لطالما حافظ الجيش الإسرائيلي على صورته كأيقونة مقدسة في المجتمع الإسرائيلي، وهي صورة حرص قادة إسرائيل ومؤسسوها، ثم قادتها اللاحقون، وكذا المؤسسات الثقافية والإعلامية، على تعزيزها بما يحفظ للجيش مكانة مرموقة تضعه في قلب الإجماع القومي الصهيوني، بعيدا عن التجاذبات السياسية والحزبية. فقد سخرت لهذا الجيش كل وسائل الدعم والتعزيز من موازنات وتسليح وتطوير، وصلاحيات، ورفد غزير بالموارد البشرية.
يعيد التقرير الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" حول اغتيال الرجل الثاني في تنظيم القاعدة (أبو محمد المصري) في طهران، تسليط الضوء من جديد على سياسة الاغتيالات التي انتهجتها إسرائيل على مدى عقود طويلة وبشتى الوسائل ضد مقاتلين وقادة سياسيين وعسكريين عرب وفلسطينيين، ويعيد طرح سؤال جدوى هذه السياسة في محاربة (الإرهاب) ومدى أخلاقيتها وانسجامها مع القانون الدولي، خاصة وأن التقرير أشار إلى أن الموساد الإسرائيلي هو الذي نفذ عملية الاغتيال السرية لصالح الولايات المتحدة، التي سبق أن اعلنت عن مكافأة مادية لكل من يقدم لها معلومات تمكنها من الوصول إلى المصري الذي يتهم "بشنّ هجمات على سفارات أميركية في شرق أفريقيا العام 1998، والمدرج اسمه على لائحة الإرهابيّين المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي".
من المفترض أن تبحث الحكومة الإسرائيلية وأن تقرّ خطة يتضمنها تقرير رسمي موصوف بـ"مستند سياسي" يحمل العنوان "توصيات لجنة المديرين العامّين للوزارات بشأن التعامل مع الجريمة والعنف في المجتمع العربيّ". وهي لجنة يترأسها مدير مكتب رئيس الحكومة وتضم نظراءه في الوزارات التالية: وزارة الأمن الداخليّ، وزارة الداخليّة، وزارة العمل، وزارة الرفاهية والشؤون الاجتماعيّة، وزارة المساواة الاجتماعيّة، وزارة العدل، وزارة الإسكان، وزارة الاقتصاد، وهذا بالإضافة إلى سلطة الضرائب ودائرة الميزانيّات لدى وزارة الماليّة. وينوّه المستند إلى مشاركة ممثلين عن اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربيّة "بشكل فعّال" في بلورة الخطّة.
يُقدِّمُ الصحافي الإسرائيلي داني روبنشتاين لكِتابه "إمّا نحن وإمّا هم"، الصّادر مؤخراً عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيليّة- مدار، ترجمة سليم سلامة، بسؤال: "لماذا القسطل؟"، ويعتقدُ، ككثيرين آخرين، أنّ معركة القسطل مثّلت "نقطة تحول رمزية ودراماتيكية في المعارك التي اندلعت في البلاد عشيّة انتهاء الانتداب البريطاني في 15 أيّار". إضافة إلى ذلك، تمثّل معركة القسطل برأي المؤلّف، إضافة إلى حدثين آخرين مهمّين، نقطة تحوّل في مسار الأحداث المتصاعدة في فلسطين آنذاك لصالح العصابات الصهيونيّة، وهُما مذبحة دير ياسين ومعركة "مشمار هعيمق".
"تواجه إسرائيل في المرحلة الراهنة وخلال المستقبل القريب ثلاثة تحديات إقليمية هامّة، هي: 1. أنها لم تعد تستطيع الاعتماد على الولايات المتحدة بصورة حصرية، حيال انسحاب الولايات المتحدة التدريجي من منطقة الشرق الأوسط. ولهذا، على إسرائيل أن تهتم بنفسها بمصالحها الاستراتيجية وإيجاد الطرق والبدائل الجديدة لخدمة أهدافها في المنطقة؛ 2. انهيار أسعار الغاز في السوق العالمية وتجميد عمليات التنقيب عن الغاز في حوض البحر المتوسط، على ضوء أزمة كورونا؛ 3. مواجهة السياسات التركية التي تتحدى النظام الإقليمي بسعيها إلى تعميق وتوسيع تأثيرها، من خلال اعتماد سياسات مستقلة وعدوانية".
مع إعلان وسائل الإعلام الأميركية فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة، سارع الرئيس الجمهوري دونالد ترامب إلى رفض النتائج والطعن والتشكيك فيها، وشرع بحملة تستهدف التشكيك في العملية الانتخابية وتحديدا الاقتراع المبكر الذي تم عبر البريد، وساهم في تحول النتائج لصالح بايدن في المرحلة الأخيرة من فرز الأصوات. وبرغم أن معظم التحليلات تتفق على أن أي إعادة فرز إذا أقرتها المحاكم الأميركية لن تغير النتائج، تشير الوقائع على الأرض إلى أن ترامب ومناصريه في
الصفحة 151 من 338