المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

تقارير إسرائيلية شبه رسمية سابقة حذرت من أن أوروبا تحولت إلى "مكان غير آمن بالنسبة إلى اليهود"!

سجل خلال العام 2014 الفائت ارتفاع ملحوظ بنسبة 38% في عدد مظاهر معاداة السامية في شتى أنحاء العالم وخصوصاً في أوروبا الغربية.

وذكر تقرير نشره "معهد كانتور" في جامعة تل أبيب الأسبوع الماضي في مناسبة حلول ذكرى المحرقة النازية، إلى أن العام 2014 شهد ارتكاب 766 اعتداء على يهود ومؤسسات يهودية مثل كنس ومراكز مجتمعية ومدارس بالإضافة إلى مقابر ونصب تذكارية وممتلكات خاصة.

وأشار التقرير إلى أن أحد أسباب ازدياد مظاهر معاداة السامية يعود إلى عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة الصيف الماضي، فضلاً عن أجواء الكراهية والعنف التي يغذيها صعود تنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش") والدعاية التي يروّجها.

وكانت عدة تقارير إسرائيلية شبه رسمية قد حذرت في الآونة الأخيرة من أن أوروبا تحولت إلى مكان غير آمن بالنسبة إلى اليهود.

 

وآخر هذه التقارير ظهر في صحيفة "يسرائيل هيوم" المقربة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعد الهجوم الذي وقع في المتحف اليهودي في العاصمة البلجيكية بروكسل الصيف الماضي وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين بجروح.

وذكر التقرير أن اليهود في بروكسل يشكلون نحو 3ر0% من السكان. وتكفي هذه النسبة المعتدين كي يختاروا بلجيكا كهدف مفضل للإرهاب.

وأضاف أن أول هجوم وقع هناك كان في عيد الفصح العام 1979 حين هاجم ثلاثة فلسطينيين مطار بروكسل، أما الهجوم الأخير فهو الذي جرى في المتحف اليهودي وسط بروكسل. وثمة تخوف من أن هذا الهجوم لن يكون الأخير، نظراً إلى أن أوروبا عامة وبلجيكا بصورة خاصة، تحولتا إلى مكان غير آمن بالنسبة إلى اليهود.

 

وأشار التقرير إلى أنه يتعيّن على بلجيكا ومعها أوروبا كلها، مراجعة نفسها لمعرفة كيف سمحت هذه القارة التي شهدت، قبل 70 عاماً، أبشع فظائع تاريخ البشرية (المحرقة النازية)، للعداء للسامية بالظهور من جديد، سواء تحت اسم الإسلام الراديكالي أو اليمين المتطرف، حيث يجد اليهودي نفسه بين المطرقة والسندان.

 

وأكد أن من الجيد أن إسرائيل موجودة، لكن يبدو أنها هي أيضاً تحولت إلى سبب من أسباب العداء للسامية. فالعداء للصهيونية يمنح اليوم الشرعية للعداء الحديث للسامية. وليس هذا بالأمر الجديد، فقد تنامت هذه الظاهرة بدءاً من الانتفاضة الثانية خلال الأعوام 2000- 2004.

وقال التقرير إن الهجوم الذي جرى في بروكسل، والاعتداء على شقيقين يهوديين صغيرين في ضاحية من ضواحي باريس أثناء توجههما إلى صلاة العشاء، يذكران من جديد بأن زيارة مؤسسة يهودية- كنيس أو متحف- أمر خطر.

 

وأضاف أنه في العام 2013، سُجلت في بلجيكا 88 شكوى على خلفية العداء للسامية، مما يسجل ارتفاعاً بالمقارنة مع العام 2011 (62 شكوى)، والعام 2010 (57 شكوى). ويحدث هذا في دولة يبلغ عدد اليهود فيها مجرد 34 ألفاً، ويجب أن نأخذ في الحسبان حوادث كثيرة لم تسجل ضمن الإحصاءات. أما في فرنسا حيث الجالية اليهودية أكبر بكثير، فإن الاعتداءات على اليهود أكثر. فقد شهدت فرنسا العام 2012 نحو 614 حادثة على خلفية العداء للسامية، في حين جرت في العام الذي سبقه 389 حادثة. وتشهد فرنسا ارتفاعاً مطرداً في موجة العداء للسامية.

 

ولفت التقرير إلى أنه في الأعوام الأخيرة أصبحت بلجيكا شديدة الانتقاد لإسرائيل. وهي لا تختلف في ذلك عن أغلبية دول الاتحاد الأوروبي التي تعتبر أن إسرائيل هي المعتدية، والمحتلة، والتي تمارس القمع. ولا تتسم وسائل الإعلام الأوروبية بالموضوعية في معالجتها للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، كما أنها تعتبر إسرائيل "دولة أبارتهايد". ولم يسأل أحد من هذه الوسائل الإعلامية لماذا يُعالج أعداء إسرائيل في المستشفيات الإسرائيلية (في إشارة إلى معالجة الجرحى السوريين في المستشفيات الميدانية التي أقامتها إسرائيل منذ بداية الحرب الأهلية في سورية). وبناء على ذلك يتعيّن على حكومات أوروبا أن تستيقظ لأن هناك ثمناً باهظاً أحياناً للانتقاد غير المنضبط ضد إسرائيل.

 

وختم التقرير: "إن العداء للسامية كان موجوداً على الدوام وسيبقى. أسبابه هي التي تغيرت. واليوم، إسرائيل هي سبب العداء للسامية. ويجب على حكومات أوروبا محاربة هذه الظاهرة وعدم صب الزيت على النار. إن تصوير إسرائيل كشيطان سيرتد وبالاً على أوروبا، فالشيطان الحقيقي يعيش داخلها".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات