قبل بضع سنوات تحدثت مع أديبة إسرائيلية شابة. لقد فاجأني أنه رغم إحرازها لنجاح كبير وحيازتها على النقد البناء، بينما كانت صغيرة السن نسبيا، كانت تبدو غير واثقة بنفسها إلى حد كبير.
عندما سألتها عن السبب، قالت إن طفولتها كانت بمثابة جحيم. لقد اكتنف البيت سرّ دفين. سرّ فظيع جدا، كان يُمنع حتى السؤال عنه. وقد اكتشفت مع مرور الأيام أن والديها كانا في معسكر أوشفيتس. لقد كانت تعاني كل الوقت من الخوف، وكانت تحت تهديد دائم. "لم أشعر ذات مرة بالأمان"، قالت.
إذا كانت عائلة اسحاق رابين قد غفرت لأريئيل شارون وباتت ترى فيه مكملاً لطريق رئيس الوزراء المقتول فهذا حقها الكامل. ليس هناك أوصياء أكثر إخلاصاً لتراث الشخص من أبناء عائلته. لكني لست جزءاً من هذه العائلة، ولذلك عندما تتم دعوة شارون لإلقاء كلمة في الذكرى العاشرة لجريمة القتل، فإنني أسجل هنا تحفظاتي.
في اللحظة التي تسلم فيها رئيس الأركان الجديد، دان حالوتس، مهامه رسميا، احتججت مع مجموعة من المتظاهرين أمام بوابة وزارة الدفاع الإسرائيلية ضد تعيينه. وقد كان شعارنا: "أجنحتك ملطخة بالدماء". وهو بمثابة تذكير بالأقوال التي تفوّه بها بعد قيام سلاح الجو بإلقاء قنبلة تزن طنا على منطقة سكنية في غزة بهدف قتل ناشط "حماس"، صلاح شحادة. وقد قضت القنبلة كما هو معلوم، على حياة 14 فلسطينيا آخر، منهم تسعة أولاد.
اعترف بحق اللاجئين الذين طردوا من قبل إسرائيل في حرب 1948، من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة وذلك في كانون الأول 1948. وواصلت الأمم المتحدة المصادقة على هذا المشروع ولا تزال ملتزمة به هذه الأيام أيضًا. وهذا الحق (العودة) راسخ في القانون الدولي وأيضًا في مبادىء العدالة الكونية. ويمكن الادعاء كذلك، أمام كل من لا يرغب بالتسويغات الأخلاقية أو كل من يحتقر المواقف الأخلاقية والأيديولوجية، أنه بدون الاعتراف الإسرائيلي بحق العودة وتطبيقه بصورة تكون مقبولة على اللاجئين أو على من يتحدثون باسمهم، فإن جميع محاولات المصالحة سيكون مصيرها الانهيار، كما حصل فعلاً في عملية أوسلو التي تحطمت إلى شظايا في قمة كامب ديفيد، في صيف 2000.
الصفحة 755 من 894