المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

"لإسرائيل علاقات تعاون في مجال السايبر مع أكثر من 85 دولة في أنحاء مختلفة من العالم" ـ هذا ما كشفت عنه رئيسة "قسم الاستراتيجيا والتعزيز في منظومة السايبر القومية" في إسرائيل، روت شوهم، التي يصفها العالمون ببواطن الأمور بأنها "وزير خارجية السايبر الإسرائيلي".

وتضيف شوهم فتقول إن هذا العدد من الدول (85) أكبر بكثير من عدد الدول التي تقيم معها إسرائيل علاقات دبلوماسية رسمية ولها فيها سفارات وممثليات دبلوماسية رسمية ومعترف بها "ويمكنكم فقط تخمين معنى هذه الحقيقة"، كما تقول في مقابلة أجرتها معها صحيفة "ذي ماركر" الإسرائيلية (15/7/2019). هذا مع العلم أن لإسرائيل اتفاقيات رسمية، معلنة وعلنية، للتعاون في مجال السايبر مع الدول التالية: الولايات المتحدة، بريطانيا، بولندا، إيطاليا، رومانيا، أستراليا، الهند، اليابان، اليونان، قبرص، البرازيل، تشيلي وتشيكيا.

ترى شوهم أن السايبر (الفضاء العنكبوتي/ الإلكتروني / السيبراني) هو بمثابة "عملة"، أو بوابة لتحقيق غايات وأهداف أبعد وأوسع بكثير من المجال السيبراني العيني، سواء كانت أهدافا سياسية أو أمنية أو اقتصادية ـ تجارية أو سواها، ذلك أنه "من السهل استعمال هذه العِملة أحياناً لتطوير علاقة ما بين الدول. هذا جزء من اللعبة الدبلوماسية. فإذا ما كانت هنالك زيارة رسمية إلى دولة ما وهنالك نية لتحقيق هدف ما، فنحن ننضم إلى الزيارة أيضاً".

لكن الأمر لا يقتصر هنا على الدبلوماسية فقط، لأن "السايبر هو حدث عالمي، وهو لا يتوقف عند الحدود الإسرائيلية"، كما توضح شوهم مضيفة أن "الاستراتيجية هي إنشاء وبناء علاقات دولية من أجل بناء شبكة حماية جيدة وقوية. ولهذا الغرض، فإن التعاون بين الدول ومشاركة المعلومات والمساعدة فيما بينها هي أمور حاسمة". أما عن التعاون ودرجته، فتقول إنه يتغير من دولة إلى أخرى، لكن "العلاقة الأكثر حميمية في مجال السايبر هي ما يسمى CERT to CERT ـ أي: الربط المباشر بين غرفة القيادة العليا في منظومة السايبر الإسرائيلية مع غرفة القيادة العليا في منظومة السايبر في الدولة الأخرى" و"ثمة لإسرائيل عدد من هذه العلاقات".

تلفت شوهم إلى "استخدام آخر" للسايبر هو "مساعدة الدول النامية". وتوضح أن منظومة السايبر الإسرائيلية عقدت ثلاث اتفاقيات مع البنك الدولي، مع المنتدى الاقتصادي العالمي ومع البنك البين ـ أميركي للتطوير؛ إذ تسمح هذه الاتفاقيات لإسرائيل بإدخال صناعات سيبرانية إلى الدول النامية، مما يعود بفوائد وعوائد اقتصادية هائلة على إسرائيل. وفي هذا السياق، توضح شوهم أن جزءا من وظيفتها وعملها يتركز في ترويج شركات سيبرانية إسرائيلية في الخارج وفتح الأبواب أمامها، من خلال الوفود الرسمية وتمويل المؤتمرات العلمية واللقاءات المهنية: "نحن نعمل في هذا المجال بالتعاون الوثيق مع مديرية التجارة الخارجية ومعهد التصدير"!

فائدة اقتصادية واستراتيجية قومية

رداً على سؤال حول الحاجة إلى تدخل الدولة في التجارة الخاصة وتمويلها مؤتمرات ولقاءات لترويج شركات خاصة وفتح الأبواب التجارية لها، قالت شوهم: "وظيفتنا هي تحديد الفرص للشركات وإذا لم تنجح شركة ناشئة إسرائيلية في العثور على مستثمر أو على الزبون الأول، فعندئذ نحن نتدخل لمساعدتها، لأن نجاح الشركة هو نجاح لنا في نهاية المطاف، إذ نجلب المزيد من الرواتب، المزيد من التصدير والمزيد من المال للدولة".

إلى جانب مسؤوليتها عن العلاقات الخارجية، تتولى شوهم أيضاً مسؤولية بناء "استراتيجية منظومة السايبر الإسرائيلية"، أي "استراتيجية السايبر القومية"، كما تصفها، والتي تشكل "قدرة الاقتصاد الإسرائيلي على الصمود" حجر الزاوية الأول فيها. والمقصود بها: كل الإجراءات التي تتخذ، أو يجب أن تتخذ، لتجنب ومنع هجمات على منظومات وقطاعات الاقتصاد الإسرائيلي المختلفة والمتعددة. في هذا الإطار، تصدر "منظومة السايبر القومية" التوجيهات والتعليمات اللازمة إلى جميع الوزارات والأذرع الحكومية المختلفة، التي تقوم بدورها بنقل هذه التعليمات والتوجيهات إلى الهيئات والسلطات الخاضعة لمسؤوليتها، بما فيها السلطات المحلية، المستشفيات وغيرها.

 

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات