إذا كان بنيامين نتنياهو قد نجح في إقصاء كل مَن يمكن أن ينافسه على رئاسة الليكود، وفي أن يقلص حجم التأييد له في الحزب، فإن نتنياهو "ينعم" بغياب البديل له في الساحة السياسية، وخيار البديل التقليدي الوحيد تاريخيا لحزب الليكود هو حزب "العمل"، رغم أن هذا الخيار سقط من خانة "الاحتمالات الواقعية"، منذ 15 عاما. وساهم في هذا خطاب حزب "العمل" وقادته على مر السنين. وبعد تراجعات متوالية لقوة هذا الحزب في الانتخابات البرلمانية، جاء إسحاق هيرتسوغ ليستعيد قسطا ليس قليلا نسبيا من قوة حزبه، ولكن بدلا من أن يستغل الأمر كرافعة للحزب كله وطرحه كبديل، عاد إلى مربّع سابقيه، وشرع في منافسة خطاب اليمين، ظنّاُ منه أن هذا يعزز احتمالات وصوله إلى رئاسة الوزراء. بيد أن تجارب الماضي وواقع الحلبة السياسية، يؤكدان أن هذا الاحتمال أقرب إلى الصفر، وهذه نتيجة ساهم في تثبيتها حديثا هيرتسوغ ذاته.
في نهاية تموز 2015 طرح حزب العمل الإسرائيلي صيغة سياسية جديدة، رأت تحليلات متطابقة أنها تشف عن تحوّل في موقف هذا الحزب في ما يتعلق بالاتفاق المستقبلي مع الفلسطينيين.
تزايد في السنوات الماضية حضور كبار المسؤولين السابقين في جهاز الأمن العام (الشاباك) في الحلبة السياسية الإسرائيلية، سواء بانخراطهم في المعترك السياسي كممثلين لأحزاب في الكنيست والحكومة، أو بحضورهم المتزايد في وسائل الإعلام كمحللين أمنيين، بحيث أصبحوا يحلون مكان كبار ضباط الجيش الذين أنهوا مهامهم العسكرية وأصبحوا في قوات الاحتياط.
الصفحة 611 من 885