ما زالت التحليلات التي تحاول استشراف الاتجاهات التي ستنحو إسرائيل نحوها في إثر السقوط المدوي لنظام بشار الأسد في سورية تتوالى، ويتعلّق معظمها بما يوصف بأنه "الشرق الأوسط الجديد" الذي يتم السعي لتكريسه من الآن فصاعداً. وبرز على السطح، خلال الفترة القليلة الفائتة، أكثر من أي شيء آخر، التقييم الذاهب إلى أن التقديرات السائدة في أروقة المؤسستين الأمنية والسياسية في إسرائيل تذهب إلى أنه في أعقاب إضعاف الجماعات التابعة لإيران في المنطقة وسقوط نظام الأسد، هناك فرصة استثنائية لضرب المنشآت النووية الإيرانية. ولذلك يواصل سلاح الجو الإسرائيلي زيادة استعداداته وجهوزيته لمثل هذه الضربات المحتملة في إيران.
خفضت منظمة التعاون والتنمية الدولية OECD تقديراتها لنمو الاقتصاد الإسرائيلي في العام الجاري، الذي شارف على الانتهاء، ليصبح أقرب إلى الصفر، وأيضا للعام المقبل 2025، ورفعت تقديراتها للتضخم المالي، في وقت تؤكد فيه آخر التقارير الإسرائيلية الرسمية أن العجز في الموازنة العامة كسر نهائيا كل التقديرات السابقة، حتى المعدّلة الأخيرة، وسيصل في نهاية هذا العام إلى 8%. ورغم المعطيات الاقتصادية السلبية، فإن قوة الشيكل أمام الدولار وسائر العملات في العالم في ارتفاع، وسجل في الأسابيع العشرة الأخيرة ارتفاعا بنسبة تقارب 7.6%، ما يجعل هذا الأمر لغزا اقتصاديا، على الأقل مرحليا، إذ لا يوجد جانب اقتصادي إسرائيلي واحد يُظهر إيجابية، وبضمنها تراجع الاستثمارات في الاقتصاد الإسرائيلي.
أعد مركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست الإسرائيلي بحثاً بطلب من لجنة النهوض بمكانة المرأة، قبيل إحياء اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد النساء، في الكنيست. ويعرض في بدايته بيانات الشرطة المتعلقة بملفات العنف والتهديدات للعام 2023 (العام الأخير المتوفرة بياناته كاملة) مقارنةً بفترة الحرب وما سبقها. كما يشمل البحث بيانات وزارة العمل الرفاه حول التوجهات وتقديم الخدمات المتعلقة بالعنف الأسري خلال الحرب مقارنة بالفترة المماثلة السابقة.
أكدت نتائج استطلاع الرأي العام الأخير الذي أجراه "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية"، ونشرها في أوائل كانون الأول الجاري، استمرار التراجع في "المزاج القومي العام" في إسرائيل، وهو ما يعكسه التراجع في نسبة الإسرائيليين الذين يبدون تفاؤلاً حيال مستقبل الأمن القومي الإسرائيلي وحيال مستقبل النظام الديمقراطي في إسرائيل، مقارنة بالأشهر السابقة، بما يقرّب هذه المعدّلات من مستواها الأكثر انخفاضاً في صيف العام الماضي، 2023. وقد عزا معدّو الاستطلاع هذا التراجع خلال الشهر الأخير بالمقارنة مع شهر تشرين الأول الذي سبقه (مستقبل الأمن القومي: من 53 بالمائة إلى 44 بالمائة، مستقبل النظام الديمقراطي: من 43 بالمائة إلى 38 بالمائة) إلى تراجع التفاؤل بين الجمهور اليهودي بشكل خاص، بينما سُجّل ارتفاع في معدل التفاؤل بين الجمهور العربي خلال الشهر الأخير.
الصفحة 61 من 923