المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قال تقرير جديد لسلطة التشغيل الإسرائيلية إن معطيات الربع الثالث من الجاري، أظهرت ارتفاعا متواصلا لنسبة انخراط الرجال المتدينين المتزمتين "الحريديم" في سوق العمل، من نسبة 33% في العام 2005 إلى 43% في العام 2013، إلى نسبة 49% في الربع الثالث من العام الجاري، إلا أن هذه النسبة ما تزال بعيدة عن نسبة 63% التي وضعتها الحكومة لتحقيقها حتى العام 2020.

ويمتنع رجال الحريديم عن الانخراط في سوق العمل، من منطلقات دينية، وهم بغالبيتهم يفضلون البقاء في المعاهد الدينية وتلقي مخصصات، بخلاف عن نسائهم اللاتي ينخرطن في سوق العمل بنسبة أعلى بكثير، وباتت تتجاوز 53%. إلا أنه بموجب تقارير سابقة، فإن نسبة أخرى من رجال الحريديم ينخرطون في سوق العمل غير المسجل، أو في قطاع ما يسمى "الاقتصاد الأسود"، الغائب عن السجلات المالية الرسمية، وخاصة الضرائب. وحسب تلك التقارير فإنه في مجتمع الحريديم المنغلق على نفسه يدور اقتصاد داخلي يقدر بمليارات الدولارات سنويا، وفي قسمه الأكبر يتركز في معاهد خاصة، وتقديم خدمات دينية، ومشاريع اقتصادية صغيرة.

وتسعى المؤسسة الإسرائيلية دائما إلى فتح مجتمع "الحريديم" على الاقتصاد، وكانت الحكومة السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو قد قلصت الميزانيات التي يتلقاها الحريديم ومعاهدهم الدينية، اضافة إلى فرض الخدمة العسكرية الالزامية تدريجيا على شبانهم، إلا أن الحكومة الحالية، التي عادت كتلتا الحريديم لتكونا شريكتين فيها، ألغت كل التقليصات في الميزانيات، وأضافت عليها. في حين من المتوقع أن يصوت الكنيست في الأسابيع المقبلة على قانون جديد يفرغ قانون التجنيد الالزامي على الحريديم من مضمونه.

كما أشار تقرير سلطة التشغيل ذاته إلى ارتفاع أيضا في نسبة انخراط العرب في سوق العمل، إذ ارتفعت النسبة من 4ر76% حتى نهاية العام الماضي 2014، إلى نسبة 78% حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري، وكانت نسبة انخراط الرجال العرب في سوق العمل قبل خمس سنوات 72%. وتبقى هذه نسبة عامة، لأن نسبة انخراط العرب في جيل مبكرة قريبة من نسبة انخراط اليهود، ولكن بسبب فقدان المؤهلات المهنية، والاضطرار للعمل في أعمال قاسية تحتاج لجهد جسدي، فإن العاملين العرب يضطرون للتوقف في جيل قبل سن التقاعد بسنوات.

كذلك يشير التقرير ذاته إلى أن نسبة انخراط النساء العربيات ارتفع من 28% في العام 2010، إلى نسبة 33% في العام الجاري. والنساء العربيات هنّ الشريحة الأكثر ظلما إذا أنهن محرومات من فرص العمل الملائمة، الغائبة عن تجمعاتهن السكنية.

انخفاض بنسبة 13% في مشتريات الشهر الماضي

قال استطلاع لشركة الأبحاث الاقتصادية "رايس" التي تتابع الحركة التجارية في شريحة من 3200 متجر كبير، إن مبيعات الشهر الماضي تشرين الأول، تراجعت بنسبة 13% مقارنة مع نفس الشهر من العام الماضي، رغم أنه شهر موسم المبيعات الشتوية، وحسب الشركة فإن هذا يعود إلى تدهور الأوضاع الأمنية، واندلاع الهبّة الفلسطينية. كذاك انعكست الهبّة الفلسطينية على قطاع السياحة، إذ تراجع أعداد السياح في الشهر الماضي تشرين الأول بنسبة 14%، عدا الغاء 25% من حجوزات الشتاء المقبل.

ويقول التقرير إن الانخفاض في المبيعات في الأسابيع الثلاثة الأولى من الشهر ذاته أكبر بكثير، إلا أن الأجواء العاصفة التي شهدتها البلاد في الأسبوع الأخير من الشهر، رفعت المبيعات بنسبة 9%، لتقلص حجم انخفاض المبيعات الحاصل.

وكما ذكر، فقد انعكست الأوضاع الأمنية على قطاع السياحة، وقال مكتب الإحصاء المركزي إنه في الشهر الماضي تشرين الأول، وصل إلى إسرائيل 290 ألف سائح، وهو انخفاض بنسبة 14% في أعداد السياح مقارنة مع نفس الشهر من العام 2013، ولكنه في ذات الوقت ارتفاع بنسبة 5% عما كان في ذات الشهر من العام الماضي 2014، الذي شهد تراجعا حادا في السياحة إثر الحرب على قطاع غزة في صيف ذلك العام.

وفي المجمل، قال مكتب الإحصاء المركزي إن السياحة تراجعت في الشهرين الماضيين بنسبة 7%، مقارنة مع نفس الفترة من العام 2013، ولكنها كانت أعلى بنسبة 13% من نفس الفترة في العام الماضي 2014.

وكان اتحاد وكلاء السياحة الإسرائيلي قد أعلن في مطلع الشهر الحالي، عن أن 25% من الحجوزات السياحية القادمة في موسم الشتاء المقبل، قد ألغيت بفعل تدهور الأوضاع الأمنية، وهذا التراجع يأتي أيضا في ظل تراجع أعداد السياح إلى إسرائيل، منذ الحرب الأخيرة على قطاع غزة في صيف العام الماضي 2014.

وقال مدير اتحاد وكلاء السياحة إن "الاتحاد" يعمل حاليا على اقناع أولئك الذين لم يحسموا أمرهم بعد، ويفكرون بإلغاء الحجوزات. وحسب ما ورد فإن هذه الاحصائيات التي يعرضها مدير "الاتحاد" تتعلق بحجوزات المجموعات السياحية، وهي لا تشمل السياحة الفردية، أو غير المنظمة، فهؤلاء يصعب حصرهم مسبقا، وتنعكس حركتهم في الإحصائيات النهائية لكل فترة محددة.

وقالت صحيفة "ذي ماركر" إن الهبّة الفلسطينية قلبت كل التوقعات للسياحة في العام الجاري، بعد أن شهدت السياحة في العام الماضي انخفاضا كبيرا جدا بسبب الحرب على غزة. وحتى اندلاع الهبّة كانت مؤشرات السياحة إلى إسرائيل تثير "أجواء التفاؤل"، ولكن هذه الأجواء انقلبت في الأسابيع الأخيرة.

المصطلحات المستخدمة:

بنيامين نتنياهو, الكنيست

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات