المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

*عدد سكان إسرائيل من دون القدس والجولان قرابة 7ر7 مليون نسمة، ونسبة العرب 8ر17% *الفجوة في الأوضاع الصحية تنعكس على معدل الأعمار بين العرب واليهود، وفي نسبة وفيات المواليد *48% من اليهود الإسرائيليين يعيشون في منطقة الوسط، و10% في الشمال*

أشار تقرير صادر عن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، إلى استمرار التراجع في معدل الولادات بين العرب في إسرائيل، مقابل استمرار ارتفاعها لدى اليهود، وهذا على الرغم من أن نسبة التكاثر السكان لدى العرب ما زالت أعلى، وهي 4ر2% مقابل 7ر1% بين اليهود، كما أن كل الزيادة في معدل الولادات بين اليهود، هي في مجتمع المتدينين الأصوليين (الحريديم) والتيار "الديني الصهيوني" الذي يشكل نسبة عالية من بين المستوطنين في مستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلة.

وقال مكتب الإحصاء في معطيات أولية عن العام 2012، ومعلومات تفصيلية عن العام 2011، إن عدد السكان في إسرائيل، بموجب المعطيات الرسمية، بلغ مع نهاية العام 2012 نحو 8 ملايين نسمة (أقل بـ 19 الفا)، من بينهم من اليهود المعترف بيهوديتهم، 6 ملايين و15 الفا، ويضاف لهم 319 الفا تعرّفهم إسرائيل على أنهم من غير اليهود، ولكن القسم الأكبر منهم هو من اليهود غير المعترف بيهوديتهم، اضافة إلى أكثر من 50 الف مسيحي أجنبي، من الذين هاجروا مع عائلات يهودية في الماضي القريب.

أما عدد الفلسطينيين، فيقول المكتب إن عددهم بلغ مع نهاية العام الماضي نحو 65ر1 مليون نسمة، إلا أن هذا العدد يشمل القدس المحتلة، التي فيها نحو 265 الف فلسطيني "مقيم" من غير المواطنين بفعل قانون الاحتلال، اضافة إلى نحو 24 ألف فلسطيني من المواطنين، وهم إما من فلسطينيي 48 سكنوا في محيط القدس أو انتقلوا من مناطق أخرى للسكن فيها، ويضاف إلى المقدسيين، نحو 20 الف سوري في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، ما يعني ان عدد الفلسطينيين من ذوي "المواطنة الكاملة" في إسرائيل، بلغ مع نهاية العام المنصرم، نحو 365ر1 مليون نسمة، ويشكلون ما نسبته 8ر17%.

ويقول التقرير ذاته إن معدل الولادات للأم العربية الواحدة، هبط من معدل 5ر4 ولادة للأم العربية الواحدة، إلى 51ر3 للأم العربية في العام 2011، بينما ارتفع معدل الولادات للمرأة اليهودية من 53ر2 ولادة في العام 1995 إلى 98ر2 ولادة في العام 2011.

لكن كل الزيادة في الولادات بين اليهود، تعود إلى كثرة الولادة لدى مجتمع المتدينين، إذ أن معدل الولادات لدى المرأة الاصولية (الحريديم) حوالي 8 ولادات للأم الواحدة، كذلك فإن المعدل مرتفع لدى المتدينات الليبراليات دينيا، والمتشددات سياسيا، وغالبيتهن في المستوطنات، ويبلغ المعدل بينهن ما بين 5 إلى 6 ولادات للأم الواحدة، وفي المقابل فإن معدل الولادات لدى النساء اليهوديات العلمانيات، خاصة كاللاتي يعشن في منطقة تل أبيب الكبرى، يلامس الولادتين وحتى أقل للأم الواحدة.

وتشكل هذه المعطيات قلقا في المؤسسة الإسرائيلية العليا، وهذا ما عبّر عنه بحث في جامعة حيفا صدر قبل نحو عامين، حذر من أن أكثر من 60% من اليهود في إسرائيل سيكونون في العام 2030 من المتدينين، ما سينعكس على طبيعة المجتمع اليهودي، ويدفع العلمانيين خاصة الشباب منهم للتفكير بالهجرة.

وفي المقابل، فإن تراجع الولادات بين الفلسطينيين يعود إلى تطور العصر والمجتمع، وتبقى معدل الولادات العالية جدا بين عشائر صحراء النقب (جنوبا)، فعلى سبيل المثال في مدينة راهط، كبرى مدن الجنوب، فإن نحو 51% من السكان فيها أعمارهم أقل من 18 عاما، ونسبة التكاثر في المنطقة هناك تفوق 3%.

أما على صعيد التكاثر السكاني، وحسب التقرير، فإن نسبة التكاثر العامة في إسرائيل كانت في العام 2011 8ر1%، وفق المعدل القائم في السنوات العشر الأخيرة، ولكن نسبة التكاثر بين اليهود وحدهم تبلغ 7ر1% وبين الفلسطينيين 4ر2%، وبطبيعة الحال، فإن نسبة التكاثر بين اليهود تعود لتنامي مجتمع الاصوليين وحدهم بنسبة 1ر3% ولدى المتدينين بنسبة 7ر2%، بينما المجتمع العلماني اليهودي يتكاثر بنسبة تقل عن 5ر1% وهي نسبة قريبة للنسب الأوروبية.

ويقول التقرير إنه في العام 2011 ولد في إسرائيل 166300 طفل، من بينهم 24% لأمهات عرب، و3% من دون تحديد الديانة، و73% لأمهات يهوديات، وبلغ عدد الوفيات في ذلك العام 40826.

ويتوقع مكتب الإحصاء أن يبلغ عدد سكان إسرائيل في العام 2035 ما بين 10 ملايين إلى 8ر12 مليون، وفق سيناريوهات تكاثر مختلفة، وستكون نسبة فلسطينيي 48 حوالي 24%.

معدل الأعمار

إلى ذلك، يظهر من تقرير مكتب الإحصاء مدى تردي الأوضاع الصحية لدى الفلسطينيين في إسرائيل مقارنة مع اليهود، وهذا ما ينعكس في معدل الأعمار، فبين النساء اليهوديات يبلغ المعدل 84 عاما مقابل 81 عاما لدى النساء العربيات، بينما يبلغ المعدل بين الرجال اليهود 80 عاما وتسعة أشهر، مقابل 76 عاما وسبعة اشهر لدى الرجال العرب.

كذلك تتكشف الفجوة في الأوضاع الصحية لدى الفلسطينيين في معدلات وفيات الأطفال، إذ بلغ معدل وفيات الأطفال الرضع العام 5ر3 طفل لكل ألف مولود، ولكن هذه النسبة تنخفض بين المواليد اليهود إلى 6ر2 بالألف، وترتفع بين المواليد العرب إلى 1ر6 مولود لكل ألف مولود.

وبموجب التقرير، فإن معدل أعمار السكان في إسرائيل أقل من المعدل القائم في منظمة الدول المتطورة OECD، إذ إن 2ر28% من السكان هم دون سن 14 عاما، بينما المعدل في دول OECD 5ر18%، في حين أن نسبة من هم من 65 عاما وما فوق بلغت 3ر10% مقابل نسبة 15% في دول OECD.

ويعود انخفاض معدل الأعمار إلى ارتفاع معدل الولادات، فنسبة من هم دون 14 عاما من العرب بلغت 5ر36% مقابل 3ر26% بين اليهود، ومن هم فوق 65 عاما 4% بين العرب مقابل أكثر بقليل من 12% بين اليهود.

ويستعرض التقرير سلسلة من المعطيات، ومن بينها توزيع السكان جغرافيا، ويتضح منها أن 41% من السكان يعيشون في منطقة الوسط، ويظهر أيضا أن 48% من اليهود يعيشون في منطقة الوسط، التي في مركزها منطقة تل أبيب الكبرى، في حين أن 43% من العرب يعيشون في منطقة الشمال، أي نحو 710 آلاف، مقابل 10% من اليهود يسكنون في الشمال، ما يعني أقل من 600 ألف.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات