المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

وسّع الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة من نطاق عملياته في الضفة والقطاع، في الوقت الذي شددت الحكومة الإسرائيلية من مواقفها ضد السلطة الفلسطينية. وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد التقديرات داخل المؤسسة العسكرية بأن الانتفاضة ستشهد تصعيدا إذا لم يتحقق اختراق سياسي في وقت قريب. وقد غدت الانتخابات الإسرائيلية ساحة صراع جديدة بين إسرائيل والفلسطينيين. واتهم عدد من الوزراء الإسرائيليين السلطة الفلسطينية عموما والرئيس ياسر عرفات على وجه الخصوص بالتدخل في الانتخابات. وأعلنت جهات رسمية فلسطينية عن قرب الانتهاء من بلورة خطة سلام فلسطينية جديدة لعرضها على معسكر السلام الإسرائيلي قبل الانتخابات.وكان الأسبوع الفائت قد شهد ارتفاع وتيرة العمليات الفلسطينية ضد القوات والمستوطنين، بشكل دفع المعلقين العسكريين الإسرائيليين الى التحذير من عودة الفعل الفلسطيني الى مستواه قبل عملية السور الواقي. وأسمى المراسل العسكري لصحيفة “يديعوت” شهر تشرين الثاني بـ ”تشرين الأسود” نظرا لحجم الخسائر الإسرائيلية من ناحية ولشدة كثافة الفعل الفلسطيني. وقد تجلى هذا التقدير في الرؤية الجديدة التي يعرضها الجيش والمؤسسة الأمنية في إسرائيل. وحسب صحيفة “معاريف”، فإن جوهر التقدير العسكري بات يقوم على ان الانتفاضة ليست على وشك الانتهاء، بل انها سوف تزداد شدة إذا لم يتم تحقيق اختراق سياسي.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز قد اتهم الرئيس الفلسطيني بالتدخل في الانتخابات الإسرائيلية. وقال ان “عرفات والسلطة الفلسطينية يحاولان بواسطة الإرهاب ليس فقط قتل أطفالنا ومواطنينا، وإنما كذلك التدخل في المعركة الانتخابية الديموقراطية في إسرائيل”. وقال مصدر أمني إسرائيلي ان “لدينا معلومات كثيرة عن تدخل فظ من جانب عرفات والسلطة في العملية الانتخابية”.

ويرى الإسرائيليون في تصريحات أدلى بها الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، من قادة "حماس"، وقال فيها إن العمليات الاستشهادية التي أسقطت في الماضي رؤساء حكومات سوف تسقط أيضا أرييل شارون، تأكيدا على هذا التدخل. كذلك تنظر أوساط إسرائيلية بقلق الى إعلان وزير الإعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبد ربه بأن السلطة تعكف على إعداد خطة سلام جديدة لتعرضها على معسكر السلام الإسرائيلي قبل الانتخابات. وبموجب عبد ربه، فإن الخطة سوف تكون استكمالا للمداولات التي جرت في حينه في طابا مع ممثلي رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك إيهود باراك. واعترف عبد ربه بأن الخطة ترمي الى كسب الرأي العام في إسرائيل وإقناع الناخبين بأن طريق السلام لا زالت مفتوحة.

وفي هذه الأثناء احتدم الصراع عنيفا بين أرييل شارون وبنيامين نتنياهو في المنافسة الجارية على زعامة الليكود والتي ستحسم في الثامن والعشرين من الشهر الجاري. واتهم نتنياهو شارون بالتهرب من الاشتراك في مناظرة تلفزيونية بحجة الانشغال بالشؤون الأمنية. ولوحظ أنه في الوقت الذي يصعّد نتنياهو من حدة هجومه الشخصي على شارون يعمد الأخير الى تجاهله تارة والى الإشادة به تارة أخرى. وقد فاجأ شارون الحكومة في جلستها الاسبوعية بالثناء على أداء نتيناهو الإعلامي في وزارة الخارجية.

ويرى معسكر شارون ان احتداد نتنياهو ينبع من تراجعه في استطلاعات الرأي التي تتحدث بعضها عن فارق حوالى ست عشرة نقطة لمصلحة شارون داخل الليكود. ويعترف أنصار نتنياهو بذلك، ولكن نتنياهو نفسه يعرض معطيات عن استطلاعات تفيد بتقليص الفجوة الى تسع نقاط فقط وأنه لم يفقد الأمل بعد بإمكانية تحقيق الفوز على شارون في الليكود.

المصطلحات المستخدمة:

معسكر السلام, رئيس الحكومة, باراك, الليكود

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات