المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

أعلن وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس عزمه سن قانون أو أنظمة، من شأنها أن تمنع جمعيات خاصة من تسيير حافلات باص في أيام السبت، في اطار حركة احتجاجات شعبية لمناهضة حظر المواصلات العامة في أيام السبت في المدن والبلدات اليهودية، في حين أشارت معلومات جديدة إلى أنه لا أساس لادعاءات الحكومة بزيادة أعداد الحافلات التي تلقت ترخيصا بالعمل أيام السبت اليهود، إذ أن 70% من هذه الخطوط لا تعمل أيام السبت، أو أنها تعمل في الساعات الاخيرة من اليوم.

ويثير تصريح كاتس من جديد قضية حظر المواصلات العامة في أيام السبت العبري، الذي يبدأ من مغيب شمس يوم الجمعة، وحتى اكتمال الظلام مساء يوم السبت. وحظر المواصلات العامة أيام السبت مفروض كقرارات للشركات شبه الرسمية التي تشغّل خطوط المواصلات العامة، إذ لا يوجد قانون رسمي يحظر المواصلات العامة أيام السبت، ولكن هناك اتفاق غير مكتوب بين الحكومة والتيارات الدينية وخاصة المتزمتة منها، منذ العام 1948، بعدم تسيير المواصلات العامة.

وعادة تبقى الشوارع والطرقات مفتوحة في جميع المدن والبلدات اليهودية، باستثناء شوارع قليلة جدا في المدن الكبرى، إما أنها تمر بحي كله من المتدينين المتزمتين، أو يقع في الحي الكنيس الأكبر في تلك البلدة. ويمكن مشاهدة أن هناك حظرا كليا لحركة السير من حافلات وسيارات خاصة، في مستوطنات يسكنها المتزمتون فقط، مثل موديعين عيليت وبيتار عيليت وإلعاد، وبعض أحياء القدس.

ويتولى يسرائيل كاتس وزارة المواصلات بشكل متواصل منذ العام 2009، أي في حكومات بنيامين نتنياهو الثلاث. وكان كاتس قد فجّر ضجة بعد انتخابات 2015 حينما صرّح برفضه القاطع للسماح بتسيير مواصلات عامة أيام السبت، وقال يومها إنه يرفض سن قانون للسماح بعمل المواصلات العامة أيام السبت والأعياد العبرية، وأضاف "أن من يريد حركة مواصلات أيام السبت، عليه أن يتوجه إلى إسحاق هيرتسوغ"، رئيس حزب "العمل" في حينه، مشيراً إلى أن هذا مطلب اليساريين، الذي لا مكان له. ويومها تعرض كاتس لانتقادات حادة من أوساط علمانية في معسكر اليمين، ومن مصوتي حزب الليكود. وانهال ناشطون على كاتس غاضبين مستنكرين، ومن بينهم مصوتون لحزب الليكود، الذين قالوا إنهم صوتوا لحزب الليكود، وهم ليسوا يساريين، ويطالبون بتحرير حركة المواصلات في أيام السبت، لأن المتضرر من هذا القانون هم الفقراء، الذين لا يملكون سيارات خاصة تنقلهم إلى أماكن أخرى، يقضون فيها العطلة الاسبوعية.

وفي الآونة الأخيرة شرعت جمعيتان، تناهضان حظر المواصلات أيام السبت، في تسيير خطوط في المدن الكبرى، من أجل مساعدة من ليس لديهم سيارات خاصة، وحتى الآن توجد 10 خطوط، وتقول الجمعيتان إن مشروعهما سيتوسع لاحقا، طالما أن الحظر سار. وتضم الجمعية الأولى 3 آلاف عضو، والثانية 4 آلاف عضو.

وصرّح كاتس لإذاعة تابعة لليهود المتزمتين "الحريديم"، بأنه غاضب من هذه المبادرة، وبأنه أوعز للمسؤولين في وزارته بإعداد أنظمة، أو مشروع قانون يحظر عمل مثل هذه الجمعيات. وهذا تجاوب مع كتلتي الحريديم في الكنيست الشريكتين في الائتلاف الحاكم. إلا أن تصريح كاتس سيصطدم بحقيقة عدم وجود قانون يحظر المواصلات، كما أن حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني العلماني بزعامة أفيغدور ليبرمان سيعارض قانونا كهذا.

إلى ذلك، قال تقرير جديد لصحيفة "كالكاليست" إنه بعد فحص ميداني أجرته في الآونة الأخيرة، اتضح أن 70% من أصل 382 خط باصات حصلت على تراخيص للعمل أيام السبت، لا تعمل فعليا وبشكل كامل، بمعنى إما جزئيا أو لا تعمل بالمطلق، أو أنها تبدأ عملها فعليا في الساعة أو الساعتين الأخيرتين من يوم السبت. فقد ادعت الحكومة في ردها على التماس قدم للمحكمة العليا، يطلب الغاء حظر المواصلات، أنها في السنوات الأخيرة رفعت عدد التراخيص للخطوط في أيام السبت من 162 خطا إلى 382 خط باص. وتبين مما نشر أن قسما من هذه الخطوط تعمل بين مدينة عكا وبلدات عربية في الشمال، وليست كلها فاعلة، وأن خطوطا أخرى بين بلدات يهودية تبدأ بالعمل في الساعة الأخيرة من يوم السبت. ويقول التقرير إنه بعد الفحص، تبين أنه فقط 30% من الخطوط تعمل بشكل منتظم، وهي في مناطق عربية، و46% من الخطوط تعمل بشكل جزئي وهامشي، و24% لا تعمل كليا برغم ترخيصها.

 

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات