المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

زار رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، الجنرال جوزيف دانفورد، إسرائيل في مطلع الأسبوع الحالي، في أول زيارة يقوم بها إلى دولة أجنبية بعد توليه منصبه. وشدد دانفورد خلال لقاءاته، أول من أمس الأحد، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، موشيه يعلون، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، على عمق العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

وقال دانفورد، وفقا لبيان صادر عن مكتب نتنياهو في أعقاب لقائهما، "إنني في منصبي منذ أسبوعين وهذه الدولة الأولى التي أزورها في سفرتي الأولى. وهذا يعكس العلاقات الهامة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ولكن في الحقيقة، الأمر الأهم بالنسبة لي أنني أعتقد أن أحد العوامل الجوهرية في هذه العلاقات هو العلاقات بين جيشينا. وتم بناء هذه العلاقة طوال سنين بالاستناد إلى العلاقات الشخصية والثقة والقدرة على التواصل. ولذلك كان مهما بالنسبة لي المجيء إلى هنا اليوم والالتقاء مع طاقم قيادتك والبحث في التحديات التي تحدثت عنها، لأنني واثق من أن الحل لهذه التحديات يكمن في التعاون بيننا. وأنا ملتزم بذلك ولهذا السبب أنا موجود هنا".

من جانبه، قال نتنياهو إنه "في الوقت الذي تتزايد فيه قوة المتطرفين السنة بقيادة داعش من جهة، وقوة المتطرفين الشيعة بقيادة إيران وأذرعها من الجهة الأخرى، فإنهم يهددون الشرق الأوسط كله، ولكنهم يهددون بصورة بارزة إسرائيل أيضا. ونشرت إيران الآن آلاف الجنود ليس بعيدا عن حدودنا في الجولان. وهناك جبهة مع حزب الله الذي يزودونه بأسلحة فتاكة، كما أنهم يحاولون تسليح حماس والجهاد الإسلامي بطائرات هجومية من دون طيار".

وذكرت تقارير صحافية إسرائيلية أن المباحثات التي أجراها دانفورد مع المسؤولين في إسرائيل تمحورت بالأساس حول الوجود العسكري الروسي في سورية وحول زيادة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل "كتعويض" عن الاتفاق النووي مع إيران.

وحضر دانفورد بداية المناورة العسكرية الجوية الدولية "بلو فلاغ" التي يشارك فيها الجيشان الأميركي والإسرائيلي إلى جانب جيوش دول أخرى، وتستمر لأسبوعين. وتولي إسرائيل أهمية إستراتيجية عليا لزيارة دانفورد وتسعى من خلال ذلك إلى الحفاظ على العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل التوتر في العلاقات بين حكومة إسرائيل والإدارة الأميركية.

وقال يعلون خلال لقائه مع دانفورد في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، إن "الولايات المتحدة وإسرائيل تتقاسمان قيما ومصالح مشتركة. ونحن ننظر إلى العلاقات بيننا على أنها إستراتيجية، بل هي حجر الزاوية لأمننا القومي. ونحن نثمن الالتزام والتعاون بين مؤسساتنا الأمنية ووكالات الاستخبارات. ونحن نؤمن أن علينا أن نكون في الجانب نفسه في كل ما يتعلق بالتطورات في الشرق الأوسط. وفي وضع الشرق الأوسط الحالي، كما نراه، فإن الأمر الوحيد الثابت هو التغير، والعامل الوحيد المستقر هو انعدام الاستقرار".

وتطرق دانفورد بالتلميح إلى توتر العلاقات بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، وقال "إنني أعي أنه كان هناك صعود ونزول في العلاقات العائلية، لكن العلاقات العسكرية بقيت قوية، وهي لم تتغير أبدا. وبودي أن أقول إنه طالما أنا بمنصبي ستبقى هذه العلاقة قوية. وأنا أتفق معك على أن التحديات التي نواجهها، سنعالجها معا. ولدي الثقة التي لديك بأننا سنتغلب عليها، وهذا سيكون بفضل عمل صعب، بجانب تخطيط وتفاهم مشتركين".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات