يشرف على برنامج إذاعي حول الاستراتيجية والتكتيك العسكري في إذاعة الجيش. وسبق له أن انفرد بنشر أنباء بالغة الأهمية، مثل الخطة الإسرائيلية لتفجير الوضع في لبنان، أو عملية اغتيال خبير المتفجرات في حماس المهندس يحيى عياش.

وكتب أورن في "هآرتس" أن "تقاسم العمل بين بوش وشارون يخصص العراق للأميركيين والمناطق الفلسطينية ولبنان للإسرائيليين". وبمصطلحات سلم الأولويات لدى شارون والمؤسسة العسكرية، فإن لبنان أولاً، ثم غزة بعد ذلك، أما العراق فلا، إلا في حالة تحقق السيناريو الأكثر تطرفاً.

وأضاف أورن أن "قادة في الجيش الإسرائيلي، في أسلحة مختلفة ومن دون تنسيق بينهم، تنبأوا في الأيام الأخيرة بلغة واحدة بأمر مبادرة عسكرية إسرائيلية، في ظلال المعركة الأميركية في العراق، من أجل إزاحة خطر الوسائل التقليدية لحزب الله. وحسب رأي هؤلاء، فإن إسرائيل ليست مضطرة لاحتمال وضع متواصل تتواجد فيه آلاف الصواريخ والقذائف، التي يغطي مداها النصف الشمالي من الدولة، والتي على زنادها تقف أصابع حسن نصر الله، بشار الأسد وآية الله خامنئي".

ومضى أورن قائلاً: "إنه في نظر هؤلاء الضباط، ثمة حاجة لعملية تركز على حزب الله، ولا تكون حفيدة >تصفية الحساب< ولا ابنة >عناقيد الغضب< فهروب اللاجئين (ومعهم أيضا المقاتلون) شمالا ألحق الضرر بإسرائيل وأتاح لحزب الله التعافي. والهدف المحدد للعملية، حسب أنصارها، ينبغي أن يكون تحرير إسرائيل ولبنان من الجهاز العسكري لحزب الله، تنفيذ البند الأخير في اتفاق الطائف الذي يلزم بنزع سلاح جميع الميليشيات في لبنان، واستعادة السيادة الكاملة للحكومة اللبنانية ونشر الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل".

وفي أشارة غنية بالمعاني يكتب أورن أن "التصعيد في الشمال شبه مؤكد. وإذا لم تفتح النار من الشمال، كنوع من استعراض قوة عربي في الوقت الذي يقاتل فيه الأميركيون العراقيين، سيكون هناك في إسرائيل من سيقترح توجيه ضربة استباقية، أو استفزاز حزب الله بشكل يستدعي ضربة أولية في أعقاب العملية". ويضيف أورن أن "مؤيدي العملية الذين يقدرون أن سلاح الجو، وألوية مشاة وقوات إضافية ستنفذها بنجاح لا يتعاملون معها بلا مبالاة. وحسب رأي قدامى لبنان بين الضباط الإسرائيليين فإن ستمئة مقاتل من حزب الله في خمس قطاعات سيكونون عدواً مريراً <<كما المقاومة في الشيشان وربما أكثر".

وعموماً ترى القيادة العسكرية الإسرائيلية في الحرب الأميركية ضد العراق "نافذة فرص"، قد تقود أيضا حزب العمل الى داخل حكومة شارون حسب أورن "من أجل مساعدة بوش في مراقبة شارون حتى لا يذهب أبعد من اللازم في لبنان".

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات