المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

تنوي وزارة الدفاع الاسرائيلية نقل <السياج الامني> الذي يجري بناؤه بنحو عشرين كيلومترًا الى داخل الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وجاء في اقتراح لوزارة الدفاع سيعرض قريباً على الحكومة ان الترسيم الجديد للسياج سيمكن من حماية سلسلة مستوطنات <اريئيل> و <قدوميم> شمال الضفة الغربية (غربي <السامرة>) لضمان بقائها غربي السياج.

وكان الترسيم الاول قد نقل الى عدة كيلومترات داخل الاراضي الفلسطينية الى الشرق من النظام الدفاعي الذي يحمي مستوطنة <ألفي منشه> الواقعة بالقرب من مدينة قلقيلية.

من جهة اخرى افادت الصحف ان رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون يعتزم اقامة سياج امني ثانٍ شرق الضفة الغربية ليمكنه من السيطرة على غور الاردن.

وكان <السياج الامني> الذي انطلقت فيه الاشغال في حزيران 2002 مبدئياً يهدف فقط لحماية اسرائيل من الهجمات الفلسطينية في ترسيم لا يتطابق إجمالاً مع ترسيم <الخط الاخضر> الذي يفصل اسرائيل عن الضفة الغربية بطول 350 كلم.

ومن المتوقع ان تنتهي المرحلة الاولى من الاشغال بطول 120 كلم في حزيران 2003.

وهناك <إصبعان> إثنان باتجاه <قدوميم> و <أريئيل>، في مسار الجدار الذي سيُقدّم لرئيس الحكومة في الأيام القريبة، والذي سيضم إلى الجانب الغربي للجدار حوالي 40 ألف مستوطن، و 2500-3000 فلسطيني.

وقد أتمت وزارة الدفاع الاسرائيلية ترسيم المسار لجداري الفصل - الجدار الغربي، الذي سيُبنى بموازاة <خط التماس>؛ والجدار الشرقي، الذي سيفصل بين التجمعات الفلسطينية الممتدة من جبال الضفة الغربية وحتى غور الأردن.

وتحدث اريئيل شارون عن أهمية الجدار الشرقي في جولة له مع وزراء الحكومة عند <خط التماس>، قبل أسبوع، ولكن التخطيط المفصّل والميزانية متوفران في الوقت الحالي للجدار الغربي فقط.

واليوم، تتواجد المرحلتان الأوليان لمشروع الجدار، من "محولاه" إلى جانب "بيت شآن" (بيسان) وحتى "ألقَناه" الواقعة إلى جانب "روش هعاين" (رأس العين)، بتكلفة إجمالية تصل إلى ملياري شيكل بالتقريب. ويتوقعون في وزارة الدفاع الاسرائيلية إتمام البناء حتى نهاية السنة. ولم يكن تخطيط المقاطع الأولية منوطًا بمشاكل سياسية معقدة، وذلك لقلة المستوطنات المجاورة لخط التماس في الجزء الشمالي من الجدار.

والآن، وصل المخططون إلى القسمين المركزي والجنوبي لخط التماس، من مستوطنة "ألقناه" وحتى <جبل عمشا> إلى جانب عراد. ويثير ترسيم الجدار مشكلة سياسية، نتيجة إقامة التكتلات الإستيطانية الكبيرة في غربي الشارون و مستوطنات "غوش عتصيون" على طوله، بالاضافة إلى المستوطنات الواقعة جنوبي الخليل. وأقيمت هذه المستوطنات من أجل توسيع <الخط الأخضر> نحو الشرق، وسيُقام إلى جانبها الآن جدار فاصل.

وكان الاعتبار الموجه لمخططي الجدار إعتبارًا ديمغرافيًا: ضم ما أمكن من اليهود واستثناء ما أمكن من الفلسطينيين، عبر الجانب الغربي من الجدار. وستقترح وزارة الدفاع على شارون بناء جدار مزدوج، في مناطق مثل مستوطنة "بيت أرييه"، حيث تبقت فيها <جزر> من القرى الفلسطينية إلى جانب المستوطنات.

وتقول مصادر أمنية اسرائيلية رفيعة إن الجدار الفاصل لا يرسم حدودًا سياسية، ويذكرون أن إسرائيل اضطرت بعد الانسحاب من لبنان، لإزاحة الجدار الشمالي في أماكن شذت فيها عن الحدود الدولية.

ويُخطط للجدار الشرقي أن يمر عند السفوح الجبلية، على طول <محور ألون> من <محولاه> وحتى مستوطنة <معليه أدوميم> وصحراء <يهودا>. وستُبقي إقامة الجدار من ورائها <جزيرتين> محتملتين تحت السيطرة الفلسطينية، في الضفة الغربية. وقدر وزراء شاركوا في الجولة عند خط التماس، أن شارون معني ببلورة الحدود الزمنية للدولة الفلسطينية، التي ستُقام بحسب خطة بوش و <خارطة الطرق>، بمساعدة الجدارين الفاصلين.

المصطلحات المستخدمة:

اريئيل, روش هعاين, الخط الأخضر

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات