المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

نتنياهو: في الظروف الإقليمية الحالية لن تكون هناك انسحابات ولا تنازلات*

أفادت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي أن رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين أكد خلال أحاديث وراء أبواب مغلقة أنه في حال عدم تحقيق أي من الأحزاب المتنافسة في الانتخابات العامة التي ستجري يوم الثلاثاء المقبل (17 آذار) فوزاً واضحاً، فإنه ينوي العمل على تشكيل "حكومة وحدة وطنية" على أن تكون المهمة الرئيسة لهذه الحكومة هي تغيير النظام الانتخابي في إسرائيل.

وأضاف ريفلين أنه يجب تفادي الوضع غير المستقر سياسياً الذي تجري فيه انتخابات جديدة كل عامين تقريباً.

وعلى صعيد آخر التطورات التي شهدتها الحملة الانتخابية الإسرائيلية نشير إلى ما يلي:

أصدر مكتب الحملة الانتخابية لحزب الليكود مساء أول من أمس الأحد بياناً جاء فيه أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يعتقد أن الخطاب الذي ألقاه في جامعة بار- إيلان في حزيران 2009 وأعلن فيه استعداده لقبول "دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية" لم يعد مناسباً للواقع الحالي في الشرق الأوسط.

لكن بعد مرور بضع ساعات على البيان أصدر ديوان رئيس الحكومة تكذيباً جاء فيه أن "نتنياهو لم يقل إن خطاب بار- إيلان أصبح لاغياً".

لكن على الرغم من ذلك جاء في البيان "لقد أوضح نتنياهو منذ سنوات أنه في الظروف الحالية في الشرق الأوسط، فإن أي أرض سيجري الانسحاب منها ستسيطر عليها أطراف إسلامية متشددة مثلما ما جرى في غزة وجنوب لبنان. وهذا ما سيجري بالتأكيد أيضاً في ضوء التحالف بين السلطة الفلسطينية وحماس، التنظيم الإرهابي".

ويأتي هذا رداً على الوثيقة السرية التي نشرها الصحافي ناحوم برنياع في صحيفة "يديعوت أحرونوت" (يوم 6/3/2015) والتي كتبت العام 2013 في أثناء الولاية الثانية لنتنياهو وحملت عنوان "اقتراح وثيقة مبادئ بشأن الوضع الدائم". وقد تضمنت هذه الوثيقة أهم نقاط المفاوضات السرية التي دارت بين الممثل الشخصي لرئيس الحكومة المحامي إسحاق مولخو وحسين آغا الممثل الرسمي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وكشفت من بين أمور أخرى استعداد نتنياهو للانسحاب إلى حدود 1967 مع تبادل للأراضي، وعن حل متفق عليه بشأن تقسيم مدينة القدس، وحق العودة، وغور الأردن.

وعلّق وزير الخارجية زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان على وثيقة التنازلات التي نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" فقال إن "هذه الوثيقة لو كانت طرحت على الحكومة الإسرائيلية، لكان حزب إسرائيل بيتنا وقف ضدها بقوة. إنها تكرار للأخطاء التي ارتكبت خلال خطة الانفصال عن غزة، وهي لا تشكل حلاً للمشكلات الصعبة التي تواجهها إسرائيل، ولا تضع حداً لحكم حماس الإرهابي في غزة ولا لمشكلة العرب في إسرائيل. ومثل هذا الاتفاق مع الفلسطينيين يستند فقط إلى أبو مازن الذي ثبت أنه ليس محاوراً جدياً".

وتابع ليبرمان: "فقط اتفاق إقليمي يمكن أن يحل جميع هذه المشكلات، ويحقق التطبيع الكامل لعلاقات إسرائيل مع الدول العربية المعتدلة. إن إسقاط حكم حماس وتبادل أراض مع تبادل للسكان من العرب في إسرائيل هو الذي يمكن أن يحقق الأمن والهدوء لإسرائيل".

وواصل ليبرمان هجومه على جهات فلسطينية في الداخل لا تدين بالولاء لدولة إسرائيل.

وقال خلال ندوة انتخابية عقدت في المركز المتعدد المجالات في مدينة هرتسليا إنه يجب على أي مواطن يرفع العلم الأسود في ذكرى النكبة الفلسطينية الرحيل إلى أراضي السلطة الفلسطينية أو غيرها. وأكد بالمقابل أن أي مواطن مهما يكن انتماؤه يجب التعامل معه بشكل طبيعي طالما أبدى ولاءه للدولة وانخرط في الخدمة العسكرية أو الخدمة الوطنية البديلة عنها. كما جدّد رفضه لعقد اتفاق ثنائي مع الفلسطينيين باعتباره عديم الجدوى مقابل دعمه لتسوية إقليمية شاملة تطال أيضاً الدول العربية.

كما كشف النقاب عن وثيقة أخرى قدمها قبل عدة سنوات مستشار نتنياهو السياسي، رون ديرمر، وهو السفير الإسرائيلي الحالي في واشنطن، إلى مبعوث الرباعية الدولية، توني بلير، وتعهد فيها بانسحاب إسرائيل إلى حدود العام 1967.

وقالت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، مساء أول من أمس الأحد، إن ديرمر قدم إلى بلير، خلال اجتماع بينهما قبل عدة سنوات، "وثيقة نوايا" جاء فيها أن مساحة الدولة الفلسطينية عندما تقوم ستكون مطابقة للمنطقة التي احتلتها إسرائيل في العام 1967.

وأضافت القناة التلفزيونية الإسرائيلية أن الوثيقة تتعلق بالفترة التي سبقت بدء المفاوضات المباشرة بين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن). وقالت القناة إن هذا التعهد يتناقض مع التصريحات العلنية التي يطلقها نتنياهو، وبينها رفضه المطلق للانسحاب من القدس الشرقية وعودة اللاجئين.

وأشارت القناة إلى أن هذه الوثيقة التي وقع عليها ديرمر موجودة ضمن وثائق وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، والتي تعتبرها الولايات المتحدة الوثائق الرسمية لعملية السلام، لأن هذه الوثائق كتبت ووقعت بتنسيق كامل مع إسرائيل.

وعقب ديرمر على تقرير القناة العاشرة بالقول إنه "بخلاف مطلق للادعاء (في تقرير القناة)، فإنه لم يتم الاتفاق على أي انسحاب في أية مرحلة". رغم ذلك أضاف أنه في هذه الحالة (أي في هذه الوثيقة) جرت محاولة لتحريك المفاوضات التي تستند إلى مبادئ المجتمع الدولي، فيما تحتفظ إسرائيل بحقها في التحفظ من مواضيع ليست مقبولة عليها.

من ناحية أخرى شارك عشرات الآلاف من المتظاهرين مساء السبت في مهرجان أقيم في ساحة رابين في تل أبيب رافعين شعار "إسرائيل تريد التغيير".

وذكرت مصادر إسرائيلية رسمية أن عدد المشاركين في الاحتفال راوح بين 25 و30 ألف شخص، في حين ذكر منظمو المهرجان أن العدد تجاوز 50 ألف شخص.

وفي هذه المناسبة ألقى عدد من الشخصيات كلمات بينهم رئيس الموساد السابق مئير داغان، ومما قاله: "نستحق زعامة لا تمتهن التخويف. إن إسرائيل محاطة بالأعداء، لكن هؤلاء لا يخيفونني بل أخاف من قيادتنا. أخاف من عدم التصميم والتردد والجمود. وأكثر ما أخافه أزمة زعامة".

وأضاف: "نتنياهو يتولى منصب رئيس الحكومة منذ ست سنوات، وخلال هذه الفترة لم يقم بأي خطوة حقيقية لتغيير المنطقة أو من أجل مستقبل أفضل". وتابع: "إن البرنامج النووي الإيراني هو بالفعل خطر حقيقي، ولا أحد في الولايات المتحدة يجادل في ذلك. ويجب معالجة هذه المشكلة بتعقل ومشاركة حلفائنا في هذه المهمة وليس بالتشاجر معهم. نستحق قيادة تحدد سلم أولويات جديدا. ومنذ زمن بعيد لم تعد المسألة مسألة يمين أو يسار، بل هي مسألة نهج وأفق ورؤيا مختلفة".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات