تفتح هذه الورقة المكونة من 7 مقالات، وفق مترجمها، علاء حليحل، الكثير من الأبواب والنوافذ المطلة على المجتمع الإسرائيلي الآني، بعيداً عن الكليشيهات المعروفة والمستهلكة في العناوين الكبيرة، حيث تسقط الكثير من الحقائق التي تغيب أو تغيَّب عن (المواطن الإسرائيلي أولاً وطبعاً)، وسط ضجيج الإعلام الإسرائيلي الرسمي والتجاري.

الانتخابات الإسرائيلية حدث مركب وعميق ولا يكفي اختزاله في الأسباب الجاهزة: رفض السياسة العنصرية، التشدد والاستسلام لشارون، هذه أسباب صحيحة، ولكنها أحد أوجه العملة، والوجه الآخر موجود في هامش المجتمع الإسرائيلي الممزق.

والورقة (وغيرها من إصدارات "مدار") تبقى اقتراحاً للتعامل مع التطورات الإسرائيلية الداخلية، التي تنعكس على سياساتها الخارجية، وممارساتها الفعلية، خاصة إن الإعلام الإسرائيلي انتقل من الشارع والملصق إلى شاشة التلفاز بكل محاذيرها ومحدداتها، ما لا يكفي لفهم مغزى إقامة حفلة الديمقراطية كل سنتين بما يحمله من مؤشرات عدم استقرار، إضافة لارتفاع نغمة التناقضات الاثنية والطائفية، خاصة في خطاب حزب شينوي. هذا إلى جانب الدلالات التي يحملها دخول عومري شارون إلى حلبة السياسة من بوابة والده.